مناورة روسية للتغطية على خروقات النظام للهدنة

22 مارس 2016
تخرق قوات النظام الهدنة (حسين نصير/الأناضول)
+ الخط -
بدأت روسيا مناورة سياسية جديدة، للتغطية على محاولات النظام السوري الرامية للتمدد على حساب المعارضة، من خلال خرق وقف إطلاق النار المستمر بين الطرفين منذ أكثر من ثلاثة أسابيع. وفي الوقت الذي تتواصل فيه خروقات الهدنة من جانب النظام، في مختلف مناطق البلاد، تحديداً في منطقة غوطة دمشق الشرقية، أبدت روسيا استعدادها لاستخدام القوة من جانب واحد ضد جماعات مسلحة تخرق الهدنة في سورية، بدءاً من اليوم الثلاثاء، في حال عدم حصولها على ردّ أميركي على اقتراحاتها في هذا الإطار. ولم تستبعد الخارجية الروسية، أمس الاثنين، تحرّك روسيا بشكل أحادي، لمواجهة ما وصفته "أعمال المتشددين الذين ينتهكون وقف القتال في سورية".

في هذا السياق، قال رئيس إدارة العمليات في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، سيرغي رودسكوي، أمس، حسب ما نقل عنه موقع "روسيا اليوم"، إن "موسكو أرسلت اقتراحاتها الخاصة بالرقابة على وقف إطلاق النار في 25 فبراير/شباط الماضي". وأكد أن "القوة العسكرية ستُستخدم فقط في حال الحصول على معلومات مؤكدة، تُثبت أن جماعات مسلحة تخرق شروط الهدنة باستمرار"، مشدداً على أن "روسيا لن تستخدم القوة ضد المدنيين أو الجماعات الملتزمة بالهدنة".

وأضاف رودسكوي أن "الجانب الروسي أعدّ وأرسل إلى واشنطن في 5 مارس/آذار الحالي، مشروع اتفاق مبني على حلٍّ وسط للرقابة على وقف القتال في سورية، وكذلك اقترح إجراء مشاورات بين الخبراء في أقرب وقتٍ للتوصل إلى اتفاق بشأن صياغة نص الاتفاق".

كما أشار إلى أن "المشاورات الروسية الأميركية التي جرت في عمّان في 18 مارس الحالي، أظهرت عدم استعداد الولايات المتحدة لمناقشة تفاصيل الاقتراحات الخاصة بنظام وقف إطلاق النار في سورية"، مؤكداً أن "المماطلة في تطبيق القواعد المتفق عليها للتعامل مع حوادث خرق الهدنة، أمر غير مقبول لأن مدنيين يقتلون في سورية يومياً نتيجة أعمال استفزازية هناك".

اقرأ أيضاً: مفاوضات جنيف تصل مرحلة حاسمة تستدعي وصول رياض حجاب

من جهة أخرى نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول أميركي، لم تُسمّه، قوله إن "الجانب الأميركي لا يرى داعياً لعقد اجتماع عاجل حول الرقابة على وقف إطلاق النار في سورية استجابة لطلب روسيا"، مضيفاً أن "هناك محادثات بنّاءة حول هذا الموضوع".

وتابع المسؤول: "رأينا تقارير إعلامية عن قلق روسي مزعوم من خروقات الهدنة. أما أولئك الذين يطلقون مثل هذه التصريحات، فيبدو أن لديهم معلومات خاطئة، لأننا قد بحثنا هذه المواضيع بشكل مطول، ونواصل بحثها بصورة بناءة".

من جانبها، أعلنت الكيانات المدنية العاملة في مناطق سيطرة المعارضة في المنطقة الجنوبية من غوطة دمشق الشرقية، تشكيلها "لجنة مواجهة الحصار" للتصدّي لاحتمالات تمكن قوات النظام من النجاح في محاولاتها، الرامية للتقدم على جبهات القتال في منطقة المرج في الغوطة الشرقية، وبالتالي فصل المناطق الجنوبية من الغوطة المحاصرة عن باقي مناطقها المحاصرة أيضاً. كما تمّ تشكيل الدفاع المدني والمكتب الإغاثي الموحد والمكتب الطبي ومكتب الشرطة المدنية في سياق لجنة مواجهة الحصار. وتضمّ المنطقة الجنوبية من الغوطة الشرقية، بلدات وقرى دير العصافير وزبدين وبالا والركابية وحوش دوير وبياض وحرستا القنطرة وبزينة، وهي مناطق تتميز بطابعها الزراعي بسبب أراضيها الخصبة. وتضمّ هذه المنطقة نحو ثلاثة آلاف عائلة.

ورغم أن معظم بلدات الغوطة الشرقية لدمشق، تعيش هدوءاً نسبياً منذ بدء الهدنة السورية، في 27 فبراير/شباط الماضي، إلا أن قوات النظام، لم توقف شن هجماتها العسكرية في منطقة المرج، سعياً منها لقضم مساحات تسيطر عليها المعارضة هناك.

وتحاول قوات النظام فصل مناطق جنوب الغوطة عن باقي مناطق سيطرة المعارضة في الغوطة الشرقية، لأهميتها الاستراتيجية والاقتصادية، وتعتبر المنطقة الوحيدة المجاورة لطريق المطار ومطار دمشق الدولي، وفيها الطريق الوحيد إلى المنطقة الجنوبية في سورية. كما تُعدّ خزاناً اقتصادياً زراعياً استفاد منه سكان الغوطة الشرقية، في حصارهم الذي بدأ منذ نحو أربع سنوات ولا يزال مستمراً حتى اليوم.

وتواصلت خروقات قوات النظام للهدنة، أمس، بعد قصف طيران النظام مناطق بريفي دمشق وإدلب، من دون ورود معلوماتٍ عن سقوط ضحايا، حيث استهدف قصف بالبراميل المتفجرة، قرية الناجية بريف إدلب الغربي، بعد يومٍ واحدٍ من قصفٍ صاروخي استهدف مناطق متاخمة، قرب محور التفاحية بجبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي، بحسب ما أكدت مصادر محلية. كما ذكر ناشطون في ريف دمشق لـ"العربي الجديد"، أن "طيران النظام الحربي، شن غارة ظهر أمس، استهدفت قرية بيت نايم بالغوطة الشرقية".

اقرأ أيضاً: إجابة المعارضة السورية عن أسئلة الموفد الدولي خلال يومين

المساهمون