السعودية منال الشريف غاضبة من جريمة مقتل خاشقجي: لن أغلق فمي

28 أكتوبر 2018
(أميلي كويرفورث/فرانس برس)
+ الخط -
أكدت الناشطة السعودية منال الشريف (39 سنة)، بعد توقفها عن الكتابة على وسائل التواصل الاجتماعي، تويتر وفيسبوك، أنها ستستمر في الكفاح "ففي المرحلة الأولى قمنا باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لأنه لم يكن لدينا وسيلة لتوصيل أصواتنا في ظل الديكتاتورية، وبعيداً عن قدرات الرقابة، لكن المشكلة بدأت (في وسائل التواصل) حين استولى النظام بتشكيلاته على تلك الوسائل عبر حملات بروباغندا كبيرة".

ويأتي كلام الشريف في حديث مع صحيفة "يولاندس بوستن" في مدينة كوبنهاغن التي وصلت إليها للمشاركة في معرض الكتاب بمناسبة صدور نسخة مترجمة عن كتابها "يد على مقود القيادة: كفاح امرأة سعودية من أجل المساواة والحرية".

وتعرف الشريف، التي تقيم بالمنفى الاختياري في أستراليا، بأنها واحدة من سيدات سعوديات كافحن من أجل حق المرأة في قيادة السيارة من خلال نشاط بعنوان Women2Drive من خلال بث مجموعة مقاطع فيديو تظهرهن وهن يتحدين المنع في بلدهن خلال السنوات السابقة.

واضطرت الشريف لترك بلدها بعد تهديدها والتضييق عليها، وتقول إنها لا تستطيع رؤية ابنها الثاني لأنه يتواجد داخل المملكة مع أبيه، ولا تسمح السلطات في الرياض له بالالتحاق بوالدته في منفاها.

وتذكر صحيفة "يولاندس بوستن" أنها كانت على موعد مع منال الشريف لإجراء حوار صحافي معها، بينما "بدت متأثرة كثيرًا، فالشابة كانت بملامح إرهاق غير عادي بسبب مقتل جمال خاشقجي وتهديدات جدية وصلت إليها، ولم تستطع أن تجري اللقاء الصحافي الكامل، لكنها أكدت أنها لن تسكت وستواصل الحديث".
وتنقل الصحيفة عن الشريف قولها "لن أغلق فمي وسأستمر بالتحدث، لكن إن استطاعت السعودية النجاة مما ارتكبته (في قضية مقتل خاشقجي) فإن الأمور ستصبح خطيرة بالفعل".


وقالت إن "عائلتي وأصدقائي اتصلوا بي مرارًا كي أصمت. لقد قالوا لي إنني الوحيدة المتبقية والمعروفة بالكتابة بالإنكليزية وفي "واشنطن بوست". محاميَّ اتصل بي ورجاني أن أكتب وصيتي وأقوم بالتأمين على حياتي".

وعلى الرغم من تشديد الشريف على أنها ليست خائفة على حياتها "إلا أنها أصبحت أكثر قلقاً من قيام السلطات السعودية بايذاء الأصدقاء والعائلة، المتواجدين في السعودية"، على ما تؤكد الصحيفة التي تنقل عنها "لا أحد فيما يبدو لديه ضمان من أن لا يتعرض لما تعرض له خاشقجي، وهذا أمر مقلق حقا".

وأشارت الشريف إلى أنّ توقفها على وسائل التواصل "لا يعني مطلقاً التنازل عن الحقوق". وتوجهت عبر الصحيفة للناشطين الحقوقيين "لا تتنازلوا أبدا عن حقوقكم، فهذه حقوق لا يجب أن يصادروها منكم فهي ستصادر للأبد، ولا تنسوا الناس الذين يقفون في مقدمة الصفوف للدفاع عن هذه الحقوق".

وأكدت الشريف للصحيفة الدنماركية السبت حول هذا التوقف أنه بسبب "استخدامه من قبل الحكومة للتلاعب بالرأي العام، فحتى أصدقائي وأسرتي اتصلوا بي وبعضهم مصدق لرواية السلطات السعودية، وذلك الأمر الأكثر إخافة (في تصديق الأقربين للرواية الرسمية) إنهم يستخدمون وسائل التواصل كأدوات للسيطرة الجماعية وللتلاعب بالرأي العام".

وبحسب الصحيفة فإن "الشريف تبدو مصدومة وتردد سؤال الرغبة في معرفة لمَ فعلوا ذلك بصديقها جمال خاشقجي". ونقلت الصحيفة عنها قولها "لا أفهم لمَ يعتقلون أصدقائي ويرمونهم في السجون، كنا سعداء حقاً بأن الأمور يمكن أن تتغير حتى مايو/ أيار الماضي حيث جرت موجة اعتقالات كبيرة لم تترك حتى أبرز الشخصيات، ولا نعرف من الذي أطلق هذه الموجة من القمع".

وتظن الصحيفة بحسب ما تقول الشريف أن "قتل خاشقجي ربما يدفع بعض أصدقائها الناشطين داخل البلد للصمت الآن، لكنها تضيف أنها تأمل أن يستعيدوا أصواتهم مجددًا لأجل أن يستعيد الناس شجاعتهم".

وفي ردها على سؤال الصحيفة عما إذا كان وبعد سنوات من اعتبار وسائل التواصل صوتها تركها يعني استسلاماً تقول الشريف "لا، وسأواصل الحديث والكفاح، المشكلة مع التواصل الاجتماعي الآن أنها باتت تحت سيطرة الحكم وهو حكم يبث فيضاً من وسائط الإعلام بتشكيلات كبيرة تنتهج البروباغندا".

وتختم الصحيفة أن قتل خاشقجي "جعلها غاضبة أكثر فهي تقول: لقد كنت واحدة ممن ظننا مع الغرب أن الأمور ستمضي نحو الأفضل في السعودية، كنت متفائلة جدا. وهي بذلك تشير إلى بعض الإصلاحات التي تبناها الملك السعودي سلمان وابنه ولي العهد محمد بن سلمان".

وكانت مجلة تايم الأميركية وضعت الشريف بين أكثر 100 شخصية مؤثرة حول العالم في 2012، وحصلت على عدد من الجوائز بسبب انخراطها في المجال الحقوقي، ومن بينها من مجلة فورين بوليسي وفوربيس ومنتدى الحرية في أوسلو. وهي لم تعد إلى السعودية منذ 2015.