منار الشويكي.... طفلة مقدسية في قفص الاعتقال

06 فبراير 2017
الأسيرة منار الشويكي (فيسبوك)
+ الخط -


لم يأبه قضاة المحكمة المركزية الإسرائيلية في القدس المحتلة، للطفلة منار مجدي الشويكي، من حي الثوري جنوب المسجد الأقصى، عندما كانت في قفص الاتهام تواجه تهما غريبة عجيبة أبرزها "محاولة الإيذاء والتسبب بجراح" وهي التي لم تتجاوز السادسة عشرة. وتعتبر أصغر أسيرة مقدسية، والتي كان يفترض أن يعاملها قضاة المحكمة كطفلة دون السن القانونية، بدلا من إصدار حكمهم الجائر بحقها بالسجن ست سنوات حسوماً، والذي قابلته منار بالبكاء.

عائلتها التي حضرت مداولات المحكمة، وبعد أن أصدر القضاة قرارهم، عبّرت عن صدمتها ودهشتها للقرار. وقالت والدة منار لـ"العربي الجديد" "القرار جائر وظالم. منار لا تزال طفلة. لماذا يحرمونها من طفولتها؟ ما دليلهم على ذلك؟ وأضافت "أربعة عشر شهرا على اعتقال منار كانت فترة صعبة، أحن إليها، وأفتقدها يوميا إلى جانب إخوتها، أكاد أصاب بالجنون".

وأكدت والدة منار، أن ابنتها حضرت إلى المحكمة، وكانت مريضة ومنهكة للغاية، بسبب ما أصابها من الإرهاق والتعب الذي تعرضت له خلال نقلها في سيارة نقل المعتقلين، أو ما تعرف بـ"البوسطة"، وتعمّد السجانين تشغيل التهوية الباردة داخلها.

وأشارت إلى أن إرهاق منار وتعبها سبقهما تعرضها في إحدى جلسات المحكمة، للاعتداء والإيذاء من قبل مجندة إسرائيلية، لمجرد أن اشتكت من شد القيود على معصميها، فما كان من المجندة أن دفعتها بقوة وأسقطتها أرضا.






بدوره، اتهم والد منار المحكمة، بأنها تشكل غطاء لممارسات الاحتلال بحق طفلته، التي تعرضت خلال فترة اعتقالها منذ أكثر من أربعة عشر شهرا لسوء المعاملة، وإخضاعها لتحقيقات عنيفة، وجلسات محاكمة سرية، إضافة إلى حرمانه من زيارتها لكونه أسيرا محررا.

وأشار إلى أن ابنته "اعتقلت سابقاً بتهمة مشابهة، لكنهم لم يثبتوا عليها دليلاً قاطعاً، لكن أحد ضباط المخابرات هددها وتوعدها في حينه، بأنها لن تفلت من العقاب والسجن، وهو ما حدث بالفعل، إذ لفقوا لها التهمة بمحاولة طعن مستوطن بينما كانت عائدة إلى البيت".

أحكام جائرة وتهم ملفقة في قاعة المحاكمات الإسرائيلية(فيسبوك) 


ووصف رئيس لجنة أهالي الأسرى والمعتقلين المقدسيين أمجد أبو عصب في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، قرار الحكم ضد منار بأنه قاس جدا، ويستهدف الطفولة الفلسطينية في مدينة القدس. وقال "بمثل هذه الأحكام العالية بحق الأسيرات والأسرى القاصرين، يهدفون إلى نشر الرعب في قلوب هؤلاء الأطفال وترويعهم"، مشيرا إلى أن 15 أسيرة مقدسية بينهن قاصرتان يقبعن في سجني الدامون والشارون.

ولفت أبو عصب إلى قرار جائر أصدرته المحكمة المركزية الإسرائيلية سابقاً، بحق الأسيرة نورهان عواد من حي المطار شمال القدس، بالسجن 13 عاما ونصف العام وكانت قاصر حينها، والحكم على الأسيرة مرح باكير مدة 8 سنوات ونصف وهي قاصر، وعلى الأسيرة شروق دويات التي صدر حكم بسجنها مدة 16 عاما. في حين حكمت المحكمة ذاتها على الأسيرة الجريحة إسراء جعابيص بالسجن مدة 11 عاما، علما بأنها تعاني من حروق في جسدها.

كما أصدرت أحكاما عالية بالسجن بحق الأشبال أحمد مناصرة ومحمد طه ومنذر خليل ومعاوية علقم وغيرهم، وكان أعلاها السجن 12 عاما على الشبل أحمد مناصرة، الذي اتهم بمحاولة تنفيذ عملية طعن في مستوطنة بسغات زئيف، شمالي القدس المحتلة، برفقة ابن عمه حسن مناصرة قبل نحو عامين، والذي ارتقى شهيدا برصاص شرطة الاحتلال.