يواجه أكثر من مليون شخص في مدينة الرقة السورية وريفها، مصيراً مجهولاً، في ظل بدء العمليات العسكرية الهادفة إلى طرد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) منها، خاصة أن رأس الحربة لهذه العمليات هي "قوات سوريا الديمقراطية" المتهمة بارتكاب انتهاكات بحق السكان المحليين، بهدف تغيير تركيبة المنطقة الديموغرافية، الأمر الذي تنفيه الأخيرة.
وقال الناشط الإعلامي محمد الرقاوي، لـ"العربي الجديد"، إن "أهالي الرقة يعيشون أياما عصيبة، فمنذ أن سيطر "داعش" على محافظتهم، وهم يواجهون همجيته من قتل وإخفاء قسري، إضافة إلى انخفاض الخدمات إلى الحدود الدنيا، وانعدام التعليم؛ يضاف إلى ذلك تقييد تفاصيل الحياة اليومية، خاصة بالنسبة للنساء، حيث يسن التنظيم قوانين جائرة متحجّرة تتبع بعقوبات قاسية".
ولفت إلى أنّهم "الآن يحبسون أنفاسهم في انتظار المستقبل المجهول، في ظل العمليات العسكرية الدائرة، ولا يدرون هل يستعدون لنزوح جديد أم يحاكمون كداعمين لداعش؟".
كما بيّن أن "الرقة تشهد ارتفاعاً في الأسعار في ظل نسب مرتفعة من البطالة، حيث تقتصر الأعمال على بعض النشاط الزراعي والتجاري المحدود، في وقت يفرض التنظيم ضرائب مرتفعة على الأهالي الذين بينهم عشرات آلاف النازحين من مختلف المناطق السورية".
وأعرب عن اعتقاده بأن العمليات العسكرية ستسبب حركة نزوح كبيرة باتجاه المناطق التي يسيطر عليها التنظيم في البادية ودير الزور، جراء انعدام الثقة والخوف من أن تتم معاملتهم على أنهم دواعش، إن كان من قبل قوات "سوريا الديمقراطية" أو المعارضة المسلحة، في حين أن خيار الذهاب إلى مناطق النظام في حال حصل النزوح ملغى لدى الأهالي منذ سنوات.
ومحافظة الرقة من المحافظات السورية الكبيرة جغرافياً، وهي ذات طبيعة منبسطة تتخللها بعض الهضاب ويشطرها نهر الفرات من الوسط، مشكلاً ما يعرف باللهجة المحلية بـ"الشامية" التي تقع جنوب النهر وتمتد حتى تدمر في وسط البادية السورية. أما مدينة الرقة فتقع على نهر الفرات، في منطقة "الجزيرة" التي تمتد شمالاً حتى الحدود التركية.
ولا توجد إحصائيات دقيقة لعدد سكان الرقة الحاليين، لكن مصادر محلية تقدر العدد بأكثر من مليون شخص في المدينة وريفها، رغم حملات الهجرة والنزوح الكبيرة خلال السنوات الماضية، كما تحوي المحافظة عشرات آلاف النازحين من مختلف المحافظات السورية، خصوصاً من شرق حلب، ومن مناطق خاضعة لـ"داعش" شرقي حمص.
وتعتبر الرقة، أولى المحافظات السورية التي خرجت عن سيطرة النظام بشكل كامل في بداية عام 2013، وبقيت طيلة عام تحت سيطرة المعارضة إلى أن سيطر عليها "داعش" بداية سنة 2014، متخذاً منها معقله الأهم في سورية.