مليشيا "النجباء" العراقية تشيّع قتلاها بمعركة حلب... والعبادي يتبرأ

21 ديسمبر 2016
خلال تشييع سابق للمليشيات (العربي الجديد)
+ الخط -

شيّعت مليشيا "النجباء" العراقية، المنضوية ضمن فصائل مليشيات "الحشد الشعبي"، صباح اليوم الأربعاء، العشرات من قتلاها الذين قضوا خلال الأيام الماضية بمعارك حلب في سورية، فيما أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن أية جهة تقاتل في سورية لا تمثل الحكومة العراقية.

وقال مصدر في وزارة الداخلية العراقية إن "قوة من مليشيا النجباء، قطعت في وقت مبكر اليوم، حيي العرصات والكرادة وسط بغداد، لإجراء مراسم تشييع جثامين 32 من عناصرها الذين قتلوا خلال معارك مدينة حلب السورية"، موضحا خلال حديثه لـ"العربي الجديد" أن "عناصر المليشيا أطلقوا النار في الهواء، ونصبوا نقاطاً لتفتيش السيارات والمارة، القادمين من المناطق المجاورة".

وأضاف أن "مراسم التشييع استمرت في بغداد من الساعة التاسعة وحتى العاشرة صباحا بتوقيت بغداد"، مشيرا إلى نقل جثامين القتلى إلى محافظة النجف (180 كيلومتراً جنوب بغداد)، لدفنهم في مقبرة خاصة هناك تسمى "مقبرة شهداء الحشد الشعبي"، لافتا إلى أنهم "وصلوا عبر طائرة تابعة للخطوط الجوية العراقية حطت في مطار بغداد الدولي".

وفي سياق متصل، قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن "أية جهة تقاتل في سورية لا تمثل الحكومة العراقية"، مطالبا خلال مؤتمر صحافي جميع الفصائل العراقية المنضوية تحت راية مليشيا "الحشد الشعبي" بالالتزام بسياسة الحكومة العراقية، بعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، مشيراً إلى أن العراق لا يريد الاشتراك في صراعات إقليمية.

من جانبه، اعتبر عضو "التحالف الوطني العراقي" أحمد المياحي، أن "قتال بعض الفصائل العراقية المسلحة في سورية لا يمثل جميع العراقيين"، مؤكدا خلال حديثه لـ"العربي الجديد" أن "مليشيا النجباء التي كشفت عن قتالها إلى جانب نظام الرئيس السوري بشار الأسد في حلب تعرضت إلى انتقادات حادة داخلية وخارجية".





وأضاف المياحي أن "الهدف من تأسيس الحشد الشعبي كان قتال داعش، وتحرير الأراضي التي سيطر عليها منذ صيف عام 2014"، مؤكدا أن "هذا الأمر لا يتيح لبعض المليشيات تجاوز الحدود والاشتراك بعمليات عسكرية أسفرت عن حدوث جرائم كالتي نشاهدها في حلب".

وكشف المعارض السوري، العميد أسعد الزعبي، الليلة الماضية، عن مقتل مئات المسلحين التابعين لمليشيا " النجباء" العراقية، خلال معارك حلب السورية، موضحا خلال مقابلة متلفزة مع قناة عراقية، أن المليشيا نقلت خلال الأيام الماضية جثامين 800 شخص، من قتلاها الذين سقطوا في سورية.

وكشف "العربي الجديد" في وقت سابق، عن وجود 13 مليشيا عراقية تقاتل إلى جانب نظام بشار الأسد في سورية، تحت إشراف قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.

وبدأت مشاركة المليشيات العراقية القتال مع النظام السوري في أول أشهر اندلاع الثورة المطالبة بالحرية وتغيير النظام، من خلال مليشيا واحدة أطلقت على نفسها اسم أبو الفضل العباس. وأسسها المرجع الديني المقيم في النجف قاسم الطائي، لتتسع بشكل أكبر مشاركة فصائل أخرى بلغت حتى مطلع الشهر الماضي 13 مليشيا مسلحة، تحت إشراف قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.

وهذه المليشيات هي كل من لواء أبو الفضل العباس، ولواء أسد الله الغالب، وكتائب حزب الله العراقي، وكتائب سيد الشهداء، وفيلق الوعد الصادق، لواء كفيل زينب، وحركة النجباء، وقوات الشهيد محمد باقر الصدر (منظمة بدر)، ولواء ذو الفقار، وفوج التدخل السريع، ولواء الإمام الحسي، ولواء المؤمل، وكتائب الثأر.

وعرض ناشطون سوريون وعراقيون تسجيلات وثقت وقوع عشرات المقاتلين من المليشيات العراقية بقبضة فصائل المعارضة السورية، خلال الأشهر الماضية، وثقت شهاداتهم حول تورطهم بإعدامات ميدانية لمدنيين سوريين وعمليات قصف للمدن التي يحاصرها النظام السوري.