مليشيا "الحشد" تواصل السرقة والنهب في شرق الموصل

10 فبراير 2017
تدمير واسع للبنية التحتية في الموصل (يونس كيليس/الأناضول)
+ الخط -
في مشهد مماثل لما حصل في تكريت والفلوجة على يد مليشيات الحشد الشعبي، اجتاحت مجموعات من عناصر المليشيا مناطق في شرق مدينة الموصل، وقامت بأعمال سلب ونهب للدور والمحال التجارية، مستغلة صفتها القانونية باعتبارها قوة رسمية لمكافحة الإرهاب.


ولا يزال سكان المناطق الشرقية في مدينة الموصل يحاولون التقاط أنفاسهم بعد ثلاث سنوات من الحصار العسكري انتهت بثلاثة شهور من القتال والقصف المتواصل بين القوات العراقية وعناصر تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، أفضت إلى تدمير أجزاء كبيرة من المدينة بما فيها البنى التحتية والمؤسسات الحكومية، فضلا عن مقتل وجرح مئات المدنيين وتهجير آلاف آخرين.

وأكدت مصادر أمنية عراقية لـ"العربي الجديد"، انتشار مجموعات من مليشيات الحشد الشعبي في الجانب الشرقي من المدينة بهدف فرض الأمن في المناطق المحررة إلى جانب قوات الشرطة المحلية والجيش.

ويتجاهل المسؤولون الأمنيون العراقيون أن عناصر المليشيا متورطون بأعمال سلب ونهب لدور المواطنين ومحلاتهم التجارية في شرق الموصل، مستغلين حالة الفوضى التي تشهدها تلك المناطق نتيجة تعدد القوات الأمنية وتداخل صلاحياتها.

وأكد مصدر أمني في مدينة الموصل تسجيل حالات سرقة واقتحام للدور والمحلات وسرقة أغراض ثمينة والاستيلاء على مركبات مدنية من قبل عناصر ينتمون لمليشيا الحشد، وقال ضابط برتبة نقيب في شرطة الموصل، فضل عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، إن "مليشيا الحشد قامت باقتحام عدة منازل وتقييد ساكنيها وسرقة أغراض ثمينة". مضيفا أن "عمليات اقتحام المنازل تجري بحجة التفتيش والبحث عن عناصر داعش".

وأكد الضابط أن "قوة عسكرية قامت باقتحام منزل تاجر يدعى محفوظ حمو، في الحي الزراعي وسط الموصل، وقاموا بسرقة 45 مليون دينار نحو (35 ألف دولار) فضلا عن أجهزة هواتف وحلي ذهبية".

وأفاد سكان محليون في مدينة الموصل لـ"العربي الجديد"، بأنهم تعرضوا لعمليات ابتزاز قام بها عناصر في الجيش ومليشيا الحشد خلال مرورهم في نقاط التفتيش في شوارع الموصل. وقال عمار الحمداني، الذي يسكن حي الحدباء شرق الموصل: "تعرضت لمساومة وسرقة تحت التهديد عندما استوقفني عنصران من قوات الجيش والحشد قرب منزلي وقاموا بتفتيشي ومصادرة هاتفي المحمول ومبلغ من المال كان بحوزتي بعد التهديد باعتقالي بتهمة التعاون مع داعش إذا ما قمت بالإبلاغ ضدهم".


من جهته، قال محافظ نينوى، نوفل السلطان، في تصريح صحافي، إن "هنالك جهات تقوم بأعمال سرقة للدوائر والممتلكات، وقد ناقشنا مع قيادات الجيش العراقي هذه المشكلة لوضع حد لها".

وجاء تصريح السلطان، على خلفية سرقة آلاف الأطنان من الحنطة التي كانت مخزنة في أحد مخازن وزارة التجارة شرقي الموصل، حيث كشفت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أن "آليات عسكرية تابعة لقوات الجيش نقلت كميات كبيرة من الحنطة خارج المدينة، وهو ما أدى إلى وضع حراسات إضافية من قوات الشرطة لمنع عمليات السرقة".

وقال غزوان الداوودي، عضو مجلس محافظة نينوى، لـ"العربي الجديد"، إن "هناك عناصر منفلتة من الجيش وقوات الحشد تقوم بعمليات سرقة وابتزاز للسكان، وهذه الأعمال سوف تفسد على سكان الموصل والحكومة العراقية فرحة تحرير المدينة والنصر الذي حققته ضد تنظيم داعش".

وتداول ناشطون عراقيون مقاطع فيديو وصورا تظهر قيام عناصر في مليشيات الحشد والجيش العراقي بعمليات سرقة للدور والمحلات التجارية، كما قامت مجموعات أخرى بإغلاق بعض مساجد مدينة الموصل وكتابة شعارات طائفية على جدرانها.

وكانت مصادر أمنية وأخرى محلية، أكدت انتشار مليشيا الحشد في مناطق شرق الموصل بعد أيام من نهاية المعارك، في إطار سعي الحكومة العراقية لتأمين الجانب الشرقي قبل معركة الجانب الغربي المرتقبة.