مليشيات عراقية تنتشر في بادية النجف القريبة للحدود السعودية

16 يناير 2017
انتقادات كثيرة لنشر المليشيا (أحمد الربيعي/ فرانس برس)
+ الخط -


كشفت ضباط عراقيون، اليوم الاثنين، عن انتشار المئات من مقاتلي مليشيا "الحشد الشعبي" في بادية النجف، المحاذية لحدود العراق مع السعودية، فيما أكد محافظ النجف (180 كلم جنوب بغداد)، لؤي الياسري، أن انتشار المليشيا في هذه المنطقة يأتي انطلاقا من الحرص على حماية الحدود، ومنع تسلل المسلحين ضمن خطة أمنية كبيرة.

وقال ضابط في حرس الحدود العراقي، اليوم، إن نحو 200 عنصر من المليشيات انتشروا منذ الساعات الأولى لصباح اليوم في صحراء النجف وصولا إلى الحدود مع السعودية، مؤكدا خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أن مقاتلي "الحشد الشعبي" مزودون بأسلحة ثقيلة ومتوسطة وخفيفة متنوعة، فضلا عن مدافع مقاومة للطائرات وأجهزة رادار.

ولفت إلى أن المراجع العليا في قيادة حرس الحدود العراقي أصدرت الليلة الماضية توجيهات لضباطها ومنتسبيها تؤكد على عدم الاحتكاك مع مليشيا "الحشد" التي ستتولى أمن بادية النجف اعتبارا من الاثنين، مشيرا إلى أن المليشيات تبرر انتشارها بمحاولة الحد من عمليات نقل السيارات المفخخة والانتحاريين من الصحراء إلى داخل المدن الجنوبية.

ويشير الاجتماع الذي عقده الياسري، مع نائب رئيس هيئة مليشيا "الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس، أمس الأحد، إلى وجود تنسيق بين الجانبين لإسناد مهمة مسك الأمن في بادية النجف إلى فوجين من "الحشد الشعبي"، بحسب بيان لمكتب محافظ النجف، الذي أفاد بأن الاجتماع حضره أيضا: "قائد عمليات الفرات الأوسط، وممثلو الأجهزة الأمنية والاستخبارية، وقيادة شرطة المحافظة، وقيادات الجيش العراقي".

وأوضح البيان أن الياسري والمهندس اتفقا على تشكيل فوجين من مليشيا "الحشد الشعبي" لمسك بادية النجف، مبينا أن الاجتماع قرر إنشاء موانع صناعية تهدف لإيقاف أية محاولة تسلل يمكن أن تحدث إلى داخل المحافظة.

وأشار محافظ النجف إلى أن هذه الخطوة جاءت انطلاقا من حرص الحكومتين الاتحادية والمحلية على منع محاولات تسلل المسلحين ضمن خطة أمنية كبيرة، مثمنا الجهود التي وصفها بالكبيرة التي تقوم بها المليشيات.

وينتقد أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد، حسان العيداني، الخطوة الجديدة التي تقوم بها المليشيات في مناطق قريبة من الحدود مع السعودية، مؤكدا لـ"العربي الجديد"، أن الدول العربية تعتبر تجمعات "الحشد الشعبي" مليشيات خارجة على القانون، في الوقت الذي تتعامل فيه الحكومة العراقية مع المليشيات على أنها جزء من مؤسسة الدولة الرسمية.

وأضاف "غالبا ما تتمتع المناطق الحدودية بحساسية عالية، لأن ما يحدث فيها يتجاوز كونه شأنا داخليا"، مؤكدا أن المليشيات العراقية تحاول منذ فترة استفزاز جيران العراق، وخصوصا السعودية، من خلال التدريبات التي تجريها في الصحراء الغربية.

وبدأت مليشيات عراقية منضوية ضمن "هيئة الحشد الشعبي"، مطلع الشهر الجاري، مناورات عسكرية قرب الحدود مع السعودية، هي الأولى من نوعها منذ تأسيس "الحشد الشعبي" في يونيو/حزيران 2014، ما أثار رفضا واسعا من قبل مسؤولين عسكريين ووسائل إعلام في السعودية لهذه المناورات التي وصفت بالاستفزازية.