ضمن حملتها المستمرة، منذ عدة أيام، للسيطرة على الحدود العراقية مع سورية، انتشر مقاتلون تابعون لمليشيات "الحشد الشعبي"، اليوم الخميس، على الطريق الصحراوي الذي يربط المناطق الجنوبية الغربية لمحافظة الموصل ببلدة القائم في محافظة الأنبار، وصولا إلى الحدود مع سورية.
وأكد ضابط في قيادة عمليات الجزيرة والبادية، المسؤولة عن أمن غرب الأنبار، أن المئات من عناصر المليشيات نشروا قطعاتهم على طول الطريق الممتد في الصحراء، الذي يربط مناطق جنوب غرب الموصل ببلدة القائم (غرب الأنبار). مبينا، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أن هذا الانتشار يمثل تمهيدا لإكمال السيطرة على الطريق الدولي، الذي يربط العراق بسورية، مرورا بالقائم.
وأضاف أن "المليشيات سيطرت على المناطق التي لا يوجد فيها وجود مكثف لتنظيم "داعش""، مبينا أن التنظيم يفضل الانسحاب من الصحراء والمناطق المفتوحة إلى المدن والبلدات لتجنب الضربات الجوية، ولا سيما ضربات التحالف الدولي التي تكون أكثر دقة.
إلى ذلك، قال إعلام "الحشد الشعبي"، في بيان مقتضب، اليوم الخميس، إن مليشيا "لواء علي الأكبر" تمكنت من السيطرة على الطريق الدولي الذي يربط بلدة القائم بالحدود السورية.
وفي سياق متصل، انتقد القيادي في القوات العشائرية بمحافظة الأنبار، منصور المحلاوي، الخميس، اقتراب المليشيات من حدود محافظة الأنبار. مؤكدا، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن الحكومة العراقية عملت، طيلة الفترة الماضية، على عرقلة كل الجهود لتزويد العشائر بالسلاح الكافي لقتال تنظيم "داعش"، في محاولة لإيجاد مبررات كافية لإدخال المليشيات إلى المحافظة.
وتابع أنه "لا يمكن القبول بأن تكون المليشيات هي البديل لتنظيم "داعش""، مشيرا إلى "وجود شبه إجماع لدى قبائل الأنبار على ضرورة تولي المقاتلين المحليين مسؤولية مسك الأرض في المدن المحررة، فضلا عن توفير الأمن للطرق الدولية بالتنسيق مع شركات أجنبية".
وأعلن مسؤولون محليون في محافظة الأنبار، في وقت سابق، أن شركة أميركية ستتولى مسؤولية إعمار وحماية الطريق الدولي الذي يربط العراق بالأردن، مرورا بمحافظة الأنبار.
ويسيطر "داعش" على بلدات القائم وراوة وعانة، منذ منتصف عام 2014، وفرض سيطرته، طيلة الفترة الماضية، على جميع الطرق التي تربط العراق بسورية. وعلى الرغم من إطباق القوات العراقية الحصار على المناطق التي ما تزال تحت سيطرته، إلا أنه ما يزال يحتفظ ببعض الطرق التي تربط أماكن وجوده في الأنبار والموصل.