مليشيات تمارس ضغوطاً لإطلاق رجل دين إيراني متهم بتهريب الزئبق في البصرة

19 ابريل 2019
أزمة توقيف شرطي لرجل دين في البصرة تتواصل (فيسبوك)
+ الخط -
يواصل العشرات من أفراد عشائر "بني مالك" وعائلات من مدينة البصرة العراقية، التجمع أمام منزل ضابط الشرطة علي شايع المالكي، الذي قام السبت الماضي باعتقال رجل دين إيراني متهم بتهريب الزئبق، للتضامن معه ضد تهديدات من مليشيات مسلحة.
وقررت وزارة الداخلية العراقية اعتقال الضابط برتبة رائد، وأفراد الأمن المشاركين في توقيف رجل الدين الإيراني بتهمة التشهير بمتهم لم تثبت إدانته، بعدما نفذ كميناً قرب الحدود، واعتقل مجموعة أفراد متلبسين بمحاولة تهريب مادة الزئبق إلى إيران، وبينهم رجل دين معمم ظهر في تسجيل مصور خلال عملية اعتقاله مع باقي أفراد المجموعة، وطلب منه الضابط خلع عمامته احتراماً لمكانة العمامة قبل اعتقاله بتهمة التهريب.
وهدد زعيم مليشيا "المختار" واثق البطاط، باقتلاع عيني الضابط وتحويل جمجمته إلى "منفضة سجائر"، كما طاولت التهديدات أسرته وأسر كل من شارك بالكمين الأمني، ما أثار تفاعلاً واسعاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال مسؤول أمني في البصرة لـ"العربي الجديد"، اليوم الجمعة، إن "هناك ضغوطاً من عدة جهات، بينها مليشيات ورجال دين، للإفراج عن رجل الدين المتهم الذي ما زال قيد الاحتجاز"، موضحاً أن المتهم "قد يطلق سراحه قريباً، بحجة أنه تصادف وجوده مع جماعة أخرى متورطة بعمليات تهريب وتجارة غير مشروعة عبر منفذ الشلامجة الحدودي، أما الضابط الذي اعتقله فتم نقله إلى بغداد مع أفراد القوة التابعة له لاستكمال التحقيق معه، وهو قيد الحجز لدى مديرية الشؤون الداخلية بالوزارة".



وكان رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة البصرة جبار الساعدي، أعلن أنه زار رجل الدين الإيراني الموقوف في قسم مكافحة المخدرات، مبيناً خلال تصريح صحافي أن الرجل اعتقل بتهم ملفقة، وفي سياقات خارجة عن القانون، وأن الأمر سيعرض على القضاء لحسم القضية.

وتوعد زعيم مليشيا جيش المختار واثق البطاط، وهي من الفصائل العراقية المسلحة المرتبطة بإيران، الضابط بقلع عينيه وتحويل رأسه إلى منفضة سجائر، وسحله بالشارع هو والقوة التي شاركت في العملية، وقتل أسرته وأسر من شارك بالقبض على الرجل ليكون عبرة لغيره، ما دعا عشائر بني مالك التي ينتمي إليها الضابط إلى التجمع في محيط منزل الضابط لحماية أسرته من أي اعتداء، مهددة بأنها لن تسكت إذا تمت مهاجمة المنزل.



وقال أحد زعماء العشيرة، ويدعى أحمد المالكي، إن الأنباء التي تردنا تشير إلى وجود ضغوط تهدف لتحميل الضابط المحتجز مسؤولية ما حدث وتبرئة "المهرب" الإيراني، "هذا الأمر غير مقبول لأن الضابط لم يقم بشيء سوى تطبيق القانون، والعشيرة لن تقف مكتوفة اليدين، وسنقطع أي يد تمتد لمنزل الضابط من أي جهة".
واستنكر شيخ عشيرة بني مالك ضرغام المالكي، في وقت سابق، تهديدات زعيم مليشيا المختار للضابط العراقي، موضحاً أنه لن يسمح لأي شخص مهما كان موقعه أن يمسّ أي "مالكي".