وقالت مليشيا تطلق على نفسها "سيد الشهداء" إنه تم تحديد "ساعة الصفر للهجوم على الفلوجة"، الواقعة 55 كيلومترا غرب بغداد، فيما أعلن زعيم مليشيا "بدر"، هادي العامري، أن "الهجوم على الفلوجة سيتم قريبا".
وتأتي هذه التطورات بعد أيام من إعلان أميركي أن "الأولوية بالتحرير ليست للفلوجة، كونها لا تمثل بعدا استراتيجيا مثل الموصل، التي نسعى لاستردادها من التنظيم".
ووفقا للمتحدث باسم التحالف الدولي، بقيادة واشنطن، ستيفن وارن، فإن "الهجوم على الفلوجة غير وارد حاليا"، وهو ما يشير إلى وجود خلافات واسعة بين الجانبين العراقي والأميركي حيال التوقيت الخاص ببدء التحرك نحو المدينة.
ووفقا لمسؤول عراقي رفيع، فإن واشنطن تتحفظ على مشاركة مليشيات الحشد في الهجوم على المدينة، "خشية ارتكاب جرائم طائفية على غرار ما حصل في مدينة تكريت العام الماضي"، مبينا، في اتصال مع "العربي الجديد"، أن "الهجوم على الفلوجة يجب أن يتم من القوات العراقية وأبناء العشائر، كما حصل في عملية تحرير الرمادي".
وأضاف المسؤول العراقي أن "شعارات الثأر والتهديد والرايات الطائفية التي ترفعها المليشيات لن تكون في صالح كسب التأييد الشعبي العام للهجوم على المدينة"، لافتا إلى أن "رئيس الحكومة، حيدر العبادي، يسعى إلى تجنب الحديث عن التصعيد والتحضير العسكري حول الفلوجة لدواع سياسية تتعلق بالتحالف الوطني، الذي يمتلك غالبية فصائل الحشد".
من جانبه، كشف القيادي بمليشيا "سيد الشهداء"، فالح الخزعلي، عن أن اجتماعا مع قيادات عسكرية عراقية أسفر عن تحديد ساعة الصفر لانطلاق عملية تحرير الفلوجة، مؤكدا، في بيان صدر الجمعة، أن مليشيات "الحشد الشعبي" مستعدة لخوض المعركة، وفرض السيطرة على المناطق القريبة من حزام بغداد.
وأوضح الخزعلي، وهو نائب في البرلمان العراقي، أن تحرير الفلوجة سيمثل مفتاح النصر على تنظيم "داعش"، مشددا على أن "هذه العملية ستمثل ثأرا للعدالة التي انتهكها الإرهابيون"، على حد قوله.
إلى ذلك، أكد زعم مليشيا "بدر" أن معركة تحرير الفلوجة ستنطلق قريبا، مؤكدا، خلال مؤتمر صحفي، أن بقاء المدينة بيد "داعش" يقوض الاستقرار، داعيا الأسر المتواجدة في المدينة إلى "الخروج فورا ضمانا لسلامتهم".
بالمقابل، رفض عضو مجلس شيوخ الفلوجة، أحمد الحلبوسي، التهديدات التي تطلقها مليشيات عراقية، وأخرى مرتبطة بإيران، تجاه مدينة الفلوجة، مؤكدا، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أن "تصريح مليشيا "سيد الشهداء" بأنها قادمة إلى الفلوجة من أجل الثأر ينذر بعواقب خطيرة، ومجازر جديدة قد ترتكب على يد المليشيات".
وأضاف الحلبوسي أن العشائر قادرة على تحرير المدينة، "لكن الحكومة الاتحادية ترفض تجهيزها وتسليحها، لإتاحة الفرصة للمليشيات للتدخل"، داعيا الحكومة المحلية، وممثلي محافظة الأنبار، في الحكومة والبرلمان، إلى الوقوف بوجه هذه التهديدات "لتجنب حدوث جرائم جديدة".
وجاءت هذه التحركات بعد ساعات من مقتل 13 مدنيا، بينهم ستة أطفال، بقصف صاروخي نفذته المليشيات على عدد من أحياء الفلوجة الغربية، أبرزها الجولان.