مليشيات إيرانية تنشر صورها بالفلوجة والعبادي يواصل الإنكار

الفلوجة

أحمد الجميلي

avata
أحمد الجميلي
21 يونيو 2016
7B073DB8-69B2-4574-A8D2-5EBE2DF83055
+ الخط -
"أنا هنا في الجبهة الأمامية بحي الشهداء في مدينة الفلوجة لتحرير المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش". بهذه العبارات وباللغة الفارسية، أعلن إبراهيم إبراهيمي، الملقب "بأبي مختار الإيراني"، عن تواجده في أطراف حي الشهداء، جنوب مدينة الفلوجة.

ونقل قائد مليشيا "ناصر زينب" الإيرانية التابعة لما يسمى "بالمدافعين عن الحرم"، مقطع فيديو صوّره بهاتفه الخاص ومعه عدد من رفاقه الإيرانيين.

والتقط الفيديو خلال معركة اقتحام المدينة التي شنتها قوات الأمن العراقية مدعومة بمليشيات "الحشد الشعبي" وطيران التحالف الدولي.

في السياق، تُظهر أعداد من مقاطع الفيديو والصور، التي اطلع عليها "العربي الجديد"، تواجد المدعو "أبو مختار الإيراني"، وبرفقته عشرات المقاتلين الإيرانيين بزيهم العسكري المطرز بعبارة "المدافعين عن الحرم"، وعلى أكتافهم العلم الإيراني، مستخدمين أسلحة وعربات أميركية الصنع خلال معركة اقتحام مدينة الفلوجة.

إلى ذلك، ظهر "أبو مختار الإيراني" بأحد المقاطع في معسكر طارق التابع للجيش العراقي شرقي الفلوجة، وبرفقته عشرات المقاتلين التابعين لمليشيات "الحشد الشعبي"، وجنود عراقيين.

كما ظهر في مقاطع أخرى يركب عربات "همر" عسكرية أميركية الصنع، وهو يتجول على أطراف حي الشهداء، جنوبي الفلوجة، ويلطم على صدره مردداً عبارات "يا زينب" و"يا حسين"، ويقصف مع مرافقيه الإيرانيين مدينة الفلوجة بالمدافع.

واستخدم "أبو مختار الإيراني" خاصية إضافة الموقع الجغرافي على منشوراته التي شاركها مع متابعيه في صفحته الخاصة على موقع "انستغرام"، والتي كانت تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أنها فعلاً ملتقطة في مدينة الفلوجة.

بموازاة ذلك، أعلنت وكالة "مهر" الإيرانية للأنباء، أن قائد "فيلق القدس" التابع لـ"الحرس الثوري" الإيراني، قاسم سليماني، كان قد شارك بالفعل في الأيام الماضية بالإشراف على العمليات العسكرية بمدينة الفلوجة.

وأضافت الوكالة أن "سليماني غادر بعد ذلك إلى سورية، بعد تأزم الوضع العسكري للقوات الموالية للنظام السوري في مدينة حلب السورية، من أجل تقديم الإرشادات العسكرية اللازمة لهم".

وكانت مصادر عسكرية وصحافية أكدت سابقاً، تواجد الجنرال الإيراني قاسم سليماني في أطراف مدينة الفلوجة، للإشراف على عملية اقتحام المدينة.

على صعيد متصل، أعلنت مواقع تابعة لما يسمى "المقاومة الإسلامية في العراق قوات بدر الجناح العسكري"، والتي يقودها الوزير السابق وعضو البرلمان العراقي الحالي هادي العامري، ذات الولاء والتبعية لإيران، عن مشاركة عناصر "قوات بدر" في معارك للسيطرة على مدينة الفلوجة، منذ عدة أيام، وأضاف الإعلان: "ليس عندنا ما نخفيه، قوات بدر تقاتل الآن في وسط الفلوجة بطلب من الحكومة وليرضى من يرضى وليزعل من يزعل".

كما نشرت الصفحة الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" التابعة للواء الخامس في الشرطة الاتحادية، الذي يقوده اللواء حيدر عبد الله، الملقب "بأبي ضرغام المطوري"، المنتمي لمليشيا "قوات بدر"، لقطات لاجتماعات مع قيادات في مليشيا "بدر" بزعامة هادي العامري، يتحدثون فيها بصراحة عن مشاركتهم في معركة الفلوجة واستمرار مشاركتهم في عمليات استعادة السيطرة على المدينة.

كما بثت الصفحة الرسمية صوراً لاجتماع ترأسه هادي العامري، وحضره وزير الداخلية العراقي محمد سالم الغبان، القيادي بدوره في مليشيا "بدر"، وقادة الشرطة الاتحادية، وقادة الألوية في الشرطة الاتحادية التابعة لمليشيا "بدر" لمناقشة الوضع في الفلوجة.

وتأتي هذه التصريحات والمواقف في الوقت الذي أعلن فيه رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي، أن "الحشد الشعبي مؤسسة لا غنى عنها  في القتال ضد عصابات داعش". وأضاف أن "ما يصدر هنا أو هناك من تجاوزات من الحشد الشعبي، تعد فردية، وليست تجاوزات مؤسسة. وهناك فرق واضح بين التجاوز الشخصي وبين التجاوز المؤسساتي"، على حد قوله.

وجاء حديث العبادي على خلفية حضوره لمأدبة إفطار شاركت فيها مجموعة من السياسيين والإعلاميين العراقيين، واضعاً حداً للتكهنات التي أثيرت حول موقفه من مشاركة مليشيات "الحشد الشعبي" بمعركة الفلوجة، وما سيليها من معارك في الموصل وغيرها من المدن.

إلى ذلك، كشف مصدر أمني من شرطة الأنبار، لـ"العربي الجديد"، فضّل عدم الكشف عن اسمه، أن "عناصر تنتمي لمليشيات الحشد، تقوم بعمليات سرقة للبيوت والمحال التجارية في منطقة حي نزال، وسط الفلوجة".

وبيّن المصدر ذاته أن "عناصر المليشيات بدأوا، منذ صباح يوم أمس الاثنين، بالدخول إلى مدينة الفلوجة بواسطة عجلات نقل كبيرة، تحمل أعلاماً وملصقات باسم الحشد، وأن تلك العناصر قامت بكسر أبواب المحال التجارية والبيوت والدخول إليها وسرقة جميع محتوياتها من الأثاث والكهربائيات والمواد المنزلية الأخرى".

 وفي سياق الاتهامات الموجهة ضد مليشيات "الحشد الشعبي"، قال الشيخ رعد السليمان، أحد شيوخ عشائر الدليم في محافظة الأنبار، خلال حديثه لوسائل الإعلام، إن "هناك تخوفاً كبيراً لدى أبناء الفلوجة من أن يتم تدمير أو سرقة البنى التحتية في المدينة من قبل الحشد الشعبي، والقوات الأمنية المقربة منه".

وأكد الشيخ رعد أن "لديه معلومات حول قيام الحشد والجيش العراقي بتدمير منازل المدنيين والمؤسسات الحكومية، بحجة وجود مفخخات في المدينة".

وطالب رعد الدول العربية والأمم المتحدة بالتدخل بشكل عاجل لإنقاذ أهالي الفلوجة من القتل والتدمير، و"الحفاظ على أمن واستقرار مناطق السنة"، على حد قوله.

في السياق نفسه، أعرب المرصد العراقي لحقوق الإنسان، في بيان له، عن شكه في حياد لجنة تقصي الحقائق التي أعلن عن تشكيلها رئيس الوزراء حيدر العبادي، للتحقيق في الانتهاكات والجرائم التي ارتكبتها مليشيات "الحشد الشعبي" بحق مئات النازحين من أهالي مدينتي الفلوجة والصقلاوية.

وقال مدير المرصد مصطفى سعدون، إنه قلق حيال حيادية قرار تسمية مستشار الأمن الوطني فالح الفياض رئيساً للجنة التحقيق، لكونه يشغل في الوقت ذاته منصب رئيس هيئة "الحشد الشعبي"، مبيناً أن المرصد يشعر بالاستغراب من قرار العبادي وإبعاده للمنظمات المحلية والدولية المعنية في التحقيق بانتهاكات حقوق الإنسان.

جدير بالذكر أن محافظ الأنبار صهيب الراوي، سبق وطالب رئيس الحكومة حيدر العبادي، خلال مؤتمر صحافي عقده بعد الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها مليشيات "الحشد الشعبي" في بلدتي الصقلاوية والكرمة، بإبعاد "الحشد" عن معركة الفلوجة، مؤكداً قيام الأخيرة بإعدام أكثر من تسعة وأربعين رجلاً من أهالي الصقلاوية، واختطاف أكثر من 600 شخص، لم يعرف مصيرهم حتى الآن، رغم كثرة المطالبات، في ظل تسويف حكومي وتواطؤ واضح مع "الحشد الشعبي"، وهذا ما أكدته مجريات معركة الفلوجة الأخيرة.

ذات صلة

الصورة
أسلحة للعراق الجيش العراقي خلال مراسم بقاعدة عين الأسد، 29 فبراير 2024 (أحمد الربيعي/فرانس برس)

سياسة

كشفت مصادر عراقية لـ"العربي الجديد"، وجود ضغوط إسرائيلية على دول أوروبية وآسيوية لعرقلة بيع أسلحة للعراق وأنظمةة دفاع جوي.
الصورة

سياسة

أعلنت وزارة الدفاع التركية، ليل أمس الأربعاء، قتل العديد من مسلحي حزب العمال الكردستاني وتدمير 32 موقعاً لهم شمالي العراق.
الصورة
تظاهرة في بغداد ضد العدوان على غزة ولبنان، 11 أكتوبر 2024 (أحمد الربيعي/ فرانس برس)

منوعات

اقتحم المئات من أنصار فصائل عراقية مسلحة مكتب قناة MBC في بغداد، وحطموا محتوياته، احتجاجاً على عرضها تقريراً وصف قيادات المقاومة بـ"الإرهابيين".
الصورة
زعيم مليشيا "أنصار الله الأوفياء" حيدر الغراوي (إكس)

سياسة

أدرجت وزارة الخارجية الأميركية حركة "أنصار الله الأوفياء" العراقية وزعيمها حيدر الغراوي، على قائمة المنظمات والشخصيات الإرهابية.