ملامح ثورة دونجا من أجل ذهبية كوبا أميركا والأوليمبياد

16 أكتوبر 2014
المدرب البرازيلي كارلوس دونجا (Getty)
+ الخط -
"دونجا هو الوحيد القادر على إعادة كبرياء السيليساو بعد سباعية ألمانيا".. هكذا تحدث النجم البرازيلي ريكاردو كاكا عن مدرب المنتخب الجديد في ولايته الثانية، والذي يقود ثورة تغيير لمحو آثار الإخفاق الكارثي لسلفه لويز فيليبي سكولاري في المونديال الماضي.


لم يكن كارلوس دونجا خيارا مناسبا لخلافة سكولاري من وجهة نظر كثير من مشجعي منتخب السامبا، خاصة أنه سبق وأخفق في مونديال جنوب أفريقيا 2010 وودع المنافسات من الدور ربع النهائي أمام هولندا، لكن آخرين لا يجدون بديلا له في المرحلة الحالية.

ويبرر مؤيدو دونجا موقفهم بأنه صاحب شخصية قوية وقرارات حازمة، ولن يترك مجالا للمجاملات وتدليل النجوم واستبعاد اللاعبين المجتهدين على حساب أصحاب الثقة، كما كان يفعل سكولاري.

وامتدح كاكا، بعيدا عن صرامة الشخصية، التميز الخططي لدونجا، مشيرا إلى أن المستوى كان رائعا والنتائج كانت ممتازة في حقبته الأولى، حتى جاءت خسارة هولندا التي أجبرته على ترك منصبه.

كان دونجا واضحا وصريحا في مؤتمره الصحفي الأول، فقد اعترف بأن الخسارة 1-7 أمام ألمانيا في نصف نهائي المونديال على أرض البرازيل عار لن يمحى، لكنه يستهدف إعادة الأداء الجمالي للسيليساو مصحوبا بالانتصارات، وأن الأولوية دوما لأصحاب الكفاءة.

كما وجه رسالة محددة لهداف المنتخب الأول نيمار، مفادها أنه حتى الآن لا يمكن وصفه بالنجم، ولا يمكن مقارنته بأساطير الكناري السابقين، لذا فإنه مطالب بالاجتهاد وإثبات نجوميته على الصعيد الدولي. كان دونجا واعيا لأن تجديد دماء المنتخب يجب أن يحدث بالتدريج، وأنه ليس من المنطقي أن يطيح بكل من شارك في نكسة المونديال دفعة واحدة.

صلابة دفاعية
لعلاج أخطاء الدفاع الفادحة في المونديال، كان أول إجراء قام به دونجا هو استدعاء الثنائي فيليبي لويس وجواو ميراندا اللذين استبعدهما سكولاري من كأس العالم بشكل غريب، رغم تألقهما المبهر مع أتلتيكو مدريد الإسباني، بطل الليجا ووصيف بطل أوروبا في الموسم الماضي، فيما أخرج دانتي مدافع بايرن ميونيخ الألماني من حساباته، والأخير اعترف بأنه لن يعود للمنتخب مجددا.

وشارك الظهير الأيسر لتشيلسي الإنجليزي فيليبي لويس أساسيا في 4 مباريات ودية لعبتها البرازيل عقب المونديال، وانتهت جميعها بالفوز، ليثبت نفسه في هذا المركز على حساب مارسيلو لاعب ريال مدريد الإسباني، الذي كان ركيزة دائمة بمنتخب سكولاري، ولكنه لم يُستدع لآخر وديتين أمام الأرجنتين واليابان.

وفي غياب القائد تياجو سيلفا نجم باريس سان جيرمان الفرنسي للإصابة، فإن ميراندا ظهر في صفة القائد للخط الخلفي، وبرهن على ضرورة استمراره كأساسي.

وفي الجانب الأيمن اختار دونجا الظهير الشاب دانيلو لاعب بورتو البرتغالي لخلافة داني ألفيش لاعب برشلونة الإسباني ومايكون لاعب روما الإيطالي، والأخير قد لا يعود للمنتخب بعد أن استبعده دونجا لأسباب تأديبية، كما أنهما تجاوزا سن الـ31، وخرج ألفيش من حسابات المدرب في المباريات الأربع لأدائه المتواضع مع البرسا. وظهرت الفاعلية الدفاعية للبرازيل في عدم استقبال أي هدف خلال 4 مباريات.

نيمار القائد
ورغم القسوة التي تحدث بها دونجا عن نيمار، ومطالبته بالتركيز في الملعب وليس في قصات شعره، إلا أنه منحه الثقة بإعطائه شارة القيادة، ويبدو أنها ستستمر في ذراعه، خاصة بعد الانتقادات التي وجهت لتياجو سيلفا اثناء ركلات الترجيح أمام تشيلي في دور الـ16 بالمونديال، حيث طلب أن يكون الأخير في الترتيب، وتقاعس عن تحفيز زملائه، وبدت عليه آثار الخوف ليمنحهم شعورا سلبيا.

لكن هذا القرار أثار انتقادات الجوهرة السوداء بيليه، حيث طالب باختيار لاعب آخر ليشاطر نيمار القيادة، رافضا وضع المزيد من الأعباء والمسؤوليات على عاتق نجم برشلونة.

عودة ذوي الخبرة
دلل دونجا على أن أبواب المنتخب مفتوحة أمام الجميع بإعادة المخضرمين كاكا وروبينيو للتمثيل الدولي في آخر مباراتين، بعد تألقهما مع ساو باولو وسانتوس محليا، وكلاهما كان مستبعدا في المونديال.

كفاءة هجومية
وعلى صعيد الهجوم فإن تحرر نيمار جعله يواصل تسجيل الأهداف، ويمضي قدما نحو لقب الهداف التاريخي للسيليساو الذي بحوزة بيليه حاليا. كما أطاح دونجا بالمهاجم فريد الذي خيب الآمال في كأس العالم وتعرض لانتقادات لاذعة، ليستدعي دييجو تارديلي لاعب أتلتيكو مينيرو، الذي كان عند حسن الظن بتسجيل ثنائية الفوز على الأرجنتين.

وظهرت الكفاءة الهجومية للبرازيليين بتسجيل 8 أهداف في 4 مباريات (5 منها لنيمار)، بمعدل سوبر هاتريك أمام اليابان (4-0) وهدف أمام كولومبيا (1-0) فيما سجل ويليان هدف الفوز أمام الإكوادور (1-0) وأحرز تارديلي هدفين أمام الأرجنتين (2-0).

عاد عشاق السيليساو ليلتفوا حول منتخبهم بعد الأداء المتميز في بداية حقبة دونجا الثانية، على أمل أن تستمر وتيرة التألق في المباريات الرسمية بتلك المجموعة المتجددة، سيكون التحدي الأول في بطولة كوبا أميركا 2015 في تشيلي، وفي العام التالي بأوليمبياد ريو دي جانيرو، ولا بديل عن الميدالية الذهبية لتجاوز نكسة 2014، قبل التحضير لرد الاعتبار في روسيا 2018.

المساهمون