لعلّها كثيرة القصص عن الأشخاص ذوي الإعاقة الذين نجحوا في الوصول إلى أهدافهم بالرغم من كلّ العقبات في طريقهم، لكنّ القصة التي يعرضها موقع "آسيا كولينغ" مختلفة بعض الشيء في كونها تجمع عدة عناصر متكاملة، هي الشباب والتعاون والشغف والتغلب على الإعاقة وصولاً إلى النجاح في ميدان قد يبدو مستحيلاً.
خلفية القصة تدور حول رياضة كرة القاعدة (بيسبول) التي تلاقي شعبية كبيرة في كوريا الجنوبية. أما أبطال القصة فهم ثلاثة شبّان مكفوفين يعملون في البث الإذاعي عبر الإنترنت. المفارقة أنّ هؤلاء الشبّان تمكنوا بالرغم من إعاقتهم البصرية، وبالتالي عدم مشاهدتهم أيّ مباراة كرة قاعدة في حياتهم، أن يبثوا برنامجاً إذاعياً أسبوعياً ناجحاً جداً عن اللعبة في كوريا الجنوبية.
ملاعب كرة القاعدة في كوريا الجنوبية تمتلئ بالجماهير عادة. هؤلاء يغنون معاً ويشجعون طوال المباراة، بل ويرقصون بالترافق مع رقص مشجعات الـ"تشيرليديرز" داخل الملعب. مع ذلك، فإنّ أفضل ذكريات كوون سون- تشول عن هذه الرياضة تأتي من استماعه في طفولته ومراهقته إلى المباريات عبر الإذاعة. يقول: "كوني شخصاً مكفوفاً، كنت أركّز على كلّ كلمة يقولها المذياع وعلى كلّ صوت يصدر من الملعب أكان من اللاعبين أم الحكام أم المشجعين. هي أصوات مليئة بالطاقة التي أحبها".
كوون الذي يبلغ من العمر الآن 35 عاماً يضيف أنّ بطء وتيرة كرة القاعدة يجعلها اللعبة المثالية للمشجعين المكفوفين، فالمعلقون ينقلون أجواء المباراة لحظة بلحظة بتفاصيل كاملة مع تحليل مستفيض حول اللاعبين وإحصائياتهم. صديقه لي تشانغ- هون (31 عاماً) شخص مكفوف أيضاً، ومشجع كرة قاعدة كبير كذلك، حتى أنّه حظي بشرف رمي كرة البداية في إحدى مباريات البطولة الكورية.
أطلق الاثنان عام 2015 برنامجاً إذاعياً عبر الإنترنت باسم "جوكان يوغو واي" أصبح اليوم من أهم البرامج الرياضية على الإطلاق في كوريا الجنوبية. يقدم البرنامج استعراضاً حول الدوري المحلي وبطولات عالمية كبرى.
العام الماضي انضم إلى الثنائي كو جيونغ- هيون، ليكتمل فريق الإذاعيين المكفوفين الذين يغيب عن بال كثير من المستمعين أو لا يعرفون أساساً بإعاقتهم البصرية، فالتعليق مميز والتحليل متكامل للعبة لم يرها مقدموها يوماً.