تعقيباً على التطوّرات، عقد أحمد الزرقة، مدير مكتب صنعاء المُقال، مع مجموعة من موظفي القناة، مؤتمراً صحافياً في نقابة الصحافيين اليمنيين، أكّد فيه ملكية القناة لإيران، وقال إنه هو وزملاؤه عملوا صحافيين، (بعيداً عن التوجه السياسي)، وأنهم اعتبروها قناة "للثورة".
وقال الزرقة في تصريح خاص لـ"العربي الجديد" إنه "تم اتخاذ قرار بالاستغناء عن جميع من حضروا المؤتمر الصحافي الذي تحدث فيه، ويتمّ الالتفاف على المطالب من قبل شخص يدّعي انه تم تعيينه مديراً لمكتب صنعاء".
أضاف الزرقة أن "هناك تضييقاً على باقي العاملين وتهديدات بالفصل والمقاضاة، وهذه احدى عجائب الأمور، أن يتحول صاحب الحق الى مدان".
وكانت إدارة القناة الجديدة قد أصدرت بياناً في 13أبريل/نيسان الجاري، اتّهمت فيه الزرقة بـ"الفساد" وعدم تطبيق القرارات الصادرة عن الإدارة، وقالت إنها تحتفظ بحقّها في مقاضاته على ما صدر منه من "تشهير". مؤكّدة أنّها كلّفت عبدالله عامر "المسؤول الاعلامي لـ"جبهة الإنقاذ" متابعة قضية المكتب، وما يتطلّبه الأمر باعتباره ممثلاً مفوّضاً عن القناة".
وكانت "الساحات" تمثّل وجهاً ليبرالياً غير ملتزم بالترويج رسمياً للحوثيين أو الأطراف المحسوبة على إيران، أو بالأحرى، مثّلت أصدقاء إيران غير المتشيعين، حيث إن رئيس مجلس الإدارة، سلطان السامعي هو برلماني اشتراكي مؤيد للحوثيين وقيادي في جبهة "انقاذ الثورة" المتّهمة بتلقّي الدعم من إيران.
ما علاقة المدير العام الجديد بحزب الله؟
كشفت وثائق وزّعها موظّفو المكتب في صنعاء، أنّ القناة عيّنت بعد استقالة مديرها العام الصحافي اليمني، ريدان المقدم، الشهر الماضي ناصر أخضر مدير عاماً لها، وهو أصدر قراراً بالاستغناء عن بعض الموظفين في مكتب صنعاء وتخفيض رواتب العاملين، على الرغم من أن المكتب يوفر أغلب المواد التي تبثّها القناة. وكانت أصوات كثيرة قد علت مشيرة إلى انتماء المدير الجديد لحزب الله اللبناني، وامتلاك ايران للقناة.
من جهة أخرى، أعربت الإعلامية اليمنية في قناة "الميادين" منى صفوان، عن تضامنها مع الزملاء المفصولين من "الساحات"، لكنها نوّهت، في تصريحها في موقع التواصل الاجتماعي إلى أن "ناصر أخضر الذي استولى على قناة الساحات، ليس قيادياً في حزب الله، (خلاف ما أعلنه موظفو القناة المحتجين)، لكنه أحد المتسلّقين - حدّ وصفها - وسبق أن قام بفصل زملاء لبنانيين من اتحاد القنوات الإسلامية فصلاً تعسفياً، لكن الأسوأ انه شوّه صورة حزب الله في اليمن".
رفض مدير المكتب في صنعاء وكافة الموظفين هذه القرارات، وصعّدوا احتجاجهم، الأمر الذي أدى إلى اتخاذ قرار بفصلهم، ثم تراجعت القناة في وقت لاحق وجعلت الفصل بحقّ الموظّفين الذين حضروا المؤتمر الصحافي.
وتضامنت الأسرة الصحافية اليمنية مع زملائها العاملين في "الساحات"، وجاء التضامن مقروناً بشجب المشاريع الاعلامية الايرانية في اليمن، واتّهمت روابط اعلامية ايران بتنفيذ عمل استخباراتي من خلال قنواتها المدعومة في اليمن.
يعمل في مكتب القناة في بيروت 22 موظفاً لبنانياً و15 موظفاً يمنياً، وعلم "العربي الجديد" أنّ مكتب القناة في بيروت غير مرخّص، وأنّ الشباب اليمنيين العاملين فيه يتعرّضون للانتقاص من حقوقهم، إذ يعملون بشكل لا يطابق قانون العمل اللبناني، ولا توجد لديهم تأشيرات للعمل أو عقود عمل رسمية، وانهم يتعرّضون للاستغلال بسبب قلّة رواتبهم وغياب فرص عمل أخرى.
وتبثّ من بيروت العديد من القنوات اليمنية المدعومة من إيران، وعلى رأسها قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين، وقناة "عدن لايف" التابعة لنائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض.