ودعت إلى تلك الفعالية هيئة العمل الوطني في القدس، ونادي الأسير الفلسطيني، ولجنة أهالي الأسرى المقدسيين، وشارك فيها رجال دين، وممثلون عن مختلف القوى الوطنية في المدينة المقدسة، والذين هتفوا بعبارات الدعم والتأييد للأسرى، في حين حاصرت قوات الاحتلال موقع الفعالية بقوات خاصة وعناصر من شرطة الخيالة، لكنها لم تتدخل.
وبدأت الفعالية بكلمة لمدير نادي الأسير في القدس، ناصر قوس، والذي شرح ملابسات وظروف إعلان الأسرى إضرابهم عن الطعام، مؤكدا عدالة تلك المطالب، معددا أبرزها، ومنها إنهاء سياسة العزل الانفرادي، ووقف سياسة القمع الوحشية التي تنتهجها مصلحة السجون بحق الأسرى.
وأضاف أن "فعالية القدس هي رسالة دعم وإسناد واضحة من المقدسيين للحركة الأسيرة حتى تتحقق جميع مطالبها العادلة"، داعيا مختلف الفصائل والقوى إلى الوحدة ونبذ الفرقة والانقسام.
بدوره، قال القيادي في حركة فتح، حاتم عبد القادر، لـ"العربي الجديد"، إن "فعالية اليوم واحدة من سلسلة فعاليات قررنا مواصلتها على مدى أيام الإضراب، وهي لن تتوقف أبدا، بل ستشهد تصعيدا إضافيا في الفترة القريبة القادمة، حيث التوجه لدى الأهالي هنا، ولدينا في القوى الوطنية والإسلامية للمشاركة في إضراب عن الطعام دعما وإسنادا للحركة الأسيرة".
وحذر عبد القادر، من إجراءات عقابية قرر الاحتلال اتخاذها ضد الأسرى المضربين، وقال: "سيكون الاحتلال مسؤولا عن أي تصعيد قمعي بحق أسرانا قد يصل إلى حد المس الجسدي بهم".
وخلال الوقفة، تلا عبد القادر بيانا موقعا باسم القوى الوطنية والإسلامية في القدس، واصفا إضراب الحركة الأسيرة الحالي بأنه معركة استراتيجية كبرى، يتوقف على الانتصار فيها الكثير من المنجزات والمكتسبات، ليس فقط على صعيد تحسين الشروط والظروف الاعتقالية، ووقف سياسات العقوبات الجماعية والعزل والإهمال الطبي والحرمان من الزيارات بحق الأسرى، بل هذا الانتصار المتوقع تحقيقه بفعل صمود وتوحد الأسرى سيشكل رافعة نحو استعادة الحركة الأسيرة لوحدتها، ووحدة مؤسساتها الاعتقالية وهيئاتها القيادية المركزية وأداتها التنظيمية الوطنية الموحدة، وسيبنى على هذا النصر المتوقع إنهاء حالة الانقسام بين جناحي الوطن.
ودعا البيان إلى أوسع مشاركة شعبية وجماهيرية في كل الفعاليات والنشاطات التي تقام للتضامن مع الأسرى، كما دعا إلى أعلى قدر من الوحدة والالتفاف حول مطالب الحركة الأسيرة المحقة والعادلة.
وختم بالقول: "بوحدتنا وإعلاء راية الوطن فوق كل الرايات الحزبية، وبالابتعاد عن المناكفات والشعارات والهتافات الفئوية، يمكننا أن نقدم دعما وإسنادا حقيقيين لأسرانا في ملحمتهم البطولية، ملحمة العزة والكرامة.. ملحمة "نعم للجوع.. وألف لا للركوع".
وبرز من بين المشاركين في الفعالية والدا الأسيرين سامر وشيرين العيساوي، إذ عبّرت والدة الأسيرين لـ"العربي الجديد"، عن قلقها على حياة الأسرى المضربين عن الطعام، وابتهلت إلى الله أن يعينهم على معركتهم الجديدة في مواجهة السجانين.
وقالت: "جئنا اليوم حتى ندعم أولادنا ونشد على أياديهم، ربنا ينصرهم ويكون لهم معين"، وأضافت: "لا نريد شعارات فقط، بل نريد من كل الناس أن تنضم لنا وتشاركنا في دعم أولادنا الأسرى، نريد من الأسرى أن يتوحدوا ويكونوا يدا واحدة على السجانين".
وقال أمجد أبو عصب، رئيس لجنة أهالي الأسرى المقدسيين، لـ"العربي الجديد": "فعالية اليوم رسالة دعم باسم القدس وأهلها لأبنائهم في سجون الاحتلال. ومن خلال هذه التظاهرة الحاشدة نؤكد وقوفنا التام ودعمنا للمطالب العادلة لأبنائنا الذين يتعرضون لأبشع أنواع القمع، في وقت تهدد فيه مصلحة السجون بمزيد من القمع".
وأكد أبو عصب، أن أسرى القدس الـ481 في سجون الاحتلال هم جزء أصيل من الحركة الأسيرة رغم محاولات الاحتلال فصلهم وعزلهم عن هذه الحركة. وقال: "كل هذه المحاولات لن تفلح أبدا، وما يتعرضون له من قمع هو جزء مما يتعرض له الأسرى عموما من قمع وبطش يطاول الأطفال والنساء والقاصرات ولا يستثني أحداً".
وأضاف أن "فعالية اليوم في القدس تأكيد على وحدتنا وانتمائنا كمقدسيين لشعبنا العظيم، حيث كانت القدس دائما شعلة الانتفاضتين الأولى والثانية وتجسد ذلك في هبة القدس والأقصى الأخيرة، فكان من أبنائها الشهداء والأسرى والجرحى".
وانتهت الفعالية بمسيرة طافت ساحة الصليب الأحمر، وحاولت الخروج إلى الشارع العام، بيد أن شرطة الاحتلال حاصرتها ومنعتها من المغادرة، ليعود المشاركون فيها إلى هتافاتهم المنددة بإجراءات الاحتلال وممارساته.
على صعيد آخر، قال الهلال الأحمر الفلسطيني، إن "طواقمه تعاملت مع 10 إصابات بالرصاص المطاطي و20 إصابة بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع خلال مواجهات شهدتها بلدتا العيزرية وأبو ديس شرق القدس"، في حين ما زالت المواجهات مستمرة.