مقتل 4 عسكريين خلال مداهمة شمالي لبنان وعون يدعو لـ"الترفع عن الأنانيات"

14 سبتمبر 2020
تقوم قوى الجيش بملاحقة مطلقي النار لتوقيفهم (Getty)
+ الخط -

أعلن الجيش اللبناني، اليوم الاثنين، عن مقتل 4 عسكريين في صفوفه خلال مداهمة دورية من مديرية المخابرات منزل أحد المطلوبين في محلة جبل البداوي– المنية شمال لبنان، والمشتبه فيهم بجريمة كفتون التي وقعت منتصف ليل 22 أغسطس/آب الماضي، وأدت إلى مقتل 3 أشخاص.

وقال بيان الجيش إنّه خلال عملية الدهم، "قام رأس الخلية الإرهابية التي نفذت عملية كفتون، المطلوب خالد التلاوي، بإلقاء رمانة يدوية وإطلاق النار على عناصر الدورية، ما أدى إلى استشهاد 3 عسكريين وإصابة رابع بجروح بليغة أدّت إلى استشهاده لاحقاً، فقد طاردت وحدات الجيش الخلية الإرهابية التي فرّت من المنطقة باتجاه محلّة رشعين– طريق بنحي عند الساعة 3.30 فجراً، وعمدت إلى تطويق المحلّة المذكورة حيث اختبأ الإرهابيون. وخلال العملية أقدم الإرهابي التلاوي على إطلاق النار باتجاه أحد العسكريين الذي ردّ عليه بالمثل، ما أدى إلى مقتله على الفور، وتجري ملاحقة أفراد المجموعة الإرهابية لتوقيفهم".

من جهته، أجرى رئيس الجمهورية ميشال عون اتصالاً هاتفياً بقائد الجيش العماد جوزف عون، واطلع منه على وقائع ما حصل في منطقة جبل البداوي في المنية، والذي أدى إلى مقتل أربعة عسكريين كانوا يلاحقون عدداً من "الإرهابيين". 

وقال الرئيس عون: "مرة جديدة، يدفع أبطال الجيش اللبناني من دمائهم وأرواحهم، ثمناً للتصدي للإرهاب، وحفظ أمن المجتمع وسلامته"، مشدداً على أنّه "من أجل الشهداء الذين سقطوا بالأمس، علينا أن نترفع عن الأنانيات، ونعطي الفرصة لوطننا للنهوض، ولشعبنا للالتفاف حول دولته ومؤسساته. الرحمة لأرواح من ارتفعوا على مذبح الشهادة، وكل العزاء لعائلاتهم وللمؤسسة العسكرية الأبية".

ويأتي كلام عون عن الترفع عن الأنانيات وإعطاء الفرصة لنهوض الوطن، بالتزامن مع اللقاء الذي عقده مع رئيس الحكومة المكلف مصطفى أديب اليوم في قصر بعبدا، والذي غادر بعده الأخير مكتفياً بالقول، انه "التقى الرئيس ميشال عون للمزيد من التشاور". في حين كان من المتوقع أن يسلّم أديب تشكيلته الحكومية للرئيس عون قبيل انتهاء المهلة الفرنسية التي تأتي ضمن المبادرة التي يعمل عليها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمساعدة لبنان على النهوض الاقتصادي والإنقاذ المالي مقابل جملة إصلاحات بنيوية، بيد أنّ العراقيل والعقبات لا تزال موجودة في ظلّ استمرار القوى السياسية اللبنانية في منطق المحاصصة الطائفية وتوزيع الحصص الوزارية تبعاً للأحزاب والطوائف، علماً أن هذه المواقف صادرة من قبل رؤساء كتل ينادون بقيام الدولة المدنية.

 

بدوره، سأل رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري: "هل المطلوب المزيد من الشهداء كي ندرك أن لبنان ما زال ضمن دائرة خطر الإرهاب وشياطينه التي بدأت تستيقظ؟".

وقال بري: "مجدداً يعمّد جنود الجيش اللبناني السلم الأهلي بالتضحية والدماء.. فليُحمَ ظهر المؤسسة العسكرية بالوحدة والتماسك والالتفاف حول دورها".

بدوره، غرّد أديب، على حسابه عبر "تويتر"، كاتباً: "لم تبخل المؤسسة العسكرية يوماً عن بذل كل التضحيات في سبيل الوطن. لقد آلمني سقوط الشهداء أمس في مواجهة مع إرهابيين جبناء يريدون ترويع المجتمع بتطرفهم واجرامهم فلاقوا في صدور جيشنا السد المنيع".

وفي أغسطس/ آب الماضي، وقعت جريمة مروعة في شمال لبنان، تعدّدت الروايات بشأنها، منها السرقة، ومنها ربط بوجود النائب المستقيل نديم الجميل (عضو حزب الكتائب اللبنانية) في المنطقة واحتمال استهدافه ومراقبته من قبل الشبان الذين نفذوا العملية.

وتنبّهت عناصر الشرطة البلدية إلى سيارة كانت مركونة لبعض الوقت، ثم تحرّكت في البلدة بشكل يثير الشبهات، لا سيما أن السيارة من دون لوحات، ما دفع عنصراً في شرطة البلدية إلى استيضاح الشبان داخل السيارة عن سبب وجودهم ليلاً في المكان، وخرقهم حظر التجوّل الذي فرضته وزارة الداخلية وقتها للحدّ من انتشار فيروس كورونا، قبل أن يطلق الجناة النار عند محاصرتهم على الشبان الثلاثة ويفرّوا إلى جهة مجهولة. وقام الجيش اللبناني بسلسلة مداهمات، أفضت إلى توقيف مشتبه بهم في الجريمة، واستمرّت عمليّاته لتوقيف جميع الأشخاص المتورطين من منفذين ومشاركين.