مقتل 13 جنديّاً أوكرانيّاً بمعارك الشرق.. وكييف تهاجم موسكو

09 اغسطس 2014
القوات الأوكرانية تكبدت خسائر خلال 24 ساعة(أناضولي ستيبانوف/فرانس برس/Getty)
+ الخط -

شهدت أوكرانيا تصعيداً خطيراً على المستويين الميداني والسياسي، إذ أسفرت المعارك في شرق البلاد عن وقوع 13 قتيلاً من القوات الأوكرانية خلال 24 ساعة، بموازاة ذلك سُجل تبادل إطلاق النار بأسلحة ثقيلة في دونيتسك، المعقل الرئيسي للانفصاليين، فيما اتهمت كييف موسكو بالسعي إلى التدخل عسكريّاً تحت غطاء إنساني.

وأعلن المتحدث العسكري، أندري ليسينكو، اليوم السبت، في مؤتمر صحافي "خلال تحرير أوكرانيا، قتل 13 من رجالنا في الساعات الـ24 الأخيرة". وتصاعدت وتيرة المواجهات في الأسابيع الأخيرة في شرق البلاد، وتحدث الجيش الجمعة عن مقتل 15 من جنوده.

في هذه الأثناء، جرى تبادل إطلاق النار بالأسلحة الثقيلة في دونيتسك، المعقل الرئيسي للانفصاليين. وقالت بلدية دونيتسك: إنّ القذائف أصابت حي كيفسكي في شمال غرب المدينة، لكن لم يسجل سقوط ضحايا أو وقوع أضرار جسيمة، وفق ما أوضح المصدر نفسه في بيان.

ويتركز الهجوم الذي تشنّه القوات الأوكرانية منذ أربعة أشهر، على المعاقل الرئيسية للانفصاليين وخصوصاً دونيتسك، كبرى مدن حوض دونباس المنجمي، إذ وصلت المعارك في الأيام الأخيرة إلى وسط المدينة.

وقال المتحدث باسم هيئة الأركان الأوكرانية، أولكسي دميتراشكيفسكي، لوكالة "فرانس برس": إن القوات الأوكرانية استهدفتنا، ليل الجمعة السبت، "مراراً بإطلاق نار"، لافتاً إلى "سقوط ضحايا" من دون تحديد عددهم.

في غضون ذلك، أزال عمال المدينة ومتطوعون آخر الحواجز التي أغلقت الطريق الرئيسي في العاصمة كييف، منذ أجبرت الاحتجاجات العام الماضي الحكومة على التنحي. وأقام المحتجون حواجز ومتاريس لحماية معسكرهم في أهم ميادين العاصمة. وبالرغم من تضاؤل حجم هذا المعسكر بعد فرار الرئيس فيكتور يانكوفيتش، من البلاد في فبراير/شباط، وتولي حكومة جديدة للسلطة، ظلت مجموعة من المتظاهرين معتصمة في أماكنها لأنها تشكّك في الحكومة الجديدة.

من جهة ثانية، أبدت أوكرانيا خشيتها من تدخل عسكري روسي تحت غطاء عملية إنسانية في شرق البلاد. ووجهت كييف تحذيرات من دخول محتمل للقوات الروسية في وقت بلغ فيه هجومها مرحلة حاسمة.

واقترحت موسكو خلال اجتماع طارئ الجمعة في الأمم المتحدة، القيام بـ"مهمة إنسانية"، أو إنشاء ممرّات إنسانية لمساعدة السكان في شرق أوكرانيا، الأمر الذي رفضته واشنطن. وردّت السفيرة الأميركية سامنتا باور، أنّ المساعدة العاجلة "ينبغي أن توصلها منظمات إنسانية تتمتع بالخبرة، وليس روسيا"، معتبرة أن "أي تدخل إضافي من روسيا في أوكرانيا سيكون مرفوضاً بالكامل وسيعتبر اجتياحاً لأوكرانيا".

بدوره، أكد السفير الأوكراني أولكسندر بافليتشنكو، أن لديه "أسباباً للخشية من تدخل روسي واسع النطاق تحت غطاء مهمة لحفظ السلام". فيما اتهم المسؤول الثاني في الإدارة الرئاسية الأوكرانية فاليري تشالي، موسكو بمحاولة إرسال قافلة انسانية إلى بلاده.

وقال تشالي بحسب بيان للرئاسة نقل تصريحاته إن "قافلة كبيرة كانت متجهة إلى الحدود الأوكرانية يواكبها عسكريون وآليات روسية"، مشيراً إلى أنه "وبتوافق مزعوم مع اللجنة الدولية للصليب الاحمر، كانت ستدخل هذه القافلة الإنسانية مع قوات حفظ السلام للتسبب في نزاع واسع النطاق بالتأكيد".

وأوضح أن الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو أنه يجب أن "يوقف هذا الاستفزاز عبر القنوات الدبلوماسية"، وذلك بعدما تشاور هاتفيّاً مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري. كما تشاور وزير الخارجية الأوكراني، بافلو كليمكين، مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، الذي أكد له أنه سيتم وقف القافلة، وفق تشالي.

في المقابل، أكّدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها تلقت اقتراحاً من جانب الدبلوماسية الروسية لتنظيم قوافل إنسانية إلى روسيا. وقالت المتحدثة باسم اللجنة الدولية سيتارا جبين: إن هذا الأمر لا يمكن القيام به إلا إذا توافق كل الأطراف، كييف وروسيا والمتمردون، على التفاصيل ووافقوا على وجوب أن تبقى اللجنة الدولية للصليب الأحمر على الحياد.

من جهته، أعلن حلف شمال الأطلسي أن عدد الجنود الروس المنتشرين قرب الحدود الأوكرانية ارتفع في ثلاثة أسابيع من 12 الفاً إلى عشرين ألف عنصر. وحض الأمين العام للحلف أندرس فوغ راسموسن، روسيا على سحب جنودها.

المساهمون