وقالت مصادر محلية في المدينة، إن "طائرات مروحية عراقية قصفت صباح الجمعة، منطقة الجميلة جنوبي الفلوجة". وأكدت أن القصف استهدف عشرات المدنيين الذين اقتربوا من الطائرات العراقية، ظنا منهم أنها ستلقي عليهم مساعدات غذائية وطبية.
وأضافت، "أسفر القصف عن مقتل 7 أشخاص، بينهم طفلان، وثلاث نساء، كما أدى إلى سقوط 25 جريحاً آخرين، أغلبهم في حالة خطرة".
وأكدت مصادر طبية بالمستشفى العام بالمدينة، أنها تسلمت حتى الآن 31 ضحية بين قتلى وجرحى، وهناك آخرون جرى نقلهم إلى المقابر دون مرورهم بالمستشفى.
إلى ذلك، ناشد عضو مجلس أعيان الفلوجة محمد الجميلي، الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، ومنظمات حقوق الإنسان، التدخل العاجل لإيقاف المجازر التي تتعرض لها المدينة بشكل يومي، مشيراً خلال حديثه
لـ"العربي الجديد"، إلى وجود "حملة منظمة لإبادة سكان الفلوجة بالقصف والجوع".
وأضاف الجميلي، في الوقت الذي كان سكان الفلوجة ينتظرون فيه إسقاط الطائرات العراقية للغذاء والدواء، أسقطت عليهم الصواريخ والقذائف التي خطفت أرواحهم. مبدياً استغرابه من صمت الحكومة العراقية، وممثلي محافظة الأنبار، عن "عمليات القتل الممنهج التي يتعرض لها أكثر من مئة ألف مدني يسكنون المدينة المحاصرة منذ أكثر من عامين".
وجاء هذا الاستهداف، في وقت تتصاعد فيه حملة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي لإغاثة الفلوجة، عبر ناشطين وإعلاميين نشروا وسم #الفلوجة_تقتل_جوعاً، مطالبين المنظمات الإنسانية الدولية بالتدخل لإنقاذ الأهالي من الموت جوعاً وقصفاً، فيما يمنع تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) الأهالي من المغادرة.
ويعاني نحو 100 ألف مدني، أغلبهم من نساء وأطفال الفلوجة، من نقص حاد في الغذاء والدواء؛ بسبب الحصار الذي تفرضه القوات العراقية على المدينة، ومنع إدخال الأغذية والأدوية إليها.
للإشارة، توفي العشرات من الأطفال وكبار السن والمرضى بسبب الجوع ونقص الدواء داخل الفلوجة، في وقت دخلت فيه عمليات القصف الجوي والبري على الأحياء السكنية والبنية التحتية عامها الثالث بدون توقف.
وقالت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، في وقت سابق، إن "الطيران العراقي، شن هجمات عشوائية وعديمة التمييز، خلال قصفه مدينة الفلوجة بالبراميل المتفجرة"، مبينة أن هذا الأمر يمثل انتهاكاً خطيراً لقوانين الحرب. واستنكرت المنظمة استهداف القوات العراقية لمستشفى الفلوجة بالصواريخ وقذائف الهاون.