قتلت الأجهزة الأمنية الفلسطينية، مساء اليوم السبت، مسؤولاً فلسطينياً بحركة فتح، وأصابت مواطناً آخر، خلال شجار وقع مع مجموعة من المواطنين في حي بلاطة البلد شرقي مدينة نابلس، شمالي الضفة الغربية المحتلة.
وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ عماد الدين دويكات، الذي يشغل منصب أمين سر حركة "فتح" في منطقة بلاطة البلد فارق الحياة، بعد فشل الأطباء في إنقاذه جراء رصاصة أطلقها عليه عنصر من جهاز الشرطة الفلسطينية، أصابته في الفخذ وأدت إلى نزيف حاد، موضحة أنه جرى إدخال دويكات فور وصوله إلى المستشفى لغرفة العمليات في محاولة لوقف النزيف، قبل أن يعلن الأطباء عن وفاته.
وقال أحد الشهود العيان، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، إنّ الخلاف نشب بعدما اقتحمت قوة أمنية فلسطينية مشتركة تضم عناصر من مختلف الأجهزة الأمنية، بقالة في منطقة بلاطة البلد وطالبوا صاحبها بإغلاقها، والالتزام بقرار إغلاق المحال التجارية في الحي، بعد ظهور نحو 70 حالة مصابة بفيروس كورونا من سكانه، فأبلغهم أنّ هناك تنسيقاً مع لجنة الطوارئ في محافظة نابلس بالسماح لأصحاب المحال التجارية بفتحها لساعتين فقط حتى يتزود المواطنون بما يلزمهم، الأمر الذي رفضته القوة الأمنية وحاولت اعتقال صاحب المحل.
وتابع "هنا تدخل عماد دويكات بصفته مسؤول حركة فتح في المنطقة، لكن الخلاف احتد وتحول لشجار بين المواطنين وأفراد الأمن، فأطلق شرطي النار على دويكات من مسافة قريبة جداً وأصابه بشكل مباشر".
وفور شيوع النبأ، خرج مئات المواطنين من بيوتهم في المنطقة واشتبكوا مع الأمن الفلسطيني ورشقوهم بالحجارة وأشعلوا الإطارات المطاطية، فيما أطلق عناصر الأمن الفلسطيني قنابل الغاز المسيل للدموع تجاههم.
وفي أول رد فعل رسمي، أصدر محافظ نابلس إبراهيم رمضان تصريحاً صحافياً، طالب فيه بضرورة تحلي الجميع بروح المسؤولية "درءاً للفتنة وحفاظًا على السلم الأهلي في مجتمعنا"، على حد قوله. وأشار رمضان إلى تشكيل لجنة تحقيق في الحادثة بناءً على تعليمات الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الوزراء محمد أشتية.