قتل 16 مدنياً وأصيب آخرون بجراح إثر عمليات الجيش الأفغاني اليوم الأحد، في إقليمين جنوبي أفغانستان. وبينما ذكرت السلطات الرسمية أن القتلى من عناصر "طالبان"، تؤكد مصادر قبلية أن القتلى مدنيون.
وسيّرت تظاهرات على ضوء ذلك في إقليم وردك المجاور للعاصمة الأفغانية كابول، ما أدى إلى إغلاق الطريق الرئيسي بين كابول ومناطق الجنوب المعروف بطريق كابول قندهار.
وقالت مصادر قبلية، إن قوات الجيش شنّت عملية في مديرية سيد آباد بإقليم وردك المجاور للعاصمة كابول، وخلال العملية قتل تسعة أشخاص، جميعهم مدنيون، بالإضافة إلى إصابة آخرين، مؤكدة أن العملية أثارت حفيظة القبائل.
في هذا الصدد، قال عبد الظاهر مظهري، من أحد قبائل سيد آباد لـ"العربي الجديد"، إن العملية "مؤسفة للغاية، إذ إن جميع الضحايا مدنيون من أبناء القبائل"، مؤكداً أن مثل هذه العملية "لن تأتي بالخير للشعب الأفغاني، إذ هي تولد مزيداً من العنف".
وقامت قبائل منطقة سيد آباد بتنظيم مظاهرة شارك فيها المئات، وأغلقت الطريق الرئيسي الممتد بين كابول وأقاليم الجنوب المعروف بطريق كابول - قندهار لعدة ساعات.
ولفت مظهري إلى أن جنود الجيش تصدّوا للمتظاهرين وأطلقوا عليهم النيران، ما أدى إلى فض التظاهرة، ولكن القبائل لا تزال مستاءة.
من جهة أخرى، ذكرت مصادر قبلية في مديرية برمل بإقليم بكتيكا جنوبي البلاد، أن القوات الخاصة التابعة للجيش الأفغاني قامت بعملية في المديرية وقتلت خلالها سبعة مدنيين.
ونقلت مصادر إعلامية محلية عن الزعيم القبلي ويدعى فلك ناز، قوله إن القوات الخاصة داهمت اليوم منزلاً لأحد القبائل وأخرجت سبعة أشخاص ثم أعدمتهم رمياً بالرصاص، بدعوى أنهم من عناصر "طالبان". غير أن الزعيم القبلي رفض ذلك الادعاء وقال إن جميع هؤلاء مدنيون.
ونقلت القبائل جثامين القتلى إلى أمام مقر الحكومة المحلية في مديرية برمل، واحتجّوا لعدة ساعات، قبل أن تقوم بنقلها للتشييع.
في المقابل، تؤكد مصادر حكومية أن القتلى كلهم من عناصر "طالبان"، وأنهم قتلوا خلال المواجهة مع القوات الأفغانية.
وقال مسؤول أمن الإقليم روغ ليوني في بيان له، إن "القوات الخاصة شنّت العملية في مديرية برمل وقتلت سبعة من عناصر الحركة".
من جانبه، قال الناطق باسم حركة "طالبان" ذبيح الله مجاهد في بيان، إن القوات الأفغانية قتلت عدداً من المدنيين في مديرية برمل بدعوى أنهم طالبان، ودمروا أربعة منازل خلال العملية.
وكانت مصادر قبلية في مديرية حصارك بإقليم ننجرهار شرقي البلاد، قد أعلنت، أمس السبت، مقتل 12 مدنياً من جراء عملية القوات الخاصة. لكن حاكم إقليم ننجرهار شاه محمود ميا خيل، نفى في تصريحات صحافية له ذلك الادعاء وذكر أن القتلى من عناصر "طالبان"، مؤكداً أن القوات الخاصة داهمت المنازل لأن المسلحين أطلقوا عليهم النار، وأن سلاح الجو أيضاً قصف المنازل التي تحصن فيها المسلحون.