مقتل مدنيين بألغام "داعش" وخسائر للنظام السوري شرق الرقة

31 يوليو 2017
تتواصل المعارك في ريف الرقة (Getty)
+ الخط -
قتل مدنيان وجرح آخرون، اليوم الإثنين، جراء انفجار ألغام وتفجير عربة مفخخة من قبل تنظيم "داعش" الإرهابي في مدينة الرقة شمال سورية، بينما تكبّد النظام السوري خسائر في ريف الرقة، في الوقت الذي واصلت فيه قوات النظام استهداف مناطق في الغوطة الشرقية بريف دمشق.

وقتل طفلان جراء انفجار لغم بهما في الجهة الجنوبية الغربية من مدينة الرقة، كما قتل طفل جراء استهدافه من قبل مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" "قسد" في ريف حلب شمال سورية.
 
وقالت مصادر محلية إن طفلين قتلا جراء انفجار لغم بهما أثناء محاولتهما الفرار اليوم من منطقة سيطرة تنظيم "داعش" في حي نزلة شحادة إلى منطقة سيطرة "قوات سورية الديمقراطية" في الجهة الجنوبية الغربية من مدينة الرقة.

وتحدثت حملة "الرقة تذبح بصمت" عن مقتل رجل وزوجته جراء انفجار لغم بهما في الأطراف الجنوبية من مدينة الرقة خلال محاولتهما الفرار من مناطق سيطرة تنظيم "داعش" إلى مناطق يسيطر عليها مسلحو مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد).

وتجددت المعارك بشكل عنيف بين "قوات سورية الديمقراطية" وتنظيم "داعش" في أطراف منطقة الدرعية جنوب غرب مدينة الرقة، وفي حي هشام عبد الملك في جنوب شرق مركز المدينة، وسط غارات جوية من طيران التحالف الدولي على المدينة.
 
وفي غضون ذلك، فجر تنظيم "داعش" الإرهابي مفخخة بموقع لـ"قسد" في حي نزلة شحادة جنوب غرب مدينة الرقة، وذلك بالتزامن مع فرار مدنيين من المنطقة ما أسفر عن وقوع جرحى.

ويسعى "داعش" إلى استعادة نقاط خسرها في جبهة حي نزلة شحادة عبر استراتيجية تفجير المفخخات، والتي يقوم التنظيم باتباعها ضد المليشيات في جبهات المدينة.
 
وقتل العديد من المدنيين في تلك المنطقة جراء انفجار ألغام مموهة زرعها تنظيم "داعش" قبل انسحابه من منازل المدنيين التي يتخذ منها مواقع له خلال المواجهات مع المليشيات التي تحاول طرده من المدينة.
 
وفي سياق متصل، قالت مصادر محلية إن قوات النظام السوري نجحت في الوصول إلى الضفة الجنوبية من نهر الفرات شرق مدينة الرقة بعد عملية التفاف ضد تنظيم "داعش" في منطقة السبخة وتمكنت من محاصرة مجموعات من التنظيم في مناطق زور شمر والسبخة وتل المرود جنوب شرق الرقة.
 
إلى ذلك، قتل طفل جراء إصابته برصاص قناص تابع لمليشيات "قوات سورية الديمقراطية" في منطقة "عرب حسن" في ناحية جرابلس بريف حلب الشمالي الشرقي، حيث تشهد المنطقة عمليات اشتباك متكررة بين المليشيات و"الجيش السوري الحر".
 
من جهة أخرى، أفادت شبكة "فرات بوست" المحليّة، بوقوع جرحى بين المدنيين جراء غارات جوية على بلدة الكشمة وبلدة العشارة في ريف دير الزور الشرقي، وذكر ناشطون أن الطيران الذي نفذ الغارات تابع لقوات النظام السوري.
 
وجاء القصف تزامنا مع قصف مماثل من الطيران الروسي وطيران النظام السوري على مناطق في ريفي حماة وحمص، حيث استهدف مدينة السخنة ومحيط حقل السخنة ومحيط حقل الهيل ومنطقة حميمة في ريف حمص الشرقي، ومنطقة دكيلة وقرى صلبا وجروح، وقليب الثور، وجنى العلباوي ومنطقة وادي العذيب بريف حماة الشمالي الشرقي، ولم يتبين حجم الأضرار الناجمة عن تلك الغارات.
 
من جانب آخر، أفاد "مركز حمص الإعلامي" بوقوع ثلاثة جرحى بين المدنيين جراء غارة جوية من طيران النظام السوري على مدينة تلدو في منطقة الحولة بريف حمص الشمالي.
 
وتقع منطقة الحولة ضمن مناطق اتفاق خفض التوتر بين المعارضة السورية المسلحة والنظام، والموقع بين الدول الضامنة، روسيا وتركيا وإيران، في اجتماعات أستانة.

وأكدت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أن معارك عنيفة تدور بين تنظيم "داعش" ومليشيا "قوات العشائر" الموالية للنظام السوري، منذ صباح اليوم الإثنين، بعد تمكن التنظيم مساء أمس من السيطرة على قرية حويجة شنان في ريف الرقة الجنوبي الشرقي.

وجاءت سيطرة التنظيم على القرية إثر هجوم مباغت ومعاكس ضد قوات النظام ومليشيا "قوات العشائر"، أسفر عن وقوع خسائر بشرية في صفوف الأخيرة ما أجبرها على الفرار من القرية، فيما واصل الطيران الروسي استهداف ناحية معدان عند الحدود الإدارية مع دير الزور بشكل مكثف.


وفي دير الزور، أفادت مصادر محلية بأنّ تنظيم "داعش" قام بإعدام أحد عناصره من المصريين في بلدة القورية شرق المحافظة، بالسيف وذلك بتهمة تهريب عناصر التنظيم مقابل مبالغ مالية، كما عثر على جثث لخمسة أشخاص مقطوعي الرؤوس في منطقة عين علي بالقرب من بلدة القورية.

وفي ريف دمشق، تحدث مركز الغوطة الإعلامي، عن قصف بالمدفعية والرشاشات الثقيلة من قوات النظام السوري على مدينة عين ترما وبلدة حزة في غوطة دمشق الشرقية، دون وقوع إصابات بشرية، ويأتي القصف بشكل متكرر على الرغم من سريان اتفاق خفض التوتر في الغوطة.

إلى ذلك، أفادت "وكالة ستيب الإخبارية" المحلية، بأن قوات المعارضة السورية تمكنت من تدمير موقع لقوات النظام في البادية الشامية بشكل كامل، بعد استهدافه بالصواريخ والمدفعية.

من جهته، أعلن "جيش العزة" المنضوي في صفوف "الجيش السوري الحر" اليوم الإثنين عن صد محاولة تقدم من قوات النظام السوري على محور تل ملح ومزارع العزيزية في ريف حماة الشمالي، وتكبيد قوات النظام خسائر بالأرواح والعتاد.
 
واندلعت معارك أيضا بين "هيئة تحرير الشام" وقوات النظام في جبهة قرية عيدون بريف حماة الجنوبي وسط قصف مدفعي متبادل، كما وقعت معارك بين الطرفين في محور الظهر الأسود بريف دمشق الغربي وفق مصادر محليّة.
 
وفي حلب تحدثت مصادر محلية عن وقوع اشتباك بين "الجيش السوري الحر" ومليشيا "وحدات حماية الشعب" الكردية، في محور قرية الحمران بريف حلب الشرقي وقعت خلاله إصابات في صفوف الطرفين.


ناشطون يدعون للوقوف في وجه "حزب الاتحاد الديمقراطي"

من جهة ثانية، دعا ناشطون سوريون معارضون للنظام اليوم الإثنين، إلى الوقوف في وجه ممارسات "حزب الاتحاد الديمقراطي" الكردي (pyd) مطالبين بوضعه على قائمة المنظمات الإرهابية الدولية، محذرين من التهاون في التصدي لممارسات الحزب والمليشيات التابعة له في سورية.

ونشر ناشطون من الحراك الثوري وناشطون من الثورة السورية بيانا على شبكة الإنترنت، دعوا فيه الشعب السوري إلى "رفع الصوت عاليا أمام المجتمع الدولي والأمم المتحدة لتحمل مسؤولياتها أمام تفشي سلوك الحزب الإرهابي المنظم".

وفي حديث مع "العربي الجديد"، قال عضو الحراك الثوري عن مدينة حمص، وسيم سعد الدين: "إنّهم يسعون من خلال بيانهم إلى كشف الجرائم الإرهابية التي يمارسها حزب الاتحاد الديمقراطي بحق السوريين، ما يوجب تصنيف الحزب كمنظمة إرهابية".

وأوضح بيان النشطاء أن "ممارسات الحزب تشكل أفدح المخاطر على سورية وشعبها ومستقبلها، وعلى مستقبل المنطقة برمتها، لذا من الملحّ والضّرورة إدراج حزب الاتحاد الديمقراطي وجميع تفرعاته ومليشياته في سورية على قوائم المنظمات الإرهابية في العالم".

وحذّر البيان من أنّ "أيّ تهاون في التصدي لهذا الحزب الإرهابي وتفرعاته في وحدات الحماية الشعبية، وقوات سورية الديمقراطية، إنّما يصب في خندق معسكر نظام الإرهاب والإجرام الأسدي وداعميه لا سيما نظام ولاية الفقيه في طهران".

وأضاف البيان أنه "لم يعد يخفى على أحد أن حزب الاتحاد الديمقراطي (pyd) منخرط كلياً في معسكر الثورة المضادة، كما أنه ينفذ أجندات النظام، وكذلك مشاريع خارجية كونه فرع وذراع حزب العمال الكردستاني في سورية، ضمن منظومة أممية خارجة عن القانون تبيح لنفسها ارتكاب أفظع الجرائم دون رادع، وذلك باسم ما يسمونه الشرعية الثورية".

وتابع البيان أن "هذا الحزب الإرهابي المجرم ما انفكَّ يمارس كلّ وسائل القتل والدمار والإبادة الجماعية والتطهير السياسي والعرقي ضد شعبنا، ولا يأبه في ذلك لحرمة شيخ أو امرأة أو طفل، متماهياً في ذلك إلى حدِّ التطابق مع أساليب داعش، وفي بعض الأحيان يفوقها إرهابا وإجراما، ولو حاولنا تعداد مجازره وأسماء ضحاياه لاحتجنا إلى مجلدات عديدة وجميعها موثقة".

وتساءل البيان عن الدعم المباشر من قبل الولايات المتحدة الأميركية لـ"حزب الاتحاد الديمقراطي"، مضيفا: "ما معنى أن تتحرر الرقة من إرهاب داعش على يد إرهابيي حزب الاتحاد الديمقراطي؟ وكأن هناك إرهابا أبيض وإرهابا أسود".

وكان الائتلاف السوري المعارض قد وصف في بيان له أمس الأحد "حزب الاتحاد الديمقراطي"، وكافة التشكيلات العسكرية والأمنية التابعة للحزب بـ"الإرهابية".

ويسعى "حزب الاتحاد الديمقراطي" إلى التفرد في حكم كانتونات في شمال سورية تمهيدا لعملية انفصال عن البلاد، وأعلن مجلس تابع للحزب مؤخرا عن موعد إجراء انتخابات في مناطق سيطرته والتي تسمى بمناطق الحكم الذاتي أو الإدارة الذاتية.