"أنتظر الموت..لكنني لا أزال أصغر من أن أموت"، عثر على نص هذه الرسالة القصيرة في تطبيق "واتس أب"، على هاتف روكسان، البالغة من العمر 20 عاماً، والتي كانت عائلتها تنعتها بـالمدنسة، بعد تعرضها لاغتصاب جماعي في وطنها.. سورية.
بعد عامين على هروبها من ماض مأساوي، وبلد غارق في الحرب، أملاً في بدء صفحة جديدة، عثرت الشرطة الألمانية على جثة روكسان، يوم الجمعة الماضي في حديقة ببلدة ديساو، وأظهر التشريح أنها تعرضت لطعنات عدة بسكين.
حتى هذه اللحظة لم تكشف التحقيقات عن الجاني، لكن شكوك الشرطة اتجهت نحو والدها وشقيقيها الذين اتهموها بأنها جلبت العار لأسرتهم، وأن جريمة القتل اقترفت بناء على طلب من أمها، بحسب صحيفة "ديلي ميل".
كانت روكسان تعيش في منزل مخصص للعازبات، قبل أن تعود إلى عائلتها لبضعة أيام، فتقتل وتدفن في قبر ضحل، ولفت مقتلها الأنظار إلى الهوة الثقافية بين الألمان ونحو مليون لاجئ من المفترض أن يصلوا البلاد هذا العام.
تقول السلطات إن روكسان تمكنت من الاندماج بشكل جيد مع المجتمع، حتى أنها تعمل مترجمة لطالبي اللجوء، وتسهل العقبات التي يواجهونها بسبب البيروقراطية الألمانية. وأكد الكاتب مارك كروغر، الذي استعان بها لفهم المقابلات التي كان يجريها مع لاجئين من أجل كتاب يعمل على تأليفه، أن روكسان أخبرته بقصتها وبالمصير الرهيب الذي ستلقاه.
ويملك كروغر تسجيلا بصوتها، تقول فيه: "تعرضت للاغتصاب من قبل ثلاثة رجال. منذ ذلك الوقت تعتبرني عائلتي مدنسة. أمي وإخوتي اعتدوا علي، وقالوا أنني أستحق الموت".
المدعي العام كريستيان بريسنير قال: "هناك اشتباه أن الفعل نفذ من أشخاص ضمن دائرتها المقربة مع وجود دافع الثقافة في الخلفية". وسعت الشرطة لاستجواب الأب والأخوين، غير أنها لم تعثر عليهم، واكتشفت فرارهم إلى خارج ألمانيا، وأنهم الآن في تركيا باتجاه سورية.
لكن المؤلف كروغر، وبحسب صحيفة "بيلد" الألمانية، قال إن أم روكسان هي من أمرت بقتلها، مستنداً إلى شهادة إحدى صديقاتها، والتي أخبرته أنها سمعت الأم وهي تتحدث عبر الهاتف إلى قاتل استأجرته للقيام بهذه المهمة".
اقرأ أيضاً:"أناقة اللاجئين"..مصور هنغاري يثير الغضب عبر"فاشن" لضحايا الحرب