مقتل القيادي بتنظيم "القاعدة في المغرب الإسلامي" موسى بورحلة: سنوات من الدم

30 مارس 2018
غارة أميركية سابقة على مدينة صبراتة استهدفت متشددين(فرانس برس)
+ الخط -
انتهت مسيرة الدم للقيادي في تنظيم "القاعدة في المغرب الإسلامي" الجزائري موسى بورحلة، المكنى بأبي داود، بعد أكثر من 25 سنة من النشاط المسلح في الجزائر وتونس ومالي وليبيا، حيث قتل مع قيادي ثان اسمه عبد الرحمن الهواري ومرافق ثالث، في غارة جوية أميركية في منطقة أوباري، جنوبي ليبيا، حيث كانوا يتحصنون في منزل هناك، ولاحقتهم أجهزة الاستخبارات الأميركية بالتعاون مع عملاء في أوباري.

وإذا كان عبد الرحمن الهواري يعد من قيادات جماعة "المرابطون" المتصلة بالقاعدة، والتي انضمت إلى جماعة "نصرة الإسلام" التي يقودها إياد غالي وهو غير معروف بشكل كبير، فإن موسى أبو داود، واحد من أبرز قيادات تنظيم "القاعدة" في منطقة الصحراء والساحل، وكان ملاحقا من قبل أجهزة الأمن الجزائرية والتونسية والمالية والغربية أيضا.

 وأدرج أبو داود على "اللائحة السوداء" للإرهابيين، التي أصدرتها واشنطن في الخامس من مايو/ أيار 2016، وتصفه تقارير الاستخبارات الأميركية بأنه "إرهابي خطير متورط في العديد من الأنشطة الإرهابية منذ سنة 1992".

التحق أبو داود بصفوف المجموعات المسلحة في عام 1992، احتجاجا على تدخل الجيش وتوقيف المسار الانتخابي في الجزائر، وانضم إلى الجماعة الإسلامية المسلحة التي كانت أكثر الجماعات الدموية في تاريخ العنف الإرهابي في الجزائر، قبل أن تتحول إلى تنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، حتى عام 2007، إذ التحق بتنظيم "القاعدة" في بلاد المغرب الإسلامي، وتلاحقه منذ أكثر من 20 سنة أجهزة الأمن الجزائرية بسبب مشاركته في هجمات إرهابية دامية في مناطق وسط وشرقي الجزائر.

حاولت أجهزة الأمن الجزائرية استدراجه لوقف العمل المسلح عبر المصالحة الوطنية التي تكفل له العفو عن نشاطه السابق، لكنه رفض ذلك، كما رفض الاستجابة لنداءات رفاقه من القيادات السابقة في الجماعة الإسلامية المسلحة والجماعة السلفية للدعوة والقتال، الذين سلموا أنفسهم، كحسان حطاب، أو اعتقلوا، كعبد الرزاق البارا.

 في عام 2012، كلف أبو داود بقيادة المنطقة الشرقية في تنظيم القاعدة، وقاد الهجوم الفاشل على ثكنة للجيش الجزائري في فبراير/ شباط 2013، أصيب فيه ستة من الجنود.

وبعد هذا الهجوم كثفت أجهزة الأمن الجزائرية ملاحقة موسى أبو داود ومجموعته المتمركزة شرقي الجزائر، ما دفعه إلى الهروب لجبال الشعانبي في تونس، وتزامن ذلك مع بداية تشكل المجموعات الأولى لكتيبة "عقبة بن نافع" الإرهابية النشطة في تونس، حيث قاد أبو داود معسكرات تدريب المقاتلين الجدد.


ويعتقد أن أبو داود هو المخطط للكمين الدامي الذي أودى بحياة ثمانية من جنود الجيش التونسي في شهر يوليو/ تموز 2013، وسلسلة من العمليات الإرهابية الأخرى، كما يعتقد أنه المسؤول عن تهريب القيادي في تنظيم "أنصار الشريعة" أبو عياض، من تونس إلى ليبيا، قبل خمس سنوات.

وتؤكد التقارير الأميركية أن موسى أبو داود ربما انتقل لاحقا إلى ليبيا للإشراف أيضا على معسكرات تدريب عناصر "القاعدة" في بلاد المغرب الإسلامي بغرض تنفيذ هجمات ضد الأهداف الغربية في ليبيا.

 وتشير التقارير إلى أنه ربما "قدم دعما لوجستيا لا يمكن الاستغناء عنه، وأموالا وأسلحة للقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، ما سمح للإرهابيين بتهديد المصالح الأميركية والغربية في المنطقة"، كما يرجح أن يكون له دور في الهجوم على السفارة الأميركية في ليبيا.

المساهمون