لقي ضابط روسي رفيع المستوى مصرعه في انفجار عبوة ناسفة بموكبه في محافظة دير الزور، التي تعد من أهم مناطق النفوذ الإيراني في سورية، وخاصة في الريف الشرقي.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن وزارة الدفاع الروسية تأكيدها مقتل الجنرال الروسي فياتشيسلاف جلادكيخ في ريف دير الزور بانفجار عبوة ناسفة بدائية الصنع أثناء مرور موكبه في منطقة تبعد عن مدينة دير الزور شرقا بنحو 15 كيلومترًا، مشيرة إلى أن ثلاثة جنود روس أُصيبوا أيضاً في الانفجار الذي وقع ليس بعيداً عن حقل "التيم" النفطي جنوب نهر الفرات.
وأشارت الوزارة، في بيان، إلى أنه تم إجلاء جلادكيخ من المكان لتقديم المساعدة الطبية له، غير أنه لفظ أنفاسه الأخيرة متأثراً بجروحه.
ووفق مصادر محلية، فإن الانفجار قتل أيضاً المدعو محمد تيسير الظاهر، قائد مليشيا "الدفاع الوطني" الموالية للنظام السوري في مدينة الميادين، مع أربعة من عناصره.
من جانبها، أكدت وكالة الأنباء التابعة للنظام (سانا) مقتل جنرال روسي وإصابة عسكريين اثنين كانا معه، جراء انفجار عبوة ناسفة مزروعة على جانب الطريق في محافظة دير الزور خلال مرور رتل عسكري روسي "كان عائداً إلى المدينة بعد تنفيذه عملية إنسانية في المنطقة"، وفق زعمها.
ويعد الريف الشرقي لدير الزور جنوب نهر الفرات منطقة نفوذ إيراني بلا منازع، وخاصة ما بين مدينتي الميادين والبوكمال على الحدود السورية العراقية، حيث تنتشر عشرات المليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني في نقاط تمركز وفي قاعدة "الإمام علي"، كبرى القواعد الإيرانية في سورية.
وأكدت مصادر محلية لـ "العربي الجديد" أن القرار الأمني والعسكري في المنطقة التي شهدت الانفجار الذي أدى إلى مصرع الجنرال الروسي "إيراني خالص"، مشيرةً إلى أن الوجود العسكري الروسي في ريف دير الزور الشرقي "شكلي لا قيمة له"، وفق المصادر.
من جانبه، أوضح مدير مركز "الشرق نيوز" فراس علاوي، لـ"العربي الجديد" أن وزارة الدفاع الروسية ليست لها قواعد أو نقاط تمركز كبرى في ريف دير الزور الشرقي، مشيراً إلى أن الروس "يعتمدون على عناصر منتمين إلى مجموعة فاغنر في محافظة دير الزور"، غير أن علاوي أشار إلى وجود قوات روسية محدودة "تدير بعض المعابر النهرية مع قوات "سورية الديمقراطية" المسيطرة على ريف دير الزور شمال نهر الفرات، لافتاً إلى وجود روسي في مداخل مدينتي دير الزور مركز المحافظة وفي مدينة الميادين.
وأضاف: "لكن الوجود الإيراني أكبر، موضحاً أن الروس يحتفظون بوجود لهم داخل المربع الأمني داخل مدينة دير الزور وفي مطارها العسكري الواقع جنوب غربي المدينة.
وكان قُتل أكثر من مائة عنصر من مجموعة "فاغنر" الروسية في فبراير/شباط 2018 بغارة من طيران التحالف الدولي أثناء محاولة هذه المجموعة التي تقاتل إلى جانب قوات النظام السوري السطو على حقل "كونيكو" للغاز في ريف دير الزور الشرقي شمال نهر الفرات، والذي يقع ضمن منطقة النفوذ الأميركي.