أعلنت مصادر أمنية في محافظة الأنبار مقتل وجرح عدد من عناصر الجيش العراقي بهجوم انتحاري بعربة مفخخة نفذه تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) شمال الرمادي، في الوقت الذي تستمر العمليات العسكرية شمال مدينتي الرمادي والفلوجة غربي العراق.
وقال مصدر عسكري من قيادة عمليات الأنبار إن "اثني عشر جنديا من الجيش العراقي وقوات الطوارئ قتلوا، وأصيب عشرون آخرون بهجوم انتحاري بعربة عسكرية ملغمة يقودها انتحاري من تنظيم "الدولة الإسلامية""، مبينا أن "القوات العراقية تعرضت للهجوم الانتحاري لدى تقدمها في منطقة طوي، شمال الرمادي، خلال العملية العسكرية الجارية هناك".
ويأتي هذا الهجوم في القوت الذي أعلنت قيادة عمليات الأنبار عن انطلاق عملية عسكرية واسعة صباح اليوم الثلاثاء، لاستعادة السيطرة على مناطق البو ريشة وزنكورة وطوي، الواقعة شمالي مدينة الرمادي، من قبضة "داعش".
وذكر بيان صادر عن قيادة عمليات الأنبار أن "قوات الجيش العراقي التابعة للفرقة 16، وجهاز مكافحة الإرهاب، والفوج التكتيكي من شرطة الأنبار، انطلقوا، صباح اليوم، بعملية عسكرية لتطهير منطقة الزنكورة، شمال غرب الرمادي، بدعم جوي من طيران التحالف الدولي"، مضيفا أن "قوات الجيش حققت تقدما واضحا في مناطق شمال الرمادي، بعد اشتباكات عنيفة مع عناصر "داعش"، أدت إلى تراجع التنظيم عن مواقعة وثكناته العسكرية، وتعرضه لخسائر كبيرة في الأرواح والمعدات"، بحسب البيان.
يشار إلى أن قوات الجيش العراقي وأفواجاً من جهاز مكافحة الإرهاب وشرطة الأنبار تمكنت من استعادة السيطرة على الرمادي أواخر العام الماضي، بينما بقيت مناطق شاسعة شمال المدينة تحت سيطرة "داعش"، الذي بقي يشكل خطرا أمنيا كبيرا على مدينتي الرمادي والفلوجة، بحسب خبراء عسكريين.
إلى ذلك، طالبت جهات سياسية وعشائرية من محافظة الأنبار الحكومة وقيادة القوات المشتركة بشن عملية عسكرية عاجلة لاستعادة السيطرة على مناطق شمال الرمادي، معتبرين أن "بقاء هذه المناطق بيد تنظيم "داعش" يمثل تهديدا كبيرا ينذر باحتمالية سقوط مدينتي الرمادي والفلوجة بيد التنظيم مرة أخرى".
وكانت مصادر محلية قد كشفت عن نزوح أكثر من 4 آلاف عائلة من مناطق شمال الرمادي، نتيجة للعمليات العسكرية والقصف المتواصل الذي تتعرض له، وقد جرى نقل آلاف العوائل إلى مخيمات أقيمت في مناطق غرب الرمادي ومدينتي الحبانية وعامرية الفلوجة، مؤكدة أن النازحين يعيشون ظروفا قاسية في مخيمات تفتقر للخدمات والمساعدات الإنسانية الضرورية، مطالبين الحكومة والمنظمات الدولية بتقديم المساعدات الممكنة لهم.