ولا يزال التضارب والغموض يحيط بتفاصيل الحادثة، الأولى من نوعها التي تتعرض لها السفارة الإسرائيلية منذ توقيع معاهدة السلام الأردنية ــ الإسرائيلية في عام 1994.
وفي السياق، أوضحت إدارة العلاقات العامة والإعلام في مديرية الأمن العام، أنه "بعد عصر الأحد تبلغت غرف العمليات الرئيسية في مديرية الأمن العام بحدوث إطلاق نار داخل مبنى سكني مستخدم من قبل السفارة الإسرائيلية وفي نطاق مجمّعها، حيث تحركت القوة الأمنية للمكان وفرضت طوقا أمنيا لمباشرة التحقيق في الحدث والوقوف على ملابساته".
وأضافت إدارة العلاقات العامة والإعلام أنه "من خلال التحقيقات الأولية تبين إصابة ثلاثة أشخاص، أحدهما إسرائيلي الجنسية، جارٍ إسعافهم، وما لبث أحد الأردنيين أن فارق الحياة متاثرا بعيار ناري أصابه". وفي وقت لاحق تم الإعلان عن وفاة الأردني الآخر.
وأشارت التحقيقات الأولية غير النهائية، بحسب المصدر ذاته، إلى أن "المواطنين الأردنيين دخلا إلى المبنى السكني قبل الحادثة بحكم عملهما بمهنة النجارة".
وأكدت إدارة العلاقات العامة أن "التحقيقات ما زالت في مراحلها الأولية لغاية الآن"، وأن "الجهات التحقيقية في مديرية الأمن العام باشرت بفتح تحقيق موسع بالحادثة".
إلى ذلك، أبلغت مصادر خاصة "العربي الجديد" بأن الحادثة وقعت أثناء قيام أردنيين بتركيب أثاث داخل السكن التابع للسفارة الإسرائيلية في منطقة الرابية، بعمان.
وقالت المصادر إن أردنيين حضرا لتركيب أثاث في السكن، وجرى الاشتباه بهما من قبل حرس السفارة، حيث قام أحد أفرادها بإطلاق النار عليهما، ما أدى إلى وفاة محمد زكريا الدوايمة (17 عاما) وإصابة الآخر ثم وفاته لاحقا، كما أصيب مساعد مدير أمن السفارة الإسرائيلية في بطنه.
وعقب إعلان مقتل الدوايمة تجمهر الأهالي أمام منزل عائلته، وأكد والده عدم علمه أن الأثاث الذي تم شراؤه من معرضه كان لصالح السفارة الاسرائيلية مطالبا بكشف حقيقة الحادث.
من جهتها، قالت إدارة العلاقات العامة والإعلام في مديرية الأمن العام أن القتيل الأردني الثاني تبين أنه طبيب كان في المكان بحكم ملكه المبني السكني.
وفي وقت سابق، أعلنت مصادر أمنية، أن الحادثة نتجت عن مشاجرة بين المواطن الأردني وموظف في السفارة الإسرائيلية، أقدم خلالها المواطن الأردني على طعن الموظف الإسرائيلي في منطقة الصدر، قبل أن يطلق النار على المواطن ويصاب برصاصتين، فارق على إثرها الحياة في أحد المستشفيات القريبة.
في الأثناء، قال شهود عيان التقاهم "العربي الجديد" في محيط السفارة، إن الحادث يرجع إلى محاولة اقتحام السفارة من قبل مواطن كان يستقل سيارة شحن صغيرة (ديانا).
وقال الشاهد: "الحادثة وقعت في حدود الساعة السادسة والنصف مساء، سمعنا صوت جهاز الإنذار من السفارة، وهناك كانت سيارة نقل صغيرة تحمل أثاثاً، ترجل منها شخص، اقترب من الحاجز الأمني للسفارة وأطلق النار".
ويشهد محيط السفارة وجودا أمنيا مكثفا وإغلاقا للطرق المؤدية إليها.
