مقتل أحد منفذي هجوم كاليفورنيا واعتقال آخر

02 ديسمبر 2015
الشرطة تتفقد مسرح إطلاق النار (getty)
+ الخط -

نقلت قناة "فوكس نيوز" الأميركية، عن مصادر أمنية أميركية، القول إن مطاردة الشرطة للمسلحين المشتبه بتنفيذهم هجوم كاليفورنيا، أسفرت حتى الآن عن مقتل أحد المشتبهين واختفاء آخر عن الأنظار، فيما أصبح الثالث في قبضة الشرطة. وأوضحت المصادر أن سيارات الشرطة حاصرت سيارة رباعية الدفع داكنة اللون، فرّ بها المهاجمون وتبادلت إطلاق النار مع مسلح في المقعد الخلفي فألقته صريعاً، ثمّ تمكنت من اعتقال الراكب الآخر فيما تمكن السائق من الفرار، ولم توضح المصادر إن كان الفار قد هرب راجلاً أم على السيارة ذاتها.

وكان قد استبعد مصدر في مكتب التحقيقات الفدرالية الأميركي، "إف بي آي"، أن يكون هجوم كاليفورنيا من تخطيط تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، أو من تنفيذ عناصر موالية للتنظيم في الولايات المتحدة. ورجح المصدر الذي اشترط التحفظ على اسمه أن يكون الهجوم مرتبطاً بالصراع الداخلي بشأن قضايا الصحة والخدمات الاجتماعية بين المحافظين المتشددين دينياً، والليبراليين الذين يديرون البيت الأبيض حالياً، رافضاً اعتباره شبيهاً بهجمات باريس. 


وفي رده على سؤال لـ"العربي الجديد"، عن الجهة التي ينتمي إليها المهاجمون، وهل هي ذات الجهة المسؤولة عن هجمات باريس، قال المصدر:ٍ "من المبكر جداً القفز إلى استنتاجات غير مؤكدة، علينا أن ندرك أن المهاجمين لا يزالون يشكلون خطراً ويهددون مجتمعنا ولا نعرف طبيعة انتمائهم، لكنني أعتقد أن الهجوم شبيه إلى حد كبير بما حدث في كولورادو، وله علاقة بالقضايا المحلية وليس مرتبطاً بالتطورات الخارجية، كما كان الحال عليه في هجمات باريس". 

وفي السياق ذاته، أبدى مساعد مدير مكتب التحقيقات الفدرالية الأميركي، "إف بي آي" في لوس أنجليس، ديفيد بوديتش، حذراً مماثلاً في الجزم بأي استنتاج قائلا للصحافيين: "أعرف أن أحد الأسئلة التي تشغلكم حالياً هو: هل هذا عمل إرهابي؟.. أبلغكم بأنه حتى الآن، 
لا نعرف ما إذا كان عملاً إرهابياً أم لا".

استقرت تقديرات وسائل الإعلام الأميركية لعدد ضحايا هجوم كاليفورنيا، على 14 قتيلاً و14 جريحاً، فيما حذّرت سلطات الولاية والسلطات الفدرالية من أن المهاجمين الثلاثة الذين يرتدون زياً عسكرياً، تمكنوا من الفرار مستقلين سيارة أو أكثر رباعية الدفع داكنة اللون، ويخشى أن ينتقلوا برشاشاتهم الأوتوماتيكية إلى أماكن أخرى، بعد أن يتمكنوا من إعادة شحنها بالذخيرة.

وكانت السلطات المحلية وشهود عيان ذكروا سابقاً أن المهاجمين استهدفوا اجتماعاً معيناً في صالة اجتماعات، بمنشأة صحية مكونة من ثلاثة مبانٍ في مجمع يحظر الدخول إليه لغير العاملين فيه الذين يقدر عددهم بنحو 600 موظف.

ويقع المجمع المستهدف في مدينة سان برناردينو القريبة من مقاطعة لوس أنجليس في ولاية كاليفورنيا. ورفضت السلطات الكشف عن طبيعة الاجتماع أو المشاركين فيه. وحسب الرواية الرسمية التي أوردتها الشرطة المحلية فقد اقتحم المهاجمون قاعة الاجتماعات في البناية، وشرعوا في إطلاق النار، من دون أن تقدم تفاصيل أخرى.

وقدم الرئيس الأميركي، باراك أوباما، تعازيه لعائلات الضحايا، مندداً بجرائم تتكرر عبر الولايات المتحدة "لا يوجد مثلها في العالم".

وذكرت قناة KABC أن إطلاق النار وقع داخل "مركز إنلاند الإقليمي"، وهو مركز مختص برعاية ذوي الاحتياجات الخاصة.

وقال قائد شرطة برناردينو جارود بورغوان "لا نعلم دوافع عملية إطلاق النار هذه حتى الآن"، موضحاً أن حصيلة الضحايا ليست نهائية.

وبحسب وكالة الأناضول، توقّع مكتب الشريف (مدير الشرطة)، في تغريدة له عبر حسابه على "تويتر"، أن يكون عدد المهاجمين ثلاثة على الأكثر، كما حث المواطنين على تجنب المرور من المنطقة التي شهدت الهجوم.

ووفقاً لـ"رويترز"، قالت متحدثة باسم الشرطة لصحيفة لوس إنجلوس تايمز، إن المشتبه بهم كانوا مدججين بالسلاح، وربما يرتدون واقياً من الرصاص.

يأتي الحادث بعد أيام من قيام مسلح بقتل ثلاثة أشخاص بينهم شرطي، وإصابة عدد آخر في عيادة طبية في كولورادو غرب الولايات المتحدة.

وفي تصريح لمحطة سي بي إس، قال أوباما "هناك إجراءات بإمكاننا أن نتخذها ليس للقضاء على كل عمليات إطلاق النار، ولكن لتحسين فرص عدم حصولها بمثل هذه الوتيرة".

وبعد أن أعلن أن لديه القليل من المعلومات، حتى الآن، أعرب أوباما عن الحذر حول عملية إطلاق النار هذه بالتحديد.

وأوضح : "لا نعرف، حتى الآن، دوافع مطلقي النار، ولكن ما نعرفه هو أن هناك إجراءات بإمكاننا أن نأخذها كي يكون الأميركيون بأمان"، داعياً مرة جديدة إلى الوحدة حول هذه المسألة "بعيداً عن الاصطفافات السياسية".

دلالات
المساهمون