تقدم رئيس مجلس النواب الليبي المنعقد في طبرق، عقيلة صالح، بمقترح جديد بشأن الأزمة الليبية خلال لقائه بالسفير الأميركي بالقاهرة، اليوم الإثنين، يقضي بأن تكون مدينة سرت مقراً لسلطة موحدة تدير الوضع في ليبيا إلى حين إجراء الاستحقاقات الانتخابية.
وقال صالح، إن هناك اهتماماً أميركياً بوقف إطلاق النار في ليبيا، مضيفاً خلال تصريحات صحافية عقب اللقاء "اقترحنا على السفير الأميركي أن تكون سرت مقراً للسلطة الموحدة لحين الانتخابات". وأكد صالح الذي يزور القاهرة في الوقت الراهن على تحفظه بشأن تواجد أي من الميليشيات في المواقع النفطية، وهو الأمر الذي يقلق الإدارة الأميركية، ويجعلها تتحرك بشكل حثيث للتوصل لحل سريع للأزمة.
وربط إرسال عوائد النفط إلى المصرف المركزي الليبي بتشكيل سلطة جديدة في البلاد. وشدد: "لا أحد يريد الحرب في ليبيا، والولايات المتحدة لديها اهتمام بوقف إطلاق النار في ليبيا".
وكان حميد الصافي، المستشار الإعلامي لرئيس مجلس النواب الليبي قال، إن صالح اتفق مع السفير الأميركي، بالقاهرة على استمرار وقف إطلاق النار، مضيفاً أن الاجتماع ناقش الخطوات الفعلية المتخذة للمضي قدماً في العمل بالمبادرة التي سبق وطرحها، وفقاً لمخرجات مؤتمر برلين. وأكد الصافي أنه تم الاتفاق على استمرار وقف إطلاق النار، والإبقاء على مدينتي سرت والجفرة منزوعتي السلاح لحين استئناف الحوار السياسي والعودة لطاولة الحوار. فيما أوضح السفير الأميركي موقف بلاده من ضرورة وقف القتال في ليبيا، وشدد على أنه لا وجود لحل عسكري للأزمة.
ستتطرق مشاورات صالح في القاهرة إلى ملفات متعلقة باتفاقيات ترسيم الحدود البحرية في منطقة شرقي المتوسط كممثل للجانب الليبي
وكانت مصادر أوضحت في وقت سابق لـ"العربي الجديد" أن السبب الرئيسي للزيارة هو لقاء السفير الأميركي بالقاهرة جوناثان كوهين، وأن مشاورات صالح في القاهرة ستتطرق إلى ملفات متعلقة باتفاقيات ترسيم الحدود البحرية في منطقة شرقي المتوسط كممثل للجانب الليبي، باعتباره رئيس مجلس النواب، بحسب تعبير المصادر، مشيرة إلى أن القاهرة ماضية في إتمام اتفاقيات مماثلة لتلك التي وقّعتها مع اليونان مؤخراً، بشأن ترسيم الحدود البحرية، ضمن التحركات المصرية لمحاصرة تركيا في البحر المتوسط. فيما قال مصدر مقرب من صالح إن أجندة عمل رئيس البرلمان خلال زيارة القاهرة تتضمن لقاءات مع مسؤولين غربيين بينهم سفراء ألمانيا وفرنسا وإيطاليا بالقاهرة.
وكانت السفارة الأميركية في ليبيا قد كشفت النقاب عن مباحثات جرت عبر خاصية الفيديو كونفرانس، بين وفد أميركي برئاسة مدير مجلس الأمن القومي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ميغيل كوريا، والسفير الأميركي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند، للدفع باتجاه اتخاذ خطوات عاجلة لتنفيذ مقترح أميركي بشأن الوضع في ليبيا.
ويأتي هذا في الوقت الذي قالت فيه وزارة الخارجية التركية، اليوم الإثنين، إن هدف الوجود العسكري التركي في شرقي البحر الأبيض المتوسط ليس التصعيد بل التأكيد على حق تركيا المشروع بالدفاع عند اللزوم، متهمة اليونان بتصعيد التوتر في البحر المتوسط. وقال المتحدث باسم الخارجية التركية، حامي أقصوي، في بيان: "أظهرت اليونان من خلال اتفاق القرصنة الذي أبرمته مع مصر في 6 أغسطس/آب الجاري لترسيم الحدود البحرية بين البلدين، أنها غير مخلصة وصادقة في موضوع الحوار معنا". وأضاف: "تم انتهاك الجرف القاري التركي والليبي في شرقي البحر المتوسط من خلال هذا الاتفاق، وعلى خلفية هذا التطور استأنفت سفينة أوروتش، أعمال البحث الزلزالي الذي كان مخططاً له مسبقاً وذلك اعتباراً من اليوم الإثنين". وأكد أن "تركيا تملك القدرة والعزم والإمكانيات على تدمير تحالفات الشر التي تشكل ضدها".