قترح أميركي بثلاثة مسارات فلسطينية منفصلة للحل

21 مايو 2017
عباس نقل لترامب الموقف الفلسطيني من أي مفاوضات (Getty)
+ الخط -
تزداد المخاوف الفلسطينية الشعبية والفصائلية من أن تحمل زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للأراضي الفلسطينية المحتلة وإسرائيل، سنوات جديدة من المفاوضات العبثية مع الاحتلال الإسرائيلي. وعلى الرغم من عدم وجود أي تصريحات سياسية من رأس الهرم الفلسطيني تؤكد نية القيادة الشروع في مفاوضات جديدة أم لا، أو تشرح ما تم نقاشه في واشنطن بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس وترامب، إلا أن مسؤولين فلسطينيين يؤكدون أن الحديث عن أي مسار للمفاوضات يريده الرئيس الأميركي لم ينضج بعد. ويزور ترامب الأراضي الفلسطينية وإسرائيل يومي الإثنين والثلاثاء، ويلتقي عباس في مدينة بيت لحم الثلاثاء.

وعلى الرغم من تأكيدات المسؤولين الفلسطينيين، إلا أن الواقع أثبت أكثر من مرة أن القرار الفلسطيني كان دوماً محصوراً بشخص الرئيس، فضلاً عن اثنين إلى ثلاثة من المقربين منه، بينما بقية أعضاء القيادة من منظمة التحرير الفلسطينية ومركزية حركة "فتح" لا يتم إطلاعهم على شيء ويعرفون الأخبار لاحقاً، بعد أن يتم تسريبها من الإعلام.
وعلم "العربي الجديد" من مصادر موثوقة أن الإدارة الأميركية تطرح ثلاثة مسارات معزولة ومستقلة للفلسطينيين للحل، سياسية واقتصادية وأمنية، وأن أي تعطّل في أي مسار لا يعني بالضرورة وقف المسارات الأخرى. ولعل أكثر ما يخيف هو المسار الاقتصادي، والذي تسرب منه حسب المصادر، "دعم الإدارة الأميركية لمشاريع اقتصادية فلسطينية إسرائيلية مشتركة في مناطق "ج" بمعزل عن المسار السياسي الذي لم تتضح ملامحه بعد". وأشارت المصادر إلى أن "القيادة لم تعطِ موافقتها أو رفضها على طرح المسارات الثلاثة بعد".

وكان رئيس صندوق الاستثمار محمد مصطفى، قد شارك في الوفد الاستطلاعي الذي سبق زيارة عباس إلى واشنطن، وكان هدف الوفد تحضير الزيارة للرئيس الفلسطيني، وضم في حينه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، ورئيس جهاز الاستخبارات ماجد فرج، إضافة إلى مصطفى.


وقال عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" محمد اشتية، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنه "لا يعتقد أنه تم التوصل لمفاوضات مباشرة بمدة زمنية محدودة أقصاها 16 شهراً"، مضيفاً: "هناك حديث عن مسار يطرحه ترامب، والأميركيون ما زالوا في مزاج الاستماع، وليس لدينا عن هذا المسار أية معلومات، ولم يُقدّم لنا أي شيء حتى الآن".
ولفت اشتيه إلى أن "الرئيس عباس أسمع الأميركيين في زيارته لواشنطن الموقف الفلسطيني كاملاً، ونحن ننتظر بدورنا أن نسمع منهم الآن"، مضيفاً: "ما نقوله إن أي عملية سياسية نريدها أن تنجح، ووصفة النجاح معروفة، وهي وقف الاستيطان ووجود مرجعيات واضحة للعملية السلمية وإجراءات بناء ثقة، هذه وصفة النجاح إذا أرادت الإدارة الأميركية أن تحققها"، مؤكداً أن "الشعب الفلسطيني هو المستفيد من أي عملية سلام ناجحة، أما إذا كان الأمر عبارة عن تراكم للفشل، فهذه كارثة لن تخلق الإحباط فقط وإنما ستفجّر الوضع كله". وتابع:" ترامب يقول إنه يريد أن يجرب ويريد الوصول لاتفاق، ونحن نقول له إن أي اتفاق حتى ينجح هناك وصفة للنجاح، وهذه الفرصة الأخيرة فعلياً لحل الدولتين، لأن الوضع على الأرض يعكس تدميراً لحل الدولتين".

من جهته، اعتبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أحمد مجدلاني، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنه "من المبكر لأوانه الحديث عن مفاوضات، لأنه حتى الآن لم تحدد الرؤيا ولا الإطار الذي ستُجرى فيه المفاوضات والهدف منها، وبالتالي مفاوضات من دون رؤية وهدف ليس لها معنى".
وعلم "العربي الجديد" أن عباس قدّم أمام ترامب كل الوثائق والخرائط التي كان قد ناقشها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت، لكنها لم تُترجم إلى أرض الواقع، بعد الرفض الإسرائيلي لها لاحقاً. وحول هذا الأمر، علّق اشتية بالقول: "كان هناك عصف ذهني بين الرئيس عباس وإيهود أولمرت، والذي قدّم في حينه مقترحاً بأن ينسحب الاحتلال من كل الضفة الغربية ما عدا 6,5 في المائة التي تمثّل الكتل الاستيطانية، لكن كان رد القيادة بعدم وجود أي جندي أو مستوطن على الأراضي الفلسطينية". ولفت إلى أن "الحديث كان يدور حول إذا كانت هناك احتياجات أمنية للطرفين لعمل تعديلات طفيفة على الحدود وليس تبادل أراضٍ يجب أن تعوض بالقيمة والمثل"، مشيراً إلى أن "أولمرت رفض أن يقدّم هذا العرض بشكل مكتوب، بينما عرض الخارطة أمام أبو مازن وتحدث شفهياً في حينه".
ورداً على سؤال حول ما إذا كان المقصود من عرض مقترحات أولمرت أن تبدأ المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية من حيث انتهى أولمرت، قال اشتية: "ليس هذا المقصود، وإنما كان الرئيس عباس يهدف لشرح الموقف الفلسطيني كاملاً أمام ترامب في واشنطن".