يبدأ رئيس إقليم "كردستان العراق"، مسعود البرزاني، اليوم السبت، زيارة إلى مدينة إسطنبول التركية، وسط بروز عدد من المواضيع على الأجندة، تأتي على رأسها الرغبة التركية بإدخال قوات "البشمركة" التابعة لـ"الحزب الديمقراطي الكردستاني السوري" في برامج تدريب قوّات "البشمركة" في إقليم كردستان" التي يشرف عليها الجيش التركي في معسكر بعشيقة، تمهيدًا لبحث إمكانية إشراكها في المعارك التي يعمل الجيش التركي على توسيعها في سورية لتشمل المناطق الخاضعة لسيطرة قوات "الاتحاد الديمقراطي" (الجناح السوري للعمال الكردستاني) بعد تمكن قوات "درع الفرات" من السيطرة على مدينة الباب.
وسيلتقي البرزاني، يوم غد، الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وكذلك رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدرم، في ثاني اجتماع له مع الأخير خلال أسبوع، بعد الاجتماع الذي عقده الجانبان على هامش مؤتمر ميونخ الدولي للأمن.
وتأتي الزيارة في وقت حساس، شهدت خلاله العلاقات التركية الإيرانية تصعيدًا كبيرًا، في ظل محاولات أنقرة توسيع نفوذها في سورية بالتعاون مع الإدارة الأميركية الجديدة، وكذلك بعد أن قامت الحكومة المركزية العراقية في بغداد بتوقيع اتفاق مع طهران، الأسبوع الماضي، لدراسة إمكانية بناء أنبوب لنقل النفط من حقول مدينة كركوك، الخاضعة لسيطرة قوات إقليم كردستان، إلى إيران.
وستشهد الاجتماعات مناقشة عدد من المواضيع، منها العلاقات الاقتصادية المشتركة، والعمليات الأمنية والعسكرية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية (داعش)، وأيضًا قتال حزب "العمال الكردستاني".
وعلم "العربي الجديد" من مصدر تركي مطلع، بأن لقاءات البرزاني مع المسؤولين الأتراك ستركز على العمليات العسكرية الجارية ضد "داعش"، وكذلك الهجوم العسكري الذي بدأته القوات العراقية على الساحل الغربي من مدينة الموصل، وأيضًا العمليات التي تقوم الإدارة التركية بالتخطيط لها في سورية ضد قوات "الاتحاد الديمقراطي".
ويجري الحديث عن خطة تركية لإشراك قوات "بشمركة سورية" في برامج التدريب التي يشرف عليها الجيش التركي في معسكر بعشيقة، والذي يعمل، بشكل أساسي، على تدريب قوات الإقليم والقوات العربية السنية في مدينة الموصل.
وعملت سلطات إقليم كردستان العراق على تدريب قوات "بشمركة سورية" مع بداية تحول الثورة السورية إلى حرب طاحنة، تمهيدًا لزجّها في معارك ضد النظام في المناطق ذات الغالبية الكردية، ولكن ذلك لم يحصل بسبب تحالف "الاتحاد الديمقراطي" مع واشنطن، لتستمر قوات "البشمركة السورية" في قتال "داعش" على الجبهات العراقية.
وكانت قوات "البشمركة السورية" قد شاركت لمرة واحدة في عام 2014 في قتال "داعش" على الجبهات السورية، أثناء هجوم التنظيم على مدينة عين العرب السورية، وذلك بطلب تركي، لتنسحب في وقت لاحق بعد انتهاء المعارك بطلب من "العمال الكردستاني".
وفي رده على إمكانية مشاركة قوات في "البشمركة السورية" في سيناريوهات العمليات التركية، والتي قد تتمدّد في اتجاه مناطق قوات "الاتحاد الديمقراطي" في منبج أو تل أبيض؛ رفض عضو الوفد التوافضي وممثل المجلس الوطني الكردي، عبد الحكيم بشار، مشاركة قوات "البشمركة" السورية خارج المناطق ذات الغالبة الكردية، قائلًا، في حديثه لـ"العربي الجديد"، من جنيف: "لا أعتقد بأن نقل قوات البشمركة إلى خارج المناطق الكردية فكرة جيّدة".
وسيبحث البرزاني مع المسؤولين الأتراك، أيضًا، الاتفاق المبدئي الذي وقعته بغداد مع طهران للعمل على نقل نفط مدينة كركوك، الخاضعة لسيطرة إقليم كردستان العراق، عبر الأراضي الإيرانية إلى الأسواق العالمية.
وبحسب الاتفاق، ستقوم شركات استشارية ببحث إمكانية إقامة أنبوب لنقل النفط من كركوك إلى الأراضي الإيرانية، حيث من المنتظر أن يتم الأمر عبر أراضي إقليم كردستان العراق، وبالذات منطقة السليمانية الخاضعة لسيطرة حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني" (حزب طالباني) المقرب من إيران.
وبدا الاتفاق الإيراني العراقي محاولة لممارسة المزيد من الضغوط على البرزاني، المتحالف مع تركيا، ولتخفيف الاعتماد العراقي على تصدير النفط عبر ميناء جيهان التركي.