مقاهي الإنترنت في الجزائر .. في طريقها للزوال

09 مايو 2016
كان مليئاً بالرواد ذات يوم (العربي الجديد)
+ الخط -
لكل تجارة أصحابها وزمانها، ولكل اكتشاف جديد متابعوه، بهذه العبارة وصف عدد من أصحاب مقاهي الإنترنت في الجزائر وضعهم الحالي، بعد أن شهدت تجارتهم الإلكترونية قبل سنوات إقبالاً واسعاً.

الثورة التكنولوجية أفقدت عدداً من محلات الإنترنت التي تسمى "مقاهي الإنترنت" بريقها، التي أفل نجمها بعدما كانت تستقطب مئات الشباب يومياً، من أجل الإبحار في عالم القرية الإلكترونية وصفحات الشبكة العنكبوتية، وصارت اليوم عبارة عن هياكل وأجهزة إلكترونية هجرها الذين جذبتهم الهواتف الذكية واللوحات الرقمية، إذ يصلهم الإنترنت بسهولة وسرعة.

العشرات من تلك المحلات في العاصمة الجزائرية تعاني "الكساد" بعد أن عرفت عصراً ذهبياً، نتج عن انتشار وسائل الاتصال التي توفر التواصل الاجتماعي والغوص في عالم التكنولوجيا والمعرفة أيضاً. وذهب أصحاب مقاهي الإنترنت إلى إغلاق أبوابها، وأقدم أغلبهم على تغيير النشاط التجاري نحو ما هو أكثر رواجاً واستقطاباً للزبائن.

خلال السنوات الأخيرة الماضية عرفت مقاهي الإنترنت ازدهاراً لافتاً، وكان الإقبال عليها من طرف الشباب واسعاً، لكن اليوم تحول كثير منها إلى "أشباح تجارية" يقول ابراهيمي سيد علي صاحب محل الإنترنت لـ"العربي الجديد".

ويشير إلى أنه "قبل سبع سنوات كانت محلات الإنترنت في الجزائر تعج بالزبائن، لكنها اليوم تواجه واقع السوق الذي يحكمه العرض والطلب"، مضيفاً "اليوم أرغمت على التوجه نحو نشاطات إضافية مع الإبقاء على أجهزة الكمبيوتر المتصلة بالإنترنت، مثل الخدمات الخاصة بطباعة البحوث ونسخها وحجز تأشيرات السفر، فضلاً عن بيع الكتب وبعض اللوازم الدراسية، لتخفيف العجز الذي تسبب به العزوف الكبير للزبائن عن استعمال الإنترنت".


هذه النشاطات وجدت ضالتها لدى طلبة الجامعات والتلاميذ الذين يحتاجون إلى طبع مقرراتهم الدراسية والمحاضرات وغيرها، يقول جمال سعدي لـ"العربي الجديد"، خاصة أن كثيرين باتوا يستعملون الهواتف الذكية للوصول إلى الشبكة العنكبوتية، ما يجنبهم عناء التنقل إلى محلات الإنترنت.

ومن منطلق "مصائب قوم عند قوم فوائد" فكساد عمل مقاهي الإنترنت قابله رواج لتجارة أجهزة الاتصال من هواتف ولوحات ذكية في سوق واعد في الجزائر، تحتدم فيه المنافسة على استقطاب الزبائن.
المساهمون