لا يكاد شارع أو حي في المدينة الساحلية يخلو من عدد من المقاهي التي تتنافس في ما بينها على تقديم الخدمات والمشروبات لجذب زبائنها، سواء من أبناء المنطقة التي توجد فيها أو غيرهم من زائري المدينة من المصريين والأجانب، والذين يعتبرونها أشبه ما تكون بالنوادي الاجتماعية والصالونات السياسية.
كما يُنظر إلى المقاهي، التي تعتبر من معالم المدينة الساحلية وتتردد عليها مختلف الشرائح والفئات الاجتماعية، على أنها ترمومتر الحياة المصرية تتعرف من خلالها على أهم مشاكل البلاد ونمط حياة المواطنين، فضلاً عن ارتباط بعضها بأسماء روادها، ولكلٍ منهم مقهاه المفضّل، مثل الشيوخ والفنانين وعمال التراحيل.
وقال أحمد عبد الكريم، مدير مقهى عبد الكريم، الشهير بمنطقة سيدي جابر المحطة، وسط الإسكندرية: إن المقهى يستقبل يومياً مختلف شرائح المجتمع للاستمتاع وتمضية بعض الأوقات في الألعاب أو تجاذب أطراف الحديث مع الأصدقاء حول الموضوعات الشخصية أو العامة.
وأشار إلى وجود عدد محدود من المقاهي التي لها تاريخ وطابع مميّز تشتهر به عن غيرها في المحافظة، والغالبية العظمى منها تختلف حسب الموقع والحي الذي توجد فيه، وبالتالي يختلف زبائنها وتختلف اهتماماتهم، والتي تغيّرت بشكل كامل مع تغير الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للبلاد، إلا أن معظمهم يتفقون في احتساء المشروبات الباردة والساخنة وإن كان على رأسها الشاي والقهوة والشيشة.
ويرى حسن رأفت، مدير مقهى الإسكندرية العالية بميدان الشهداء في منطقة محطة مصر، أن رواد المقاهي، والتي يبلغ عددها أكثر من 12 ألف مقهى تقريباً بالمحافظة، معظمهم من الشباب في العشرينيات والثلاثينيات، مقارنة بالأعمار التي كانت تصل إلى الخمسينيات والستينيات خلال العقدين السابقين، مؤكداً أن ذلك تبعه تغيير في الأجواء العامة للمقهى؛ إذ تحولت من الرزانة والرتابة إلى السرعة والصوت العالي والابتعاد عن العادات والتقاليد.
أما محمد عزت، أحد العاملين بمقهى خفاجي في منطقة الورديان غرب الإسكندرية، فيرى أن تغيّر الأجيال التي ترتاد المقاهي لم يغيّر فقط الجو العام لها بل غيّر من طبيعة الأحاديث والنقاشات التي يسمعها من زبائنه والتي تنحصر ما بين الرياضة ومباريات كرة القدم والشكوى من البطالة وعدم توافر فرص عمل وارتفاع الأسعار.
وأشار إلى أن المقهى تحوّل من مجرد مكان لتمضية الوقت والتسلية إلى أشبه ما يكون بالصالونات السياسية، واستطاع من خلال معاصرته للعديد من الأحداث أن يلعب دوراً مهمّاً وبأشكال عدة، في التأثير بالحياة المصرية بعد أن اتخذها العديد من النشطاء والسياسيين والمثقفين ملتقى ومكاناً لتبادل وجهات النظر، فضلاً عن ارتباط بعضها بأسماء روادها، ولكلٍ منهم مقهاه المفضّل، مثل الشيوخ والفنانين وعمال التراحيل وذوي العاهات، مثل الخرس والأقزام.
ويتفق معه محمود الكردي، أحد عمال مقهى البورصة بمنطقة محطة الرمل، قائلاً: منذ ثورة 25 يناير وحتى الآن، لا صوت يعلو فوق صوت الأحداث السياسية بين مرتادي المقاهي، وكثيراً ما كانت تحدث اشتباكات ومشادات بين الزبائن بسبب التوجهات والآراء التي زادت من حدة الاستقطاب والخصام بين كل طرف، خاصة بعد الانقلاب العسكري.
وأضاف: قد يختلف الجميع عند وصف الأحداث التي مرت على مصر عقب 30 يونيو/ حزيران، إلا أنهم يتفقون جميعاً على وحشية النظام الجديد، وسوء إدارته للبلاد، وفشله في تحقيق أي من مطالب أو طموحات وأحلام المواطنين، وخاصة البسطاء منهم.
ويختلف معه أحمد خليل (47 عاماً)، الذي يجلس على طاولة مجاورة وأمامه الشيشة وأكواب الشاي قائلاً: رغم أن عدد المقاهي زاد، إلا أن الارتباط بالمقهى قلّ عن الماضي بعد أن تغيّر الدور التقليدي للمقهى كمكان لتمضية الوقت والتسلية، بعد أن احتلت الأرصفة والطرقات، وأصبح معظم روادها أو السواد الأعظم منهم عاطلين من العمل أو يعانون الفراغ، ليس لديهم أي شيء يفعلونه بسبب الظروف المادية السيئة، لذلك تجد معظم الزبائن من الباعة وعابري السبيل.
وتابع: في الفترة الأخيرة، تحوّل المقهى إلى مكان للنميمة وشرب الشيشة أو للاسترزاق من قبل قطاعات عديدة، إذ تجلس فيه مجموعات من العاملين في مجال البناء والهدم، والأعمال الكهربائية والسباكين والشيّالين وغيرهم. بغرض انتظار لقمة العيش، وأصبحت المقاهي بمرور الوقت مقراً ثابتاً لهم، ويقصدها كل من يحتاج لخدماتهم على مدار اليوم. في المقابل غابت جلسات المثقفين وكبار الكتّاب بعد أن افتقدوا الخصوصية بسبب الضوضاء والأدخنة المحيطة بهم في هذه الأماكن.
كما يُنظر إلى المقاهي، التي تعتبر من معالم المدينة الساحلية وتتردد عليها مختلف الشرائح والفئات الاجتماعية، على أنها ترمومتر الحياة المصرية تتعرف من خلالها على أهم مشاكل البلاد ونمط حياة المواطنين، فضلاً عن ارتباط بعضها بأسماء روادها، ولكلٍ منهم مقهاه المفضّل، مثل الشيوخ والفنانين وعمال التراحيل.
وقال أحمد عبد الكريم، مدير مقهى عبد الكريم، الشهير بمنطقة سيدي جابر المحطة، وسط الإسكندرية: إن المقهى يستقبل يومياً مختلف شرائح المجتمع للاستمتاع وتمضية بعض الأوقات في الألعاب أو تجاذب أطراف الحديث مع الأصدقاء حول الموضوعات الشخصية أو العامة.
وأشار إلى وجود عدد محدود من المقاهي التي لها تاريخ وطابع مميّز تشتهر به عن غيرها في المحافظة، والغالبية العظمى منها تختلف حسب الموقع والحي الذي توجد فيه، وبالتالي يختلف زبائنها وتختلف اهتماماتهم، والتي تغيّرت بشكل كامل مع تغير الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للبلاد، إلا أن معظمهم يتفقون في احتساء المشروبات الباردة والساخنة وإن كان على رأسها الشاي والقهوة والشيشة.
ويرى حسن رأفت، مدير مقهى الإسكندرية العالية بميدان الشهداء في منطقة محطة مصر، أن رواد المقاهي، والتي يبلغ عددها أكثر من 12 ألف مقهى تقريباً بالمحافظة، معظمهم من الشباب في العشرينيات والثلاثينيات، مقارنة بالأعمار التي كانت تصل إلى الخمسينيات والستينيات خلال العقدين السابقين، مؤكداً أن ذلك تبعه تغيير في الأجواء العامة للمقهى؛ إذ تحولت من الرزانة والرتابة إلى السرعة والصوت العالي والابتعاد عن العادات والتقاليد.
أما محمد عزت، أحد العاملين بمقهى خفاجي في منطقة الورديان غرب الإسكندرية، فيرى أن تغيّر الأجيال التي ترتاد المقاهي لم يغيّر فقط الجو العام لها بل غيّر من طبيعة الأحاديث والنقاشات التي يسمعها من زبائنه والتي تنحصر ما بين الرياضة ومباريات كرة القدم والشكوى من البطالة وعدم توافر فرص عمل وارتفاع الأسعار.
وأشار إلى أن المقهى تحوّل من مجرد مكان لتمضية الوقت والتسلية إلى أشبه ما يكون بالصالونات السياسية، واستطاع من خلال معاصرته للعديد من الأحداث أن يلعب دوراً مهمّاً وبأشكال عدة، في التأثير بالحياة المصرية بعد أن اتخذها العديد من النشطاء والسياسيين والمثقفين ملتقى ومكاناً لتبادل وجهات النظر، فضلاً عن ارتباط بعضها بأسماء روادها، ولكلٍ منهم مقهاه المفضّل، مثل الشيوخ والفنانين وعمال التراحيل وذوي العاهات، مثل الخرس والأقزام.
ويتفق معه محمود الكردي، أحد عمال مقهى البورصة بمنطقة محطة الرمل، قائلاً: منذ ثورة 25 يناير وحتى الآن، لا صوت يعلو فوق صوت الأحداث السياسية بين مرتادي المقاهي، وكثيراً ما كانت تحدث اشتباكات ومشادات بين الزبائن بسبب التوجهات والآراء التي زادت من حدة الاستقطاب والخصام بين كل طرف، خاصة بعد الانقلاب العسكري.
وأضاف: قد يختلف الجميع عند وصف الأحداث التي مرت على مصر عقب 30 يونيو/ حزيران، إلا أنهم يتفقون جميعاً على وحشية النظام الجديد، وسوء إدارته للبلاد، وفشله في تحقيق أي من مطالب أو طموحات وأحلام المواطنين، وخاصة البسطاء منهم.
ويختلف معه أحمد خليل (47 عاماً)، الذي يجلس على طاولة مجاورة وأمامه الشيشة وأكواب الشاي قائلاً: رغم أن عدد المقاهي زاد، إلا أن الارتباط بالمقهى قلّ عن الماضي بعد أن تغيّر الدور التقليدي للمقهى كمكان لتمضية الوقت والتسلية، بعد أن احتلت الأرصفة والطرقات، وأصبح معظم روادها أو السواد الأعظم منهم عاطلين من العمل أو يعانون الفراغ، ليس لديهم أي شيء يفعلونه بسبب الظروف المادية السيئة، لذلك تجد معظم الزبائن من الباعة وعابري السبيل.
وتابع: في الفترة الأخيرة، تحوّل المقهى إلى مكان للنميمة وشرب الشيشة أو للاسترزاق من قبل قطاعات عديدة، إذ تجلس فيه مجموعات من العاملين في مجال البناء والهدم، والأعمال الكهربائية والسباكين والشيّالين وغيرهم. بغرض انتظار لقمة العيش، وأصبحت المقاهي بمرور الوقت مقراً ثابتاً لهم، ويقصدها كل من يحتاج لخدماتهم على مدار اليوم. في المقابل غابت جلسات المثقفين وكبار الكتّاب بعد أن افتقدوا الخصوصية بسبب الضوضاء والأدخنة المحيطة بهم في هذه الأماكن.