مفضلاتي الـ100 من الكتب (2 - 2)

23 يناير 2019
+ الخط -

في الحلقة الثانية أدناه، نستكمل مفضلاتي الـ100 من الكتب. الدفعة الأولى منها جاءت في الرابط التالي:


ونتابع معًا:

38 ـ حديث الأربعاء للدكتور طه حسين: كان أول ما قرأته لعميد الأدب العربي، الذي لا أنصحك أن تفوت له سطراً، لأنك ستستفيد من لغته وطريقته في التفكير وأسلوبه في الكتابة والاشتباك مع التراث العربي والفكر الغربي، وستقدر أكثر مع مرور وتعدد القراءات مواقفه وشخصيته وأسلوبه، وهو من الكتّاب الذين تزيدني إعادة قراءتهم محبة وتقديراً لهم.

39 ـ المقالات النقدية الكاملة لسامي السلاموني: لم يأتِ قبل السلاموني ولا بعده ناقد سينمائي يمتلك أسلوباً ممتعاً ومتفرداً في الكتابة، يجعلك تصفق له إعجاباً حتى وإن اختلفت مع أحكامه النقدية، ما يزيد هذا الكتاب بأجزائه الأربعة جمالاً وخصوصية أنه يمنحك فرصة لإنعاش ذاكرتك السينمائية وتأمل علاقتك بالفرجة وكيف تطورت أو كيف تدهورت؟

40 ـ التخلف الاجتماعي مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور للدكتور مصطفى حجازي: كتاب رائع ساعدني هو وكتاب (الإنسان المهدور) لنفس المؤلف على فهم الكثير مما يحدث في بلادنا المنكوبة.


41 ـ الطاغية دراسة فلسفية لصور من الاستبداد السياسي د. إمام عبد الفتاح إمام: كتاب جميل، وهو مثل الكتابين السابقين للدكتور مصطفى حجازي لم يفقد قيمته مع الزمن للأسف، ولست بحاجة لأن أشرح لك لماذا قلت "للأسف".

42 ـ موال البيات والنوم لخيري شلبي: مع أني أحب أعمالاً كثيرة للحكّاء العظيم خيري شلبي، إلا أن ما يعطي هذا العمل قيمته الخاصة لدي، أنني قرأته في أيام كان حاضراً لدي فيها بقوة هم البيات والعثور على مكان للنوم فيه.

43 ـ الأعمال الشعرية الكاملة لصلاح عبد الصبور: تعرفت على صلاح عبد الصبور بفضل الدكتور طه وادي أستاذ الأدب العربي والذي درّسنا في عامنا الأول بكلية الإعلام بجامعة القاهرة مسرحيته الجميلة (بعد أن يموت الملك)، وأحببتها كثيراً هي ومسرحية (مأساة الحلاج)، ثم اشتريت طبعة أعماله الشعرية الكاملة الصادرة من دار العودة من سور الأزبكية، وكان تأثير أغلب قصائد دواوينه علي صاعقاً في مرحلة التصدع العاطفي المبكرة، أضحك الآن حين أتذكر كيف كانت بعض قصائده تبكيني، لكن قصائد أخرى منها لا زالت تبكيني حتى الآن، ولا أظن أن كثيراً من شعره سيفارقني أبداً.


44 ـ رأيت رام الله لمريد البرغوثي: كتاب رائع أحببت أيضاً جزءه الثاني (ولدت هناك ولدت هنا)، كان نثر مريد البرغوثي مدخلي إلى محبة شعره العظيم، كان أول ما قرأته له كشاعر ديوانه (رنة الإبرة) ولم أفوت بعدها قراءة سطر مما كتبه.

45 ـ الحركة السياسية في مصر 1945 – 1953 لطارق البشري: أستطيع أن أصف تأثير قراءتي له لأول مرة أنه كان تأثيراً صاعقاً، ساعدني الكتاب على إزالة الكثير من الأوهام عن تاريخ مصر قبل 1952 وفهم الكثير من الأوهام التي سادت ما بعد 1952.

46 ـ نجيب محفوظ صفحات من مذكراته لرجاء النقاش: من أجمل كتب السير الذاتية التي قرأتها ومن أكثرها إلهاماً، وإلى جواره أحب سلسلة الكتب التي صدرت للأستاذ رجاء عن مكتبة أطلس وضمت عدداً من أهم مقالاته التي كان ينشرها في صحيفة (الأهرام) ويقوم فيها بعرض الكثير من الكتب التي ما كنا لنعرف شيئاً عنها لولا أسلوبه الجميل في قراءتها وتأملها.

47 ـ فجر الإسلام لأحمد أمين: كنت قد قرأت لأحمد أمين قبلها كتابه (زعماء الإصلاح في العصر الحديث) فأحببت أسلوبه، لكن محبتي له تضاعفت بعد أن قرأت له هذا الكتاب، وأصبح بعدها من كتابي المفضلين الذين لا يخيب أملي أبداً حين أقرأ لهم.

48 ـ اسطنبول الذكريات والمدينة لأورهان باموق ترجمة عبد القادر عبد اللي: صالحني هذا الكتاب على أورهان باموق الذي كنت قد فشلت قبلها في إكمال رواية له، وساعدني كتاب آخر له هو (ألوان أخرى) بترجمة سحر توفيق على تعميق محبتي له، فقرأت كل أعماله التي سبقت هذين الكتابين، وعشقت روايته (اسمي أحمر) التي لم أكن قد نجحت في إكمالها، وأصبحت أنتظر كل كتاب جديد له بشغف.

49 ـ دليل المسلم الحزين لحسين أحمد أمين: قبل أن أسعد بالتتلمذ على يديه، كنت قد تعرفت عليه ككاتب من خلال عدة مقالات ساخرة كان ينشرها في يوميات صحيفة (الأهالي) وجمعت بعد ذلك في كتاب لم يعد طبعه كثيراً عنوانه (رسالة من تحت الماء)، لذلك تعاملت مع عنوان (دليل المسلم الحزين) لأول وهلة بوصفه عنواناً ساخراً، كنت حسن الحظ حين اشتريت طبعة من مكتبة مدبولي نشرت الكتاب، بصحبة كتاب جميل آخر هو (حول الدعوة إلى تطبيق الشريعة الإسلامية)، وأدخلني الكتابان المتصلان المنفصلان في حالة عصف ذهني، ودفعاني لقراءة المزيد من الكتب في الموضوع ذاته، كما أنهما أوقعاني في محبة أسلوب الأستاذ حسين وقدرته المدهشة على المحاججة ونقد آراء خصومه، فضلاً عن ثقافته الموسوعية التي لم أر لها مثيلاً.


50 ـ السامريون الأشرار الدول الغنية والسياسات الفقيرة وتهديد العالم النامي لـ هاجون تشانج ترجمة أحمد شافعي: أول كتاب يصالحني على الكتب الاقتصادية التي كنت أجد صعوبة في قراءتها، قرأت كل ما ترجم للمؤلف إلى العربية، وأصبحت أجد قراءة الكتب الاقتصادية أسهل بعد أن أدركت بفضل تشانج مدى أهميتها في فهم الكثير مما يحدث لنا في هذه الأيام السوداء.

51 ـ أعترف أنني قد عشت ـ مذكرات بابلو نيرودا ـ ترجمة محمود صبح: تحمست لقراءتها بسبب ما كان كتبه عنها الأستاذ رجاء النقاش في (الأهرام)، ووجدتها تستحق كل ما يكتبه عنها، تأثرت بها كثيراً ولا زلت أعود لقراءتها باستمتاع من حين لآخر.

52ـ قصص أليس مونرو: تعرفت عليها بفضل الأستاذ أحمد شافعي الذي ترجم لها عدة قصص بديعة، فأصبحت من مدمنيها وأنصحك بقراءة كل ما تجده لها من كتب، خاصة أن أغلب كتبها متاح مجاناً على موقع مؤسسة هنداوي الذي ستجد عليه أيضاً كل أعمال طه حسين وأحمد أمين وغيرهما من الكتاب المتميزين، ولذلك يستحق القائمون عليه كل التقدير والاحترام.

53 ـ تقرير إلى غريكو لنيكوس كازنتزاكيتس ترجمة ممدوح عدوان: لحسن حظي كان أول ما قرأته لكازنتزاكيتس فجاء مدخلاً رائعاً لعالمه الإبداعي الجميل. قراءة هذا الكتاب في هذه الأيام العصيبة التي يعيشها العالم ستساعدك كثيراً على فهم ما يحدث حولنا، خاصة أن ذلك التقرير العظيم كُتِب في أيام أسوأ وألعن من أيامنا هذه بكثير.

54 ـ نوادر ماركو فالدو لـ إيتالو كالفينو ترجمة المحمود إبراهيم: عمل مدهش ومنعش، قرأته بعد عمل مدهش آخر لنفس المؤلف هو (لو أن مسافراً في ليلة شتاء)، والذي سيفتح بدوره شهيتك للقراءة والكتابة، وسيجعلك من مدمني القراءة لكالفينو العظيم.

55 ـ جورج أورويل سيرة حياة لـ برنارد كريك ـ ترجمة ممدوح عدوان: تجربة مبهرة في تتبع سيرة حياة كاتب ومواقفه وتطورها وما عاشه من مشاكل وأزمات، بشكل يتجاوز التأريخ لشخص الكاتب ليصير تأريخاً للعصر الذي عاش فيه، ويساعدك على فهم الكثير عن خطورة الكتابة وتأثيرها على صاحبها وعلى من يقرؤون له ويأخذون ما يكتبه بجدية.


56 ـ الجين تاريخ حميم لسيدهارتا موكرجي ترجمة إيهاب عبد الحميد: تحدثت عنه مؤخراً في قائمة ما أحببته من كتب صدرت في العام الماضي، تأثرت كثيراً بطريقة كاتبه في عرض أفكاره وفي قدرته على تطوير سرده، مما جعل منه واحداً من أكثر الكتب العلمية تشويقاً ومتعة، لا تفوت فرصة قراءته أبداً.

57 ـ أوراق العمر للدكتورلويس عوض: أجمل وأشجع مذكرات قرأتها لكاتب عربي، وقد ساعدتني كثيراً على فهم لويس عوض وتقديره برغم الاختلاف مع بعض شطحاته.

58 ـ طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد لعبد الرحمن الكواكبي: من الكتب التي لست محتاجاً إلى شرح أسباب أهميتها وضرورة قراءتها، لكنك تتمنى أن تعيش اليوم الذي تنتفي فيه الأسباب التي تجعل وجود الكتاب ضرورياً على قائمة أي مواطن عربي للكتب المهمة.

59 ـ تاريخ الجبرتي: أنصحك بتصديق كل ما سبق أن سمعته عن أهمية قراءة هذا الكتاب العظيم، وحين تقرأه ستبادر من تلقاء نفسك لنصح أصدقائك بوضعه على قائمة الكتب التي تستحق إعادة القراءة من حين لآخر.

60 ـ أشعار بالعامية المصرية لصلاح جاهين: بدأت علاقتي بشعر صلاح جاهين من خلال الرباعيات، قبلها كنت أحب أغانيه وأفلامه وبرامجه، وبالطبع كنت أحفظ رباعياته التي غناها سيد مكاوي وعلي الحجار، كان من ضمن مهامي كسكرتير لتحرير صحيفة (الدستور) في إصدارها الأول أن أختار رباعية في كل عدد لنشرها في رأس الصفحة الأخيرة، فبدأت أكتشف رباعيات جميلة لم يكن سيد مكاوي قد لحنها، لتشجعني تلك الرباعيات "الجديدة" وما كتبه عنها يحيى حقي، لقراءة كل ما كتبه صلاح جاهين من شعر لا زال يصاحبني حتى الآن.

61 ـ سنوات ما قبل الثورة (أربع أجزاء) لصبري أبو المجد: جدارية ضخمة لتاريخ مصر السياسي والاجتماعي قبل ثورة يوليو، عليك كقارئ أن تكون صبوراً وتتجاوز عن بعض ما بها من لخبطة وتشوش وإعادات وفتاوى بائسة في الوطنية والسياسة، لكنك ستجد وسط ذلك كله كثيراً من المعلومات المذهلة والمبهرة التي ستقودك إلى كتب ومراجع أخرى عن هذه الفترة المهمة التي أسقطها العسكر من ذاكرة المصريين.

62 ـ الأشياء تتداعى لتشنوا أتشيبي ترجمة سمير عزت نصار: عمل مذهل.


63 ـ العقد الفريد لابن عبد ربه الأندلسي: أول ما قرأته من كتب التراث، كنت قد قرأت مختارات منه أصدرتها وزارة الثقافة السورية في كتاب صغير، فأحببت ما قرأته وتشوقت لقراءة الكتاب الأصلي، لا أعلم مدى جَلَدك على قراءة المجلدات، لكني اتبعت مع هذا الكتاب أسلوب القراءة الانتقائية، فاخترت الفصول التي تهمني مواضيعها، ثم الفصول الأقل أهمية، حتى أنهيت قراءة الكتاب، وشجعتني التجربة على قراءة كتب أخرى لا تقل جمالاً مثل الكامل في اللغة والأدب للمبرد وعيون الأخبار لأبي قتيبة والمستطرف في كل فن مستظرف للإبشيهي.

64 ـ تدبير منزلي لمارلين روبنسون ترجمة سامر أبو هواش: السهل الممتنع، رواية تترك أثراً عجيباً في النفس ويستحيل نسيانها.

65 ـ المثقفون والسلطة في مصر للدكتور غالي شكري: كتاب مهم وممتع، لم يصدر جزءه الثاني للأسف، قرأته في الجامعة وأنا أعد لبحث تخرج، وأحببت بفضله القراءة لغالي شكري.

66 ـ صحراء التتار لدينو بوتزاتي ترجمة معن مصطفى الحسون: معجزة أدبية.

67 ـ أطفال منتصف الليل لسلمان رشدي ترجمة عبد الكريم ناصيف: رواية ممتعة، تستحق إعادة القراءة أكثر من مرة.

68 ـ مختارات أنطون تشيخوف ترجمة الدكتور أبو بكر يوسف: في سنتي الجامعية الأولى كانت أول زيارة لي لمعرض القاهرة للكتاب، وكان الاتحاد السوفيتي قد انهار للتو، وكان من تبعات انهياره أن مؤلفات دار التقدم رادوغا أصبحت تباع برخص التراب في جناحها الذي أصبح اسمه الجناح الروسي، وكان من حسن حظي أن وجدت وسط الزحام الفظيع نسخة متهالكة من مجلدات مختارات تشيخوف الأربعة، وبدأت في طريق عودتي إلى البيت في قراءة أول قصة في المجلد الأول، ولم أفعل شيئاً في الأيام التالية سوى قراءة المجلدات الأربعة التي عرفت أنها القليل مما تركه تشيخوف خلفه، ولا زلت آمل في قراءة كل ما كتبه هذا الكاتب العظيم من قصص ومسرحيات ومقالات ورسائل.


69 ـ الرسائل لفيودور ديستويفسكي ترجمة خيري الضامن: عمل مبهر استفدت منه كثيراً خصوصاً أنني قرأته في نهاية فترة كنت قد توقفت فيها عن الكتابة.

70 ـ المثقفون لبول جونسون ترجمة طلعت الشايب: كنت مبهوراً في البداية بالنَفَس الفضائحي الموجود في الكتاب، لكنه ساعدني على تجاوز فكرة تمجيد وتقديس الشخصيات التي قدمت عطاءاً مهماً، اكتشفت فيما بعد أن كاتبه أنهى حياته بفضيحة أخلاقية من نفس الصنف الذي كان يحب أن يتتبعه لدى من كتب عنهم، لم يعد للكتاب عندي نفس الأهمية، لكنه كان من الكتب التي حملتها معي خلال سفري، لأن إعادة قراءته مهمة للاستفادة من أسلوبه الرائع، وهو ما يمكن أن ينطبق أيضاً على كتاب (في صالون العقاد كانت لنا أيام) للكاتب أنيس منصور الذي لم أعد أطيق القراءة له، لكنني لا يمكن أن أنسى أسلوبه المبهر في ذلك الكتاب الذي أحبه أكثر من أغلب كتب العقاد نفسه.


71 ـ الخبز الحافي لمحمد شكري: تأثير قراءتها لأول مرة لا يمكن أن يُنسى.

72 ـ الأعمال الروائية الكاملة للطيب صالح: كاتب رائع بكل المقاييس، صاحب أسلوب متفرد في الكتابة.

73 ـ الأميّة سيرة الكاتبة لأغوتا كريستوف ترجمة محمد آيت حنا: كتاب مدهش أدين له بالتقدير والعرفان، لأنه عرّفني على هذه الكاتبة العظيمة.

74 ـ العمى لجوزيه ساراماجو ترجمة محمد حبيب: ولا يمكن أن أفصل عن هذه الرواية في الأهمية والجمال امتدادها الروائي (البصيرة) والتي ترجمها أحمد عبد اللطيف.

75 ـ الأعمال الشعرية الكاملة لشارل بودلير ترجمة رفعت سلام: عمل رائع وملهم، أحرص على إعادة قراءة بعض صفحاته من حين لآخر.


76 ـ باولا لإيزابيل الليندي ترجمة صالح علماني: أول ما قرأته لها، وشجعني على قراءة باقي أعمالها التي استمتعت بالكثير منها، وكان آخر ما أحببته لها مذكراتها (حصيلة الأيام)، بعد ذلك هناك شيء ما حدث لما تكتبه، لكني حين أتذكر ما بقي في وجداني وذاكرتي من (باولا) أتسامح معها من جديد.

77 ـ ما وراء الخير والشر لنيتشه: أول كتاب قرأته لنيتشه، لم أقرأه بترجمة علي مصباح التي صدرت عن منشورات الجمل، قرأته في طبعة أصدرتها دار الفارابي، لم أعد أذكر اسم المترجم للأسف، لكني أتذكر أنني تأثرت بالكتاب كثيراً واستفزتني الكثير من أفكاره، وتشجعت لقراءة (هكذا تكلم زرداشت)، وأصبحت بعدها أحب قراءة كتب الشذرات الفلسفية مثل كتب سيوران. لم أعد أنبهر بنفس القدر بكثير مما كان يبهرني من أفكار نيتشه، أتذكر تعبيراً قرأته لأحد نقاده يقول إن نيتشه بارع في الدفاع عن مواقف متناقضة، وإقناع قارئه بالشيء وعكسه، لكني مع ذلك لا زلت أنبهر بأسلوبه في الكتابة وطريقته في عرض فكرته.


78 ـ الصحوة الإسلامية في ميزان العقل للدكتور فؤاد زكريا: قبله قرأت للدكتور فؤاد كتاباً صغيراً عن محمد حسنين هيكل بعنوان (كم عمر الغضب)، وساعدني على التعامل مع كتب هيكل بعقلية نقدية لا تنبهر بحلاوة الأسلوب، وحين قرأت كتاب (التفكير العلمي) بنصيحة من أستاذتي في قسم الصحافة الدكتورة عواطف عبد الرحمن زاد تقديري للدكتور فؤاد زكريا، وأصبحت أحرص على قراءة كل ما يكتبه، لكن هذا الكتاب بالذات له مكانة خاصة عندي.

79 ـ كتاب اللا طمأنينة لفرناندو بيسوا ترجمة المهدي أخريف: كتاب شديد الجمال، بدأت منذ سنوات وخلال إحدى مرات إعادة قراءتي له، في معارضته بشكل ساخر في فقرات قصيرة لم أنشرها بعد.

80 ـ العطر لباتريك زوسكند ترجمة كاميران حوج: من الروايات المذهلة في تأثيرها على النفس والعقل.

81 ـ كابوس مكيف الهواء لهنري ميللر ترجمة أسامة منزلجي: كان أول ما قرأته لهنري ميللر، وقد تأثرت كثيراً بموقفه الساخر من فكرة الوطنية، وشدني أسلوبه للبدء في قراءة بقية أعماله الأدبية، فأصبحت من مريديه.

81 ـ الأيام للدكتور طه حسين: آخر ما قرأته لطه حسين، وأعظم ما قرأته له، كنت طول الوقت أقاوم قراءته لسبب لا أدريه، لكن أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي أبداً.


82 ـ الأعمال الشعرية الكاملة لأمل دنقل: ربما لم أعد أحب كثيراً من قصائده بنفس قدر محبتي لها زمان، لكن لا يمكن أن أنسى التأثير الذي تركته لغة أمل دنقل في نفسي ووجداني

83 ـ عمالقة الأدب الغربي لبرتون راسكو ترجمة دريني خشبة وأحمد قاسم جودة: تعرفت على هذا الكتاب بالصدفة، وجدت جزءه الثاني في مكتبة مهملة داخل شقة مهجورة لأحد زملائي في الجامعة، سمح لنا أن نأخذ منها كتابين فقط، اخترت هذا الكتاب والجزء الأول من الشوقيات، سحرني الكتاب لأنه كان مختلفاً في تقديمه لتراجم كتاب كبار كنت أحفظ أسماءهم لكني لم أقرأ لهم شيئاً من قبل، بحثت عن جزئيه الأول والثالث لسنوات فلم أجده إلا مؤخراً، شجعني على القراءة لأسماء كثيرة أحببت تقديمه لها بشكل إنساني لا يخجل من ذكر النواقص والعيوب. كتاب ممتع جداً.

84 ـ قصة الحضارة لويل ديورانت ترجمة محمد بدران: كل عام أقرأ منه جزءاً واحداً، ويتوقع أن أنهيه بعد أربع سنوات، الفترة التي أخصصها لقراءته في كل عام من أجمل فترات القراءة وأكثرها إمتاعاً.

85 ـ صندوق الدنيا لإبراهيم عبد القادر المازني: من أجمل ما قرأت للمازني، الذي أصبح بعد هذا الكتاب واحداً من أهم كتابي المفضلين، لا زال المازني للأسف من أقل كتّاب العربية العظام حظاً وتقديراً.

86 ـ العنف والسخرية لألبير قصيري ترجمة محمود قاسم: قرأتها فور صدورها عن سلسلة روايات الهلال وكان تأثيرها علي صاعقاً، انبهرت بالفكرة والشخصيات والأسلوب، وظللت أتتبع كل أعمال قصيري القليلة، وحين قرأت فيما بعد انتقادات للترجمة استغربت لأني لم أشعر بوجود مشكلة حين قرأت، لكنني حين قرأت رواية (ألوان العار) شعرت أنها أكثر إحكاماً وأن لغتها أفضل، ومع ذلك فقد وجدت نفس ملامح العالم الروائي الذي أحببته حين قرأت هذه الرواية الجميلة لهذا الكاتب الفريد.


87 ـ نداء الشعب للدكتور شريف يونس: أهم كتاب يمكن أن تقرأه عن تاريخ مصر بعد ثورة يوليو، لا يمكن وصف أهميته وضرورته لفهم وتحليل الفترة التعيسة التي نعيشها الآن.

88 ـ عيون الغرباء لفتحي غانم: بدأت قراءة قصص هذه المجموعة حين كانت تنشر في أعداد متفرقة من مجلة (روز اليوسف) سنة 1992، لم أكن قبلها قد قرأت شيئاً لفتحي غانم، وجدت له بعدها رواية (حكاية تو)، أعجبتني جداً، وبدأت في تتبع أعماله الجميلة التي أرشح لك منها أيضاً (زينب والعرش) و(ست الحسن والجمال).

89 ـ وقفة قبل المنحدر لعلاء الديب: أول ما قرأته لأستاذي الحبيب، وهو الكتاب الذي جعلني أسعى للتعرف عليه بشكل شخصي، أحببت بعدها عالمه الروائي خصوصاً رائعته (أيام وردية)، وقرأت بفضله مئات الكتب الجميلة والمهمة، لكن يظل لكتابه هذا أهمية خاصة عندي، لأنه جعلني أفكر مبكراً في معنى الذاكرة وأهميتها كسلاح للمشتغل بالثقافة، وفي تراجيديا اغتراب المثقف عن مجتمعه وطبيعة علاقته بالسلطة. في سنة 2005 كتبت مقالاً بعنوان (وقفة تحت المنحدر) أتحدث فيه عن علاقتي بالكتاب بعد مرور سنوات على قراءته الأولى، لا أجد عنواناً مناسباً لوصف موقعنا من المنحدر الآن، لكنني لا زلت وسأظل أتذكر كلمات علاء الديب عن أهمية أن تكون لديك ذاكرة لا تقبل الصفح أو العزاء، لأنها ستكون سلاحك الوحيد للمواجهة.


90 ـ غراميات مرحة لميلان كونديرا ترجمة محمد التهامي العماري: هي أول ما قرأته لكونديرا، قرأتها في طبعة أصدرتها دار الآداب، استلفتها من الأستاذ إبراهيم عيسى، لا أذكر للأسف اسم مترجم طبعة الآداب، لكنني بفضل ترجمته الرائقة انبهرت بأسلوب كونديرا، وأصبح بعدها من كتابي المفضلين.

91 ـ التطهير العرقي في فلسطين لإيلان بابيه ترجمة أحمد خليفة: كتاب شجاع وعظيم ويساعد في فضح الكثير من المفاهيم الرائجة بين المواطنين "الشرفاء" عن القضية الفلسطينية.

92ـ الأعمال الكاملة لمحمود درويش شعراً ونثراً: مهما صنعت السنين والقراءات والتجارب من مسافة نفسية وعقلية بيني وبين كتابة محمود درويش، يظل التأثير الذي تركته كتابته عليّ أقوى من تجاوزه ونسيانه.

93 ـ الأسس العملية لكتابة السيناريو تأليف لويس هيرمان وترجمة مصطفى محرم: أجمل الكتب التي قرأتها عن فن كتابة السيناريو، وأكثرها فائدة وعملية.

94 ـ دور الصدفة والغباء في تغيير مجرى التاريخ لإيريك دورتشميد: قد لا يكون من أعمق ما قرأته من دراسات تاريخية، لكنه من الكتب التي تأثرت بأسلوبها وطريقة صنعها كثيراً.

95 ـ حفلة التيس لماريو بارجاس يوسا ترجمة صالح علماني: عمل ممتع، عرفني على كاتب عظيم استمتعت بكل ما كتبه.

96 ـ في نفس المركز أضع ثلاثة أعمال درامية أحببتها كثيراً وتأثرت بها هي عدو الشعب لهنريك إبسن والخراتيت ليوجين يونسكو وموت بائع متجول لآرثر ميللر، وسيشجعك كل منها على قراءة المزيد من أعمال مؤلفيها العظام، وبالطبع لا يوجد أي سبب لوضعها في نفس المركز، سوى محاولة التحايل على شرط المائة كتاب بشكل أكثر وضوحاً ووقاحة من محاولات التحايل السابقة.


97 ـ النوافذ المفتوحة مذكرات الدكتور شريف حتاتة: عمل شجاع وملهم وحزين.

98ـ حادثة شرف ليوسف إدريس: أعترف أنني لم أعد أحب كتابة يوسف إدريس بنفس قدر حبي لها وله حين كنت طالباً جامعياً، لكني لا يمكن أن أتجاوز تأثير هذه المجموعة بالتحديد عليّ كقارئ، وكيف ظللت منبهراً بها لفترة طويلة، ولا أزال أفضلها من بين كل أعمال يوسف إدريس. من أجمل ما قرأته عن أهمية يوسف إدريس التي تتجاوز ما يبقى لديك من أثر كتابته، ما كتبه الكاتب الجميل محمد مستجاب في كتابه (حرق الدم) عن الدور الذي لعبه يحيى حقي في حرث مساحة من أرض الكتابة، ولولا ذلك لتأخر ظهور يوسف إدريس كثيراً، وهو نفس الدور الذي لعبه يوسف إدريس حين ظهر في بداية الخمسينات، حيث قطع الطريق على الكتابة المسالمة الطيبة التي أمتعنا بها كتاب القصة السابقون عليه ـ مثل محمود البدوي وتيمور ويوسف السباعي وغيرهم ـ "وكيف اجتاح عالم الكتابة بأسلوبه الشرس الطازج الذي يشرّ سوائل فوارة، حتى أنك كنت ولا زلت تسمع الصوت الهادر لحركة أفكاره وقلمه وورقه وأهدافه"، وهو رأي أتفق معه تماماً، ولذلك لا أعتقد أن أي مهتم بالكتابة يمكن أن يتجاهل دور يوسف إدريس وأهميته الإبداعية، حتى لو خفت بمرور الزمن تأثير كتابته مقارنة بكتّاب آخرين يتوهج تأثيرهم ويتعاظم مع مرور الأيام.

99 ـ حصاد السنين للدكتور زكي نجيب محمود: كتاب عظيم، كانت قراءته المبكرة لي مهمة، لأدرك أنه من العبث أن يتوصل الإنسان إلى قناعات فكرية مبكراً ويقضي وقتاً أطول من اللازم في الدفاع عنها، قبل أن تكشف له الأيام خطئها أو تؤكد له صحتها، وأنه لا شيء يقتل الإنسان أكثر من اليقين المطلق المحصّن ضد الشك.

100ـ مذكرات شارلي شابلن: حتى لو لم تكن مشتغلاً بالفن أو مهتماً بفكرة العلاقة مع الجمهور، ستعني لك هذه المذكرات الكثير، خصوصاً إذا كان شارلي شابلن هو فنانك الاكثر تفضيلاً، وفيلمه (أضواء المدينة) فيلمك الأكثر تفضيلاً، لكن هذا ليس موضوعنا الآن، ولذلك تعال نؤجل الحديث عن مفضلاتي المئة من الأفلام لوقت آخر، تكون فيه قد أكملت وضع قائمتك الخاصة بمفضلاتك المئة من الكتب.
605C8788-2DB9-4AE6-9967-D0C9E0A2AD31
بلال فضل
كاتب وسيناريست من مصر؛ يدوّن الـ"كشكول" في "العربي الجديد"، يقول: في حياة كل منا كشكولٌ ما، به أفكار يظنها عميقة، وشخبطات لا يدرك قيمتها، وهزل في موضع الجد، وقصص يحب أن يشارك الآخرين فيها وأخرى يفضل إخفاءها، ومقولات يتمنى لو كان قد كتبها فيعيد كتابتها بخطه، وكلام عن أفلام، وتناتيش من كتب، ونغابيش في صحف قديمة، وأحلام متجددة قد تنقلب إلى كوابيس. أتمنى أن تجد بعض هذا في (الكشكول) وأن يكون بداية جديدة لي معك.