مفاوضات السلام والاستقرار يهيمنان على الدورة الـ14 لـ"منتدى الدوحة"

13 مايو 2014
أمير قطر خلال افتتاح المنتدى (وكالة الأنباء القطرية)
+ الخط -

دعا وزير الخارجية القطري، خالد العطية، في افتتاح "منتدى الدوحة ومؤتمر إثراء المستقبل الاقتصادي للشرق الأوسط"، الذي حضره أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، إسرائيل إلى مراجعة قرارها وقف المفاوضات مع الفلسطينيين، محذراً من أن عليها أن تدرك مخاطر ضياع فرصة تحقيق السلام.

واعتبر في المنتدى الذي يعقد تحت شعار "رؤى حول الاستقرار العالمي ... الاستراتيجي والاقتصادي والتنموي"، أن "التحدي الأكبر في منطقة الشرق الأوسط ما تواجهه عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل من صعوبات وعقبات"، بعدما توقف مطولاً عند الأزمة السورية، داعياً مجلس الأمن الدولي إلى فرض وقف إطلاق النار.

وأكد العطية أنه "يصعب بل، يستحيل، تحقيق السلام العالمي والاستقرار المنشود في المنطقة، إلا عقب التزام إسرائيل بأساس عملية السلام ومبادئها، وفق مقررات الشرعية الدولية، من خلال حل الدولتين الذي توافق عليه المجتمع الدولي".

وشدد على أن "غياب الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية يهدد بما لا يدع مجالاً للشك كافة محاولات السعي نحو تحقيق وترسيخ الاستقرار والأمن في المنطقة".

كما دعا المجتمع الدولي والولايات المتحدة إلى "مواصلة جهودهم لتحقيق عملية السلام حتى لا يتفاقم العنف والصراع في المنطقة وتنعكس تداعياته الخطيرة على السلم والاستقرار العالمي".

وأكد على "تعميق قيم الحوار والتسامح وعدم الإقصاء الطائفي أو السياسي وتعزيز مبادئ حقوق الإنسان".

ولفت العطية إلى أن "الشعوب العربية قدمت أرواحها، وما تزال، من أجل الحرية والكرامة والحكم الرشيد، وأنه من أجل بناء مستقبل يتحقق فيه طموح الشعوب في حياة أفضل، يتعين تحقيق التوازن بين تطلعات الشعوب في الأمن والاستقرار والتحول الديمقراطي، عبر احترام مقومات الشرعية والعدالة، وتعميق قيم الحوار والتسامح وعدم الإقصاء الطائفي، أو السياسي، وتعزيز مبادئ حقوق الإنسان".

من جهته، أكد نائب رئيسة الأرجنتين، أمادو بودو، في كلمته، ضرورة تحقيق الاستقرار الاقتصادي كمدخل لحل أزمات وصراعات عديدة.

وقال إن أسباب الأزمة الاقتصادية الحالية تتشابه مع الأزمة التي ضربت العالم في الثلاثينيات من القرن الماضي، محذراً من أن زيادة الفقر والبطالة وانعدام فرص العمل ستؤدي إلى تفجر الصراعات المجتمعية، وتسبب الانهيار الاجتماعي.

بدوره، تحدث مساعد الرئيس السوداني، عبد الرحمن الصادق المهدي، عن فشل المجتمع الدولي في تحقيق أهداف الألفية. واعتبر أن ما يغذي حالة عدم الاستقرار التي تشهدها مناطق مختلفة من العالم أن 20 في المئة من سكان العالم يحظون بـ80 في المئة من الدخل.

بدوره، رأى رئيس ألبانيا السابق، رجب كمال ميداني، أن الأزمات التي تشهدها مناطق مختلفة تعود بالعالم إلى حقبة الحرب الباردة. وشدد على أن الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين لم يؤثر على العالم العربي فحسب، بل على العالم بأسره، وعلى الاستقرار الإقليمي.

وحذر رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق، دومنيك دو فيلبان، من أن البشرية باتت تعيش في عالم غير مستقر، وأن أية شرارة يمكن لها أن تشعله.

وعزا ذلك إلى ما وصفه بفائض القوة، وقال إن التدخل العسكري في العراق كان رمزاً لفشل الغرب. وأن فائض الأيديولوجيا يسبب حالة عدم توازن تنتهي باستخدام القوة، وبالتالي، ليس من المصادفة أن يتهاوى النظام، كما يحصل في العراق الآن، ويحصل في أوكرانيا.

يذكر أن منتدى الدوحة ومؤتمر إثراء المستقبل الذي تنظمه اللجنة الدائمة للمؤتمرات في وزارة الخارجية القطرية، قد عقد أولى دوراته العام 2001، تمهيداً للاجتماع الوزاري لمنظمة التجارة العالمية، الذي استضافته الدوحة في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام نفسه.
وحمل اسم المؤتمر القطري-الأميركي حول الديمقراطية والتجارة الحرة، قبل أن يحمل اسم منتدى الدوحة ومؤتمر إثراء المستقبل.

المساهمون