أنهت نساء مغربيات مشاركات في برنامج محو الأمية الذي أطلقته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في المساجد، كتابة جميع كلمات المصحف التي تناهز 77 ألف كلمة، قبل أن يتم تجميعها بين دفتي مصحف واحد.
ويرتقب أن يستقبل العاهل المغربي، الملك محمد السادس، في أحد ليالي شهر رمضان عددا من النساء اللائي تفوقن في برنامج محو الأمية، وساهمن في كتابة المصحف، ليقمن بتسليم نسخة المصحف للملك، قبل تكريمهن لحصولهن على معدلات مرتفعة في امتحانات السنة الدراسية الجارية لمحو الأمية.
وساهمت الحاجة طاما، التي تتعلم الكتابة في أحد مساجد حي الفرح بالعاصمة الرباط، في كتابة كلمة في المصحف، وقالت لـ"العربي الجديد"، إنها كتبت كلمة "ثمود" الواردة في سورة الأعراف، وتابعت أنها كلفت بالكلمة وفق توجيهات المشرفة على تدريسها، مبرزة أن الأمر لم يكن سهلا، وأنها عملت كل ما في استطاعتها لتكتب الكلمة القرآنية وفق الخط القرآني المطلوب.
وقالت السيدة المغربية إنها تحدت الظروف العائلية لتعلم الكتابة والقراءة، كما تحدت أحوالها الصحية من جراء إصابتها بالسكري، وأضافت أنها قررت المشاركة في كتابة المصحف بالخط القرآني المطلوب، طلبا لمرضاة الله أولا، وثانيا لتساهم في رسم هذا المصحف الفريد من نوعه"، مبرزة أنها وجدت صعوبة في رسم حرف الدال من كلمة "ثمود"، لأنه تتعين كتابته بشكل معين يوافق الخط القرآني.
وتكمل السيدة أنها كانت تذهب في الصباح إلى المسجد لحضور الدروس، وتعود مسرعة إلى المنزل لتحضير وجبة الغذاء لعائلتها، ثم تعكف على أوراقها للتدرب على كتابة الكلمة المطلوبة منها.
وحرصت وزارة الأوقاف على أن لا يتم الكشف عن أسماء السيدات الناسخات للمصحف، بسبب عددهن الكبير، لكن عددا منهن سيقابلن العاهل المغربي في نهاية رمضان تكريما لهن على التعلم وعلى إنجاز نسخة المصحف.