أشاد باحثون، استضافهم معهد الشرق الأوسط في واشنطن، بإجراء الانتخابات النيابية في كل من العراق ولبنان، في الأسبوعين الماضيين، وذلك خلال ندوة ناقشت تأثير نتائج تلك الانتخابات على مستقبل الحياة السياسية في البلدين.
وشارك في الندوة كل من الباحث بول فارس وهو نائب مدير معهد الشرق الأوسط، والباحث في برنامج الدراسات الأمنية في المعهد بلال صعب، والباحث في مركز دراسات هوبكنز والخبير بالشأن العراقي عباس كاظم، والباحث المتخصص بالشأن الكردي في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى بلال وهاب، ومدير قسم العراق في مركز غريفون بارتنرز، عمر النداوي. وقد أدارت النقاش الباحثة في معهد الشرق الأوسط، رندة سليم.
ورأى بول فارس أن مجرد إجراء الانتخابات اللبنانية، بعد مضيّ تسع سنوات على آخر انتخابات برلمانية، يعتبر إنجازاً مهماً. وفي قراءته النتائج التي أفرزتها انتخابات السادس من أيار، لاحظ فارس أن "حزب الله حقق فوزاً سياسياً محدوداً من خلال حصوله مع حركة أمل على 26 نائبا من أصل 27 نائبا شيعيا في مجلس النواب اللبناني، المؤلف من 128 نائبا، موزعين على جميع الطوائف اللبنانية".
ورأى بلال صعب أن اتجاهات التصويت السني وتدنّي نسب المشاركة في الاقتراع حملت رسالة اعتراض على هيمنة حزب الله على الحياة السياسية في لبنان. وأشار إلى أن "خسارة تيار المستقبل بقيادة سعد الحريري، عددا من المقاعد في بيروت وطرابلس، هي تعبير عن الاعتراض السني".
وعلى صعيد الموقف الأميركي، توقّع صعب تردّي العلاقات الأميركية اللبنانية في ظل إدارة ترامب، لافتاً إلى أنّ بعض الأصوات في إدارة ترامب وفي الكونغرس ما زالت تطالب بوقف المساعدات العسكرية الأميركية للجيش اللبناني، وتشديد العقوبات المالية على حزب الله.
وفي شأن انتخابات العراق، توقف الباحث عباس كاظم عند التقارير التي تشير إلى فوز لائحة مقتدى الصدر، وتوقّع مفاوضات شاقة بين الكتل النيابية لتشكيل الحكومة، مشيرا إلى احتمال قيام تحالف بين كتلة الصدر وكتلة رئيس الحكومة حيدر العبادي، في مواجهة كتلة رئيس الحكومة السابق نوري المالكي.
ومن جهته، رأى عمر النداوي أن المالكي سيحاول الاستعانة بإيران من أجل وضع عراقيل أمام قيام تحالف بين الصدر والعبادي.
أما الباحث في الشأن الكردي بلال وهاب، فتحدث عن الشق الكردي من الانتخابات العراقية وتأثير نتائجها على مستقبل الخلافات بين أربيل وبغداد. وأشار إلى التقارير التي تحدثت عن عمليات تزوير في انتخابات السليمانية لصالح حزب الاتحاد الكردستاني.