معصوم يدعم بناء الجيش العراقي

31 اغسطس 2015
الجيش بُني على أسس طائفية إبان الاحتلال الأميركي(Getty)
+ الخط -
يسعى وزير الدفاع العراقي، خالد العبيدي، إلى إعادة بناء الجيش من جديد، بعد أن تعرض للتهميش والإقصاء من خلال إغفال دوره في المعارك ضدّ "تنظيم الدولة الاسلاميّة" (داعش)، وتقديم مليشيات "الحشد الشعبي" عليه من خلال التسليح والإعداد، فيما حصل الوزير على دعم من رئيس الجمهورية، فؤاد معصوم، لإعادة بناء الجيش، وفقاً لأسس وطنيّة.

وقال مصدر في وزارة الدفاع، لـ"العربي الجديد"، إنّ "العبيدي يسعى لإعادة بناء المؤسسة العسكرية من جديد، وجعلها المؤسسة الأولى في العراق، مُستغلاً فرصة تراجع مليشيات الحشد في المعارك بكافة القواطع"، مُوضحاً أنّ "الوزير حصل على تطمينات ودعم من قبل رئيس الجمهورية، على السعي المشترك لبناء المؤسسة وفقاً لأسس وطنية، وبعيدة عن الطائفية والعنصريّة".

وأضاف، أنّ "معصوم وعد الوزير بالتحرّك لاستغلال فرصة الإصلاحات، التي يسعى رئيس الوزراء لتطبيقها، وجعل إصلاح المؤسسة العسكرية ضمن خطته"، مبيناً أنّ "العبيدي يعمل حالياً على وضع خطة متكاملة لإصلاح المؤسّسة واعتماد معيار الكفاءة والمهنية، والاعتماد على ضباط الجيش السابق ممّن يتمتعون بالمهنيّة والنزاهة".

في غضون ذلك، أكّد رئيس الجمهورية "ضرورة الاهتمام بتطوير قدرات الجيش كونه مؤسسة وطنية مهمتها الحفاظ على الأمن والاستقرار والمكتسبات الوطنية العليا وتأمين سيادة البلاد".

وذكر بيان صدر عن مكتب الرئيس، أمس الأحد، أنّ "معصوم أكّد خلال استقباله، وزير الدفاع ضرورة تركيز الاهتمام على تطوير قدرات الجيش من نواحي التسليح والتدريب والتجهيز"، مؤكّداً أنّ "الجيش مؤسسة وطنية مهمتها الحفاظ على الأمن والاستقرار والمكتسبات الوطنية العليا، لاسيما في الوقت الحاضر، إذ يخوض العراق حرباً مصيرية على الإرهاب نيابة عن العالم أجمع".

وأشاد، بـ"الإنجازات والانتصارات التي حققها الجيش، أخيراً، في جميع قواطع العمليات".

من جهته، أشاد وزير الدفاع بـ"اهتمام الرئيس ومتابعته للوضع العسكري في مسرح العمليات".

وأكّد البيان، أنّ "وزير الدفاع استعرض مع الرئيس سير العمليات العسكرية الجارية حالياً في الأنبار وصلاح الدين، فضلاً عن الاستعدادات التي تجري لتحرير الموصل والمناطق الأخرى". مشيراً إلى "الدور الذي تؤديه مختلف صنوف الجيش في مقارعة الإرهاب".

وشدّد العبيدي، على أن "المعنويات وروح المبادرة عند الجنود تتصاعد يوماً بعد آخر، وهناك إصرار وعزيمة لدحر الإرهاب والقضاء على الزمر الإرهابية وتحرير كامل الإراضي، واستعادة الأمن والطمأنينة".

بدوره، رأى الخبير العسكري عبد العظيم الشمري، وهو لواء ركن متقاعد من الجيش السابق، أنّ "الظرف الحالي مواتٍ جدّاً للتحرك لإعادة بناء وهيكلة المؤسسة العسكريّة".

وأوضح الشمري، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أنّ "إغفال دور الجيش والدفع بالحشد الشعبي إلى الواجهة أثبت فشل الحشد بتصدر المشهد الأمني العراقي، من خلال تراجعه في غالبية قواطع المعارك، مما منح (داعش) فرصة إعادة غالبية المناطق التي سلبت منه، ويوسع من دائرة سيطرته، الأمر الذي أصبح لا يخفى على أحد، مما أثبت للجميع الحاجة لإعادة الاعتماد من جديد على الجيش العراقي، الذي يتمتع بخبرة كبيرة في القتال وإدارة دفة المعارك".

وأشار إلى أنّ "بناء المؤسسة العسكرية يجب أن يكون بإعادة النظر في القادة والآمرين الذين تم تنصيبهم لأسباب حزبية وطائفية بعيداً عن المهنية".

يشار إلى أنّ الجيش العراقي بني عقب الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003، على أسس طائفيّة وحزبيّة، ما تسبّب في انكساره عقب دخول (داعش) الى الموصل وعدد من المحافظات الأخرى في يونيو/حزيران 2014، فيما أغفل دوره بشكل كامل بعد تشكيل مليشيا "الحشد الشعبي" التي حظيت بالتمويل والتسليح على حساب الجيش.

اقرأ أيضاًالعراق: منع 60 قائداً عسكرياً ومسؤولاً من السفر