معصوم والجبوري يدعوان لميثاق مشترك لحل أزمات العراق

09 ديسمبر 2015
معصوم: التحدي الأول للبلاد هو الإرهاب (فرانس برس)
+ الخط -
حذّر رئيسا الجمهورية فؤاد معصوم، والبرلمان سليم الجبوري، من خطورة المرحلة التاريخيّة التي يمر بها العراق، فيما دعوا إلى تشكيل لجنة سياسية للتفاهم على ميثاق سلم مشترك بدعم من الحكومة والأمم المتحدة؛ لحل المشاكل في البلاد.

وقال معصوم، في كلمة له اليوم الأربعاء افتتح بها الملتقى التشاوري للمحافظات الست (بغداد وصلاح الدين وكركوك ونينوى والأنبار وديالى)، إنّ "التحدي الأول الذي يواجهه العراق هو الإرهاب، وإنّ من أساسيات عوامل انتصارنا على الإرهاب هو معالجة التشظي في مواقفنا وتمتين وحدتنا الوطنية بما لا يدع مجالاً لتسلل نفوذ الإرهاب، لأنّ البيت الذي لا يحكم إغلاق نوافذه وأبوابه يكون دائماً عرضة لعبث الريح به".

وأضاف "نحن نتقدم بخطوات في إطار البناء والإصلاح والتقدم الأمني، كما تيسير متطلبات المصالحة الوطنية"، مشيراً بالقول إنّنا "نختلف سياسيّاً، ولكن لابد أن نتحد خاصة اليوم عندما يتعرض العراق لهذه الهجمة الشرسة".

وأوضح رئيس الجمهورية "نحن نحيا في مناخ دولي وإقليمي مشحون بالانقسامات ومحفوف بالإرادات المتنافرة والمصالح المختلفة، ولن نستطع أن نكون منعزلين عما يحصل حولنا في العالم، لكنّنا وسط هذا المناخ وما نواجه فيه من تحديات نستطيع النجاح والحفاظ على بلدنا وعلى مصالح شعبنا من خلال وحدة موقفنا".

وتابع معصوم: "كل دعم ومساعدة نحتاج إليها وتعيننا في اجتثاث الإرهاب، ولكن فقط من خلال قنوات الدولة العراقية ومن خلال ما يؤكّد سيادتنا ولا يمس استقلالها"، داعياً جميع العراقيين سواء في الحكم والبرلمان أو خارجهما ومن المؤمنين بعراق ديمقراطي إلى "العمل بروح شجاعة وإرادة حقيقية صادقة لتحقيق متطلبات المصالحة الاجتماعية ونبذ روح التفرقة والعمل على محاصرة كل عوامل التطرف والتشدد والكراهية، وتعزيز روح المواطنة والتآخي والشراكة".

من جهته، حذّر رئيس مجلس النواب، من "خطورة المرحلة التي يمر بها العراق".

ودعا الجبوري في كلمته، إلى "إيجاد استراتيجية سياسية لمواجهة الإرهاب في ظل الكثير من الملفات العالقة"، مشدّداً على ضرورة دعم "السياسيين للإصلاحات والمصالحة بالتوازي من خلال المبادرات العملية لخدمة أهلنا".

وأشار إلى أنّ "هناك مشاكل تواجه الدولة عبر وجود خندقين؛ الأول يسعى لبناء الدولة وعمليتها السياسية، والثاني يسعى لهدمها واستغلال أدواتها، ومن الخطأ أن يصنف العراق على أساس دولة مكونات".

وأكّد أنّ "سكان المحافظات الست واجهوا أقسى الظروف الصعبة، حيث واجه الأطفال والنساء مأساة النزوح، وواجه رجالها أوجاعاً أكبر ومن الصعب أن يعيشوا في ظرف العوز، وكان لرجالها مواقف بطوليّة مع إخوانهم من القوات الأمنيّة".

ودعا الجبوري إلى "تشكيل لجنة سياسية للتفاهم على ميثاق سلم مشترك بدعم من الحكومة والأمم المتحدة؛ لحل المشاكل التي تولدت من الإرهاب"، مؤكّداً على "ضرورة أن تشهد بغداد لقاءات التحاور لوضعها الداخلي بعيداً عن المزايدات والاستقواء بالخارج والأجندات الخارجية".

وشدّد على "ضرورة تفعيل الاتفاق السياسي، ومنح الحكومة وقتاً إضافياً لتحقيقه، وأن تعمل الحكومة بما يضمن سلامة الناس والشروع بجدولة لإعادة جميع النازحين، وإحالة المتحفظ على عودتهم للقضاء وإنهاء الصراعات داخل هذه المناطق".

ودعا الحكومة والبرلمان والكتل السياسية والمراجع الدينية إلى "تنفيذ مطالب المحافظات الست، وأن تشمل المصالحة جميع العراقيين وفق القضاء العادل، وحسم ملفات المعتقلين كذلك دعوة نواب وممثلي مجالس المحافظات إلى العمل ضمن الدستور ووفق اللامركزية والتعاون مع المركز".

اقرأ ايضاً: العراق: محاولة أخيرة لإنقاذ مشروع المصالحة ومخاوف من الفشل