معرض لرائدات الفن التشكيلي المغربي

28 أكتوبر 2018
(الشعيبية طلال، من المعرض)
+ الخط -
"رحلة إلى ينابيع الفن" عنوان معرض يجمع أعمالاً للفنانات المغربيات الشعيبية طلال (1929 – 2004)، وفاطمة حسن الفروج (1945 – 2011)، وراضیة بنت الحسین (1912 – 1994)، والذي افتتح الثلاثاء الماضي في "متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر" في الرباط، ويتواصل حتى الثالث والعشرين من كانون الثاني/ يناير المقبل.

الجمع بين التشكيليات الثلاث أثار جدلاً، باعتبار أن الشعبيبة هي فنانة عرضت أعمالها خارج بلادها منذ عقود ونالت شهرة عالمية واسعة بينما الفروج وبنت الحسين لم تتجاوزا حدود المحلية، ما استدعى ردّ المنظّمين بالقول "فكرنا أنه ينبغي علينا أن نمنح الفرصة لثلاث نساء لديهن لغة مماثلة، للعرض معاً"، بحسب مهدي قطبي رئيس "المؤسسة الوطنية للمتاحف" في المغرب.

باستثناء أن الشعيبية وفاطمة وراضية قد ظهرن في الفترة الزمنية ذاتها؛ أي الستينيات، فإن تجاربهن تبرز التباين الهائل في تعامل كلّ واحدة مع اللوحة والفن عموماً، ومحاولة إشراكهن تحت يافطة الفن الفطري (الساذج) تبدو متعسفة حيث لم يشر بيان المعرض إلى ذلك الناظم بين أعمالهن ما يبرر عرضها في صالة واحدة.

راضية بنت الحسينرغم محاربة الساحة الفنية للشعيبية طلال منذ معرضها الأول عام 1966، إلا أنها واصلت العمل على عوالمها الطفولية وفراديسها المفقودة المتمثلة في الطبيعة التي تعج بالألوان الحية والصاخبة، مستحضرة سنوات طفولتها الأولى في البادية كردّ على إكراهات الواقع وأزماته.

رصدت في لوحاتها مشاھد من الحیاة الیومیة، سواء أكانت احتفالیة كالطقوس المصاحبة لمراسم الزفاف، أو المناظر الطبیعیة القروية التي تعرض الأشكال الإنسانیة والحیوانیة والنباتیة في كثیر من الأحیان متشابكة، وملونة، ومزينة حتى التشبع.

تلتقط الشعيبية وجوه النساء وترسمهن محاطات ببذخ الطبيعة وصخب الألوان والأزياء والزخارف والأشكال، كأنها تحتفي بهن معلنة عن تواطئها معهن على توحيد حكايتها بحكايتهن وملامحها بملامحهن، في أعمال تجريدية توظّف خلالها الفنون الشعبية والحرف التقليدية المغربية خلال تكرارها للوجوه والأشكال والزخارف والخطوط والألوان أيضاً.

في أعمال راضية بن الحسين، نقف على طيور ومناظر طبيعية وأيائل وشخصيات مسكونة بالحركة والصخب كنوع من مسرحة الانفعال والعفوية الكامنة في الحياة والبحث عن كل ما هو مرتبط بالخصب والولادة وبالتالي بالطفولة، وفق هندسة لونية تحاكي الواقع ولا تبتعد عنه بوصفه حلماً أو مساحة محتشدة بالجمال والبهجة الذي يعبّر عنه اللون بشكل أساسي ومركزي.

أما فاطمة حسن الفروج فكانت أول فنانة تقيم معرضاً فردياً عام 1961، والتي اشتغلت في كثير من أعمالها على الاحتفالية كطقس وفرجة من خلال اهتمامها بأدق التفاصيل التي تبرز إشارات ورموز من الميثولوجيا المغربية، حيث تقترب أكثر من أجواء فنتازية وغرائبية.

دلالات
المساهمون