ونوهت الصحيفة في تقرير أعده معلقها للشؤون الاستخبارية يوسي ميلمان، إلى أن نتنياهو أوكل مهمة إجراء الاتصالات الهادفة إلى تحقيق هذا الإنجاز إلى مجلس الأمن القومي في ديوانه الذي يرأسه مئير بن شابات، لافتا إلى أن السعي لتنظيم هذه الزيارة "سيوظف ضمن الحملة الانتخابية ولمواجهة خصوم حزب الليكود" الذي يقوده نتنياهو.
وأشار ميلمان إلى أن نتنياهو معني بتنظيم زيارة للمغرب أو السودان، على اعتبار أن مثل هذا التطور سيقدمه كإنجاز أمام الجمهور الإسرائيلي.
واستدرك أن تدشين علاقات دبلوماسية مع السودان لم يعد ممكنا في أعقاب ردة الفعل الجماهيرية والسياسية العارمة التي تفجرت في الخرطوم، مشيرا إلى أن الرئيس السوداني عمر البشير بات يعي أن زيارة نتنياهو للخرطوم ستمثل مخاطرة كبيرة له ولنظامه.
واعتبر معلق الشؤون الاستخباراتية أنه "لو تعلق الأمر بالبشير فسيكون سعيدا لو تمكن من استقبال نتنياهو في الخرطوم، بسبب انعكاسات هذه الخطوة الإيجابية في واشنطن ودورها المحتمل في منح نظامه شرعية دولية".
وشدد ميلمان على أن اليأس "لم يتسرب" إلى ديوان نتنياهو، مشيرا إلى أن الديوان يسعى لإقناع البشير بأن يوافق على الأقل بالسماح لطائرات شركة "إل عال" الإسرائيلية بالتحليق في الأجواء السودانية لتقليص مدة الطيران إلى أميركا الجنوبية.
وذكّر بأن كلا من السعودية وعمان سمحتا لطائرات الخطوط الجوية الهندية المتجهة لإسرائيل بأن تحلق في أجوائهما، مضيفاً في هذا السياق أن ديوان نتنياهو يجري اتصالات مع دولة مالي بهدف إقناعها بالموافقة على تدشين علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، على اعتبار أن مثل هذا التطور يعزز من صدقية الرسائل التي تمررها حملة نتنياهو الانتخابية، على اعتبار أن مالي دولة إسلامية.
وأوضح أن إسرائيل تعرض على مالي السلاح والعتاد لمساعدتها في مواجهة الجماعات المسلحة المنضوية في إطار تنظيم "القاعدة".
واستدرك ميلمان أن نتنياهو في حال لم يتمكن من إقناع مالي بتدشين علاقات مع إسرائيل، فإنه سيعمد إلى تنظيم زيارة إلى دولة جنوب السودان، التي تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل وترتبط معها بشراكات استخبارية واستراتيجية قوية.
وأشارت "معاريف" إلى أن السبب الرئيس للتقارب بين إسرائيل وما يسميه "العالم السني" يعود بشكل أساس إلى التقاء المصالح، وتحديدا متطلبات مواجهة إيران واتجاهات توسعها في المنطقة.
ورأت أن الدول "العربية السنية" تقدر بشكل كبير إمكانيات إسرائيل في مجال التقنيات المتقدمة والسايبر، وهو ما يجعل هذه الدول معنية بتدشين علاقات أمنية واستخبارية مع إسرائيل.
وذكر الموقع الإسرائيلي أن جهاز الموساد، المسؤول عن تدشين وبناء العلاقات مع الدول العربية "السنية" يعمد إلى تنظيم لقاءات بين مسؤولين إسرائيليين ومسؤولين في هذه الدول، مشيرا إلى أن قيادات في الجيش الإسرائيلي تجري لقاءات مع قيادات في جيوش هذه الدول.
ولفت إلى أن نتنياهو يحرص على التباهي بأن الدول العربية كانت تشترط بناء علاقات مع إسرائيل بحل القضية الفلسطينية وبتواصل المفاوضات مع ممثلي الفلسطينيين، مشيرا إلى أن هذه الدول باتت معنية بالعلاقة مع إسرائيل بغض النظر عن طابع تعاطي تل أبيب مع القضية الفلسطينية.