على الرغم من تراجع إصدار الألبومات الفنية هذا العام لأسباب عديدة، على رأسها جائحة كورونا، لا يزال "اللوك" الفني يشغل بال المغنيات أو الممثلات، وكذلك مجموعات المتابعين والمعجبين.
لسنوات خلت، ظلت صورة غلاف الألبوم الغنائي محركاً أساسياً لأي إنتاج جديد، واتخذت مجموعة من المنفذين تبني عملية التصوير وإعداد الخطة العامة، والفكرة الرئيسية المبنية على مواضيع خاصة من أغاني الألبوم.
الفنانة السورية أصالة نصري موجودة هذه الأيام في بيروت لإنجاز مجموعة من الصور الخاصة بألبومها الغنائي الجديد "لا تستسلم". اختارت نصري مصمم أزيائها المعروف نيكولا جبران، والمصور إيلي رزق الله، لتنفيذ مجموعة من الصور الغريبة هذه المرة التي ربما لا تقترب من أجواء الألبوم الغنائية، كونه باللهجة الخليجية (يضم 20 أغنية)، بحسب ما ذكرت أصالة على صفحتها الخاصة على "إنستغرام"، بعد أن نشرت مجموعة من الصور الخاصة التي التقطت بطريقة مستحدثة جداً على أصالة وابتعدت عن كلاسيكيات التصوير لتدخل إطار الحداثة التقنية.
هذا ما يضع أصالة نصري مجدداً على سكة الضياع في المظهر، والأزياء. أصالة الفنانة العربية الوحيدة التي لا تتبع خطاً أو نهجاً محدداً في اختيارها الألبسة التي ترتديها، وحتى وهي بعيدة عن المسرح أو الحفلات. ربما لم تكن تعلق على "مظهرها" الذي التزم بكلاسيكية محدودة من دون إبداع في معظم صورها أو أغلفة ألبومها السابقة، في حين أن شركات الإنتاج التي تتولى إصدارات إليسا هي التي تفرض صوراً أو فكرة لتنفيذها في نهاية الأمر في السنوات السابقة، كان كل ما يطلب من أصالة مجرد التوجه إلى جلسة التصوير من قبل بعض المتخصصين بأمور المساعدة التقنية الفنية producer، وفرض ما يرونه مناسباً بغض النظر عن مستوى المغنية أو قيمتها أو تراتبيتها في صفّ النجومية، والتصنيف.
تؤكد جيهان داية، مساعدة في إحدى شركات التصوير في بيروت، أن الشركة "بداية تضع نمطاً خاصاً بالفنانة أو المغنية، بحسب ما تريد، ونخرج بالاتفاق جميعاً على تنفيذ هذا المشروع". تقول داية إن المخرج الراحل يحيى سعادة هو من كرس هذا الفنّ، "واستطاع خلال السنوات الماضية أن يجعل من جهة "اللوك" أساساً لأي عمل فني ننوي القيام به، لكن بعض الفنانات يحاولن التدخل من باب الحفاظ على صورة محدودة في أذهان الناس، يرفضون على سبيل المثال القيام بعمل يرون فيه خرقاً لمسيرتهم أو لسياسة ترويجية خاصة، ولو نجح اللوك لحاول الفنان تبنيه".
إليسا، قبل شهر ونصف الشهر، أصدرت ألبومها الجديد "صاحبة رأي" الذي تضمن 16 أغنية، وذلك بعد فترة انتظار طويلة وتأخر ستة أشهر.
اعتمدت إليسا على بداياتها الفنية، واستغلت مقولة "آخر الدوا الكيّ"، فأظهرت "الشرشف" الأبيض الذي انتقدت به بداية حياتها الفنية ورقصت به هذه المرة بثقة عالية كفعل تحدٍّ أمام المنتقدين. وكذلك الأمر بالنسبة لفاكهة الرمان التي ظهرت وسط الصورة، ليضعنا هذا الظهور أمام التساؤل حول رمزية فاكهة الرمان، وما تمثله بحسب بعض الميثولوجيات، من "قيامة" أمام تخبط امرأة تحدثت في أكثر من أغنية عن الحب والمواجهة، والخيانة.