وكانت العديد من القوى السياسية والاجتماعية قد دعت إلى إحياء ذكرى جلاء المستعمر الفرنسي، والذي يصادف اليوم الـ 17 من نيسان/ أبريل، عبر المشاركة في وضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري لمعركة المزرعة؛ أولى معارك ثوار السويداء ضد الفرنسيين ضمن الثورة السورية الكبرى، والتي قادها ابن السويداء سلطان باشا الأطرش، عقب توافق قيادات الثورة في مختلف المحافظات السورية، ورفع حينها شعار "الدين لله والوطن للجميع".
وأفادت مصادر معارضة من السويداء، في حديث مع "العربي الجديد"، بأن "العديد من القوى السياسية والاجتماعية شاركت اليوم في إحياء ذكرى الجلاء في منطقة المزرعة غرب محافظة السويداء، حيث رفع المشاركون يافطات كتب عليها شعارات ضد الطائفية، ومع وحدة سورية، وحرية الشعب السوري، وأخرى مناهضة للنظام".
ونشر ناشطون معارضون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر عشرات الأشخاص وهم يهتفون "يا لله إرحل يا بشار.. يا لله إرحل يا ملعون مفكر علينا بتمون دم الشهيد ما بنخون ويا لله ارحل يا بشار"، و"سورية لينا ما هي لبيت الأسد... عاشت سورية ويسقط بشار الأسد"، و"الدين لله والوطن للجميع"، و"واحد واحد واحد الشعب السوري واحد"، و"وغالي الدم السوري غالي"، و"ابن الجبل للأبد داعس داعش والأسد"، إضافة إلى العديد من الشعارات الأخرى المماثلة لهذه الشعارات.
كما قام العشرات من الشباب بالتظاهر في ما كان يعرف بـ"ساحة الرئيس حافظ الأسد"، هاتفين "ما أحلى الموت على صوت الحرية"، و"الله سورية وكرامة وبس"، و"هذه ساحة الكرامة"، علماً أن أبناء المحافظة كانوا قد حطموا تمثال الأسد الأب الذي كان يقبع في هذه الساحة وهي في منتصف المدينة، عقب اغتيال قائد رجال الكرامة وحيد البلعوس العام الماضي.
وكانت السويداء قد شهدت مؤخراً العديد من المظاهرات والاعتصامات المناهضة للنظام وإجراءاته ضد الرافضين للالتحاق بقوات النظام، والذين يزيد عددهم عن 33 ألف شاب، في حين استطاع الأهالي، إضافة إلى فصيل رجال الكرامة المسلح، الحد من مسألة اعتقال الشباب لإلحاقهم بالخدمة العسكرية، ما جعل النظام يتصيد أبناء المحافظة في مناطق خارج المحافظة.
يشار إلى أن سكان السويداء هم من المسلمين الدروز، ولم تشهد المحافظة أعمالاً عسكرية كبيرة، باستثناء بعض المناوشات المحدودة، في حين استقبل أهالي المحافظة أكثر من 300 ألف نازح من مختلف المحافظات السورية، في حين يوجد قيادات من أبناء المحافظة ضمن قوى المعارضة السورية، إضافة إلى عدد من الذين انخرطوا في العمل العسكري والإعلامي والإغاثي، في المناطق التي خرجت عن سيطرة النظام.