ومع ساعات المساء الأولى، توافد مئات المتظاهرين باتجاه ساحة التحرير في بغداد، وبعد موجة اشتباكات وإطلاق نار كثيف وقنابل الغاز من قبل عناصر الأمن على المتظاهرين الذين حاولوا عبور جسر الأحرار، وسقوط قتلى وجرحى بين المتظاهرين، أقدمت القوات الأمنية على إغلاق الجسر بحواجز اسمنتية، ليصبح رابع جسر مغلق بالحواجز قرب المنطقة الخضراء بعد الجمهورية والسنك والمعلق، من أصل 12 جسراً في بغداد.
وبعد موجة الاشتباكات تلك، أعلنت مفوضية حقوق الإنسان العراقية، "مقتل 3 أشخاص وإصابة 150 آخرين، في تظاهرات اليوم"، مبينة في بيان صحافي، أن "الضحايا بينهم أفراد من الجيش". إلا أن مصادر طبية عراقية أكدت وفاة اثنين خلال قيام أصحاب عربات التكتك بنقلهم إلى المستشفى، ما رفع الحصيلة إلى خمسة بينهم فتى في السادسة عشر من عمره، بينما سجل في كربلاء قتيل جديد أعلنت عنه العتبة العباسية المقدسة في المدينة القديمة بكربلاء قالت إن منتسباً لها يُدعى علي حسين التميمي قُتل برصاص "جهة أمنية غير منضبطة"، في كربلاء خلال عمليات فض تظاهرات ليلة أمس.
بدوره اتهم قائد عمليات بغداد، الفريق الركن قيس المحمداوي، من وصفهم بـ"المندسين"، بـ"التسبب بحادثة جسر الأحرار في العاصمة، فيما حذر من أن قطع الطرق أمر غير مشروع، ويتسبب بالضرر للتظاهرات ذات المطالب المشروعة"، وقال المحمداوي في تصريح متلفز، إن "قطع الطرق غير مشروع ويضر بالتظاهرات"، داعياً من وصفهم بـ "المتظاهرين ذوي المطالب المشروعة، إلى عدم قطع الطرق والتعرض للقوات الأمنية".
مسؤول عراقي في وزارة الصحة، قال في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إن حصيلة الخسائر البشرية في صفوف المتظاهرات باتت غير مصرح بالإعلان عنها من قبل وزارة الصحة، وهي رهن لدى خلية الإعلام الأمني أو قيادة العمليات المشتركة.
وبيّن أن "وزارة الصحة ترفع التقرير الدوري لها بشكل يومي لمكتب رئيس الوزراء، وجرى إبلاغ الأطباء والموظفين الصحيين بعدم الإدلاء بأي تصريح للصحافيين حول عدد القتلى والجرحى، كما تم التوجيه بمنع دخول الصحافيين للمستشفيات وردهات الطوارئ ودوائر الطب العدلي".
وحول عدد الضحايا، قال "حتى عصر اليوم كانت الحصيلة 265 قتيلاً ونحو 12 ألف مصاب منذ الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي".
وفي الجنوب العراقي، حاصر المتظاهرون في كربلاء، مبنى القنصلية الإيرانية لليوم الثاني على التوالي، والتي تحيطها القوات العراقية بكثافة، واستطاع المتظاهرون رغم إطلاق الغاز المسيل للدموع عليهم، أن يتسلقوا الجدار الخارجي للقنصلية وينزلوا العلم الإيراني ويرفعوا العلم العراقي بدلاً عنه.
وشهدت محافظة البصرة اعتصامات كبيرة أمام مقر الحكومة المحلية، وبينما حاول المعتصمون الوصول إلى المبنى، أطلقت القوات الأمنية الغاز المسيل للدموع لتفريقهم، فيما فرضت أجهزة الأمن حظراً على التجوال في بلدة أم قصر، خوفاً من التظاهرات قرب الميناء، بعد تجمع مئات المتظاهرين في البلدة.
محافظة ذي قار شهدت بدورها أيضًا، مساء اليوم، مواجهات وإطلاق نار حي وقنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين، ما أسفر عن إصابة 8 منهم بحالات اختناق بعضها خطيرة.
كما شهدت محافظة الديوانية تظاهرات ليلية، واعتصامات وقطعاً للطرق، وسط انتشار أمني مكثف.
وفي ميسان، تستمر التظاهرات الليلية مع تجمع مئات المتظاهرين أمام مقر حكومتها المحلية، وسط هتافات وشعارات ضد النفوذ الإيراني.
من جهته، علق زعيم مليشيا "العصائب" على إحراق جدار القنصلية الإيرانية في كربلاء، ورفع العلم العراقي عليها. وقال الأمين العام للمليشيا، قيس الخزعلي، في تغريدة له إن "حرق جدار القنصلية الإيرانية وتعاطف (الرئيس الأميركي) ترامب ووزير الخارجية الإسرائيلي، هو دليل على الدور الأميركي الإسرائيلي الخليجي بدعم عناصر محلية في تخريب الوضع في العراق".