وجدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم، في اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، تأكيده أن المزاعم أن موسكو تقف وراء تسميم الجاسوس البريطاني السابق وابنته في بريطانيا "لا أساس لها"، فيما دعا الرئيس الفرنسي نظيره الروسي إلى المساعدة في توضيح الهجوم "غير المقبول" بغاز الأعصاب على الجاسوس الروسي السابق.
وجاء في بيان لمكتب ماكرون أن الأخير دعا "السلطات الروسية الى إلقاء الضوء على المسؤوليات في الهجوم غير المقبول، واستعادة السيطرة بحزم على البرامج التي لم يتم الإعلان عنها لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية".
وكان الاتحاد الأوروبي قد دان بشدة، في وقت سابق من اليوم، تسميم العميل الروسي السابق وابنته في بريطانيا، مؤكدا أنه يأخذ اتهامات لندن لموسكو بالوقوف وراء محاولة الاغتيال "بجدية كبيرة".
وقال البيان إن الاتحاد الأوروبي "شعر بالصدمة لاستخدام غاز أعصاب، وهو من نوع قامت روسيا بتطويره، للمرة الأولى على الأراضي الأوروبية منذ أكثر من 70 عاما"، مشيراً إلى أن أي استخدام من هذا النوع هو "انتهاك لمعاهدة حظر الأسلحة الكيميائية، وخرق للقانون الدولي ويقوض الأسس التي يستند إليها النظام الدولي".
بريطانيا - روسيا
وطالب الكرملين، بريطانيا، اليوم إما بتقديم دليل على اتهاماتها الموجهة لروسيا بشأن ضلوعها في تسميم ومحاولة اغتيال سكريبال وابنته يوليا في جنوب إنكلترا، أو الاعتذار، وذلك ردّاً
على اتهام رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي روسيا بالمسؤولية عن محاولة الاغتيال باستخدام غاز الأعصاب.
وقالت ماي، في حديث لشبكة "سكاي نيوز" الإخبارية رداً على سؤال عما إذا كان بوتين يكذب: "أنا واضحة في أن ما رأيناه يظهر أنه ليس هناك استنتاج آخر، سوى أن الدولة الروسية هي المسؤولة عما حدث".
من جهته، اعتبر وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، أن تصريحات روسيا التي تنفي فيها مسؤوليتها عن الهجوم بغاز الأعصاب على العميل المزدوج السابق "عبثية على نحو متزايد".
وكانت رئيسة الوزراء البريطانية قد اتهمت روسيا صراحة بالضلوع في محاولة الاغتيال، وقررت طرد 23 دبلوماسياً روسياً يعملون في سفارة موسكو في لندن ردّاً على الحادث، فيما ردّت روسيا، أمس الأول السبت، بطرد 23 دبلوماسياً بريطانياً لديها، فضلاً عن تعليق أنشطة المركز الثقافي البريطاني.
وردّاً على ماي، اليوم، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إنّه "عاجلاً أم آجلاً، سيتوجب عليهم أن يكونوا مسؤولين عن هذه الادعاءات، وسيتعين عليهم إما تقديم بعض الأدلة أو الاعتذار"، معتبراً أن الاتهامات البريطانية ضد روسيا "صعبة التفسير".
ورفض بيسكوف وصف هذا الوضع بـ"تدهور في العلاقات مع الغرب"، معتبراً أن دافع القيادة البريطانية في توجيه هذه الاتهامات ضدّ روسيا "غير واضح".
وتزامنت تصريحات المتحدث الروسي مع بدء زيارةٍ لفريق خبراء دولي من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى بريطانيا، لتقييم غاز الأعصاب الذي أستخدم في عملية تسميم سكريبال وابنته التي وقعت في الرابع من مارس/آذار الحالي في مدينة سالزبري.
وتأتي زيارة فريق "حظر الأسلحة الكيميائية" إلى بريطانيا بناء على دعوة من لندن للتحقق من غاز الأعصاب الذي استخدم في محاولة الاغتيال، والذي يعرف باسم "نوفيتشوك"، على أن تستغرق عملية التحقق نحو أسبوعين على أقل تقدير قبل إصدار أي نتائج.
السويد تستدعي السفير الروسي
إلى ذلك، رفضت السويد وتشيكيا وسلوفاكيا، اليوم الإثنين، اتهامات موسكو بأنها ربما قامت بإنتاج غاز أعصاب لتسميم الجاسوس سكريبال. واستدعت استوكهولم السفير الروسي لديها للاحتجاج.
وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قد اعتبرت يوم السبت الماضي، أن "المصدر الأكثر ترجيحاً لهذا الهجوم الكيميائي هي دول، دأبت، منذ نهاية تسعينيات القرن الماضي، ولا تزال، على القيام بأبحاث مكثفة على مواد من برنامج نوفيتشوك"، مسمية تلك الدول، وهي "بريطانيا وسلوفاكيا وجمهورية تشيكيا والسويد"، مضيفة أيضاً أنه "ينبغي طرح السؤال كذلك في ما يتعلق بالولايات المتحدة".
ورداً على تصريحات زاخاروفا، أعلنت السويد الاثنين استدعاء السفير الروسي إلى وزارة الخارجية، فيما رفضت وزيرة الخارجية السويدية مارغوت فالستروم اتهامات الكرملين.
وكتبت فالستروم في تغريدة على حسابها على موقع "تويتر": "نرفض بقوة الاتهامات غير المقبولة، ومن دون أساس، التي وجهتها المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية في أن غاز اعصاب أستخدم في سالزبري ربما يكون مصدره السويد. على روسيا أن تجيب عن أسئلة المملكة المتحدة أولاً". أما نظيرها التشيكي مارتن ستروبنسكي فقال إن الاتهامات "لا يمكن بأي طريقة دعمها بأدلة"، فيما نددت وزيرة الدفاع التشيكية كارلا سليشتوفا والمتحدث باسم الرئيس ييري اوفتشاتشيك بالاتهامات بوصفها "غير منطقية". ورفضت وزارة الخارجية في براتيسلافا "أن يتم ربط سلوفاكيا بالأسلحة الكيميائية واستخداماتها".
(فرانس برس، رويترز)