مطالب بإعادة رواتب أسرى ومحرري "وفاء الأحرار"

10 اغسطس 2017
الأسرى يلحّون على إعادة رواتبهم المقطوعة (العربي الجديد)
+ الخط -
طالبت الحركة الفلسطينية الأسيرة في سجن نفحة الإسرائيلي، اليوم الخميس، بضرورة تنفيذ الوعود بإعادة رواتب الأسرى والمحررين في صفقة "وفاء الأحرار"، الذين قُطعت رواتبهم من قبل السلطة الفلسطينية، وذلك بشكل فوري ومن دون تأخير.

وطالب الأسرى، كذلك، في بيان صادر عنهم، تلاه خلال مؤتمر صحافي عُقد اليوم أمام خيمة الاعتصام للأسرى والمحررين المقطوعة رواتبهم في مدينة رام الله، الأسير المحرر في صفقة "وفاء الأحرار"، منصور شماسنة، الفصائل والسلطة الفلسطينية، بالمحافظة على إبعاد قضية الأسرى عن الخلافات الداخلية، والحفاظ عليها كقضية توحّد ولا تفرّق.

في حين قالت الحركة الأسيرة في سجن نفحة إنّه "مما لا شك فيه أن قضية الأسرى كانت وما زالت تُعد إحدى قضايا الإجماع الوطني التي توحّد شعبنا الفلسطيني وتتجاوز الاختلافات والانقسامات. إنها قضية وطنية بامتياز، وقد آلمنا أن يتم قطع رواتب بعض الأسرى الذين خرجوا في صفقة تبادل وفاء الأحرار، والذين ضحوا بأعمارهم في سجون الاحتلال دفاعاً عن الوطن والأقصى والقضية الفلسطينية".

بينما حث الأسرى، المقاومة الفلسطينية، على الإصرار على إنجاز صفقة تبادل بمعايير وطنية مشرّفة تشمل الجميع، كما حصل في صفقة التبادل الأولى.

ووقعت على البيان فصائل من الحركة الفلسطينية الأسيرة في سجن نفحة الصحراوي، وعلى رأسها: حركة فتح، وحركة حماس، وحركة الجهاد الإسلامي، والجبهتان الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين.


من جانبه، قال المحرر منصور شماسنة، لـ"العربي الجديد"، على هامش المؤتمر، إن "الحركة الأسيرة ربما تصدر بيانا يتعلق بالموضوع، وهم يرفضون ما وقع علينا من ظلم".

وحول ما إذا كانت هناك بوادر حل لقضيتهم كما وعدوا في السابق، قال شماسنة: "كل ما في الأمر هو تطمينات إيجابية، أما وجود حلول شافية أو قاطعة فإننا لم نتلق شيئا من أي جهة رسمية".


فيما أكد النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، حسن خريشة، في كلمة له خلال المؤتمر، أن المطلوب هو "توفير حماية شعبية للأسرى والجرحى والشهداء، لأن الشعب الفلسطيني يجب أن لا يتخلى عن مناضليه"، لافتا إلى وجود مقترح من خلال "الحماية الشعبية المادية للأسرى وعائلاتهم بشكل عام".

في حين حث خريشة الفصائل الفلسطينية على ضرورة ممارسة دورها في ما يتعلق بهذه القضية، وأن يتم الاحتكام للقانون فيما يتعلق بقضية رواتب الأسرى، وقال: "يجب أن يبقى صوتنا عاليا في هذا الشأن، وإن استمر الحال على ما هو عليه فلا بد من إيجاد حلول خلاقة".

بدوره، قال الأسير المحرر في الصفقة وعميد الأسرى المحررين الفلسطينيين، فخري البرغوثي، في كلمة له: "كفانا تناقضات فصائلية وخلافات داخلية، ابحثوا عن تجميع الشعب والوحدة الوطنية".

وأضاف: "واجب على السلطة الفلسطينية صغيرها وكبيرها أن تبتعد عن رواتب الأسرى الذين هم جزء من الشعب الفلسطيني، كما يتوجب على كل القوى السياسية بما فيها المعارضة أن تقف موقفاً واضحاً من قضية قطع رواتب الأسرى".

وعقب انتهاء المؤتمر الصحافي، جابت مسيرة شارك فيها العشرات من الشخصيات الفلسطينية وكذلك الأسرى المحررون المقطوعة رواتبهم، وبعض عائلات الأسرى والمحررين، شوارع مدينة رام الله، ورفعت لافتات تؤكد ضرورة إعادة رواتب الأسرى، فيما دعا الأسرى إلى إقامة صلاة الجمعة في خيمة الاعتصام المقامة في ميدان الرئيس الراحل ياسر عرفات في مدينة رام الله، للتضامن معهم ومساندتهم.

ويخوض 16 أسيراً من محرري صفقة "وفاء الأحرار"، بينهم الأسيرة المحررة في الصفقة هنية ناصر، إضرابا مفتوحا عن الطعام ضد قطع رواتبهم من قبل السلطة الفلسطينية، لليوم الثالث عشر على التوالي، وذلك بالتوازي مع خوض اعتصام مفتوح وسط مدينة رام الله منذ 53 يوما، حيث سيكون إضراب المحررين على مرحلتين؛ الأولى يتناولون خلالها الماء والسوائل كالحليب والعصير مع الامتناع التام عن الطعام، ثم مرحلة ثانية يقتصرون فيها على الملح والماء فقط.

في غضون ذلك، يواصل 50 أسيرا من أسرى "وفاء الأحرار" والذين أعادت قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقالهم، إضرابهم المفتوح عن الطعام من داخل سجون الاحتلال، لليوم الثامن على التوالي، احتجاجا على قطع السلطة الفلسطينية رواتبهم، للشهر الثالث على التوالي.

ومنذ مطلع شهر يونيو/حزيران الماضي، قطعت السلطة الفلسطينية رواتب نحو 300 أسير ومحرر ومبعد في صفقة "وفاء الأحرار"، التي أبرمتها حركة حماس في عام 2011 مع إسرائيل برعاية مصرية، مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، وأفرج فيها عن أكثر من ألف أسير، أعادت إسرائيل اعتقال وإعادة الأحكام السابقة للعشرات منهم بعد اعتقالهم قبل نحو ثلاث سنوات.