طالبت هيئة علماء السودان، اليوم الأربعاء، نائب رئيس الوزراء السوداني، وزير الاستثمار، مبارك الفاضل بالتراجع عن دعوته بالتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، واصفة خطوته بالباطلة.
وكان الفاضل دعا في حوار مع فضائية سودانية الأحد الفائت للتطبيع مع دولة إسرائيل لتحقيق مصلحة البلاد، ووجه انتقادات لاذعة للشعب الفلسطيني واتهم بعضهم ببيع القضية، فضلا عن بثه اتهامات لبعض الدول العربية بالمتاجرة بالملف الفلسطيني. ورأى أن القضية الفلسطينية أخرت العالم العربي.
وأحدثت تصريحات الوزير جدلا واسعا في الأوساط السودانية وانقساما حادا بين مؤيد ورافض للخطوة.
وقال رئيس هيئة علماء السودان، محمد عثمان صالح، في تصريح خاص لوكالة السودان للأنباء الرسمية إن دعوة الفاضل للتطبيع مع إسرائيل تعارض ثوابت الأمة الإسلامية ومؤتمر اللاءات الثلاث الذي عقد في الخرطوم 1967، ورفض خلاله الرؤساء العرب أي تفاوض أو صلح أو اعتراف بإسرائيل.
وطالب بضرورة الاحتفاظ بالروح الرافضة للاعتراف بإسرائيل باعتبار أن دواعيها لا تزال قائمة، ودلل بعدد من الآيات التي تمنع المسلمين من التواصل مع من يقاتلونهم في الدين أو يعمدون لإخراجهم من ديارهم، وعملوا على التحريض لقتلهم، مشددا على أن تل أبيب لم تجنح للسلم، ولا تزال تمارس سياسة الانتهاكات للأراضي الفلسطينية، بجانب التضييق على المسلمين في المسجد الأقصى.
إلي ذلك تناقلت الوسائط السودانية تغريدات على تويتر لوزير الاتصالات الإسرائيلي، أيوب قرا، دعا خلالها الفاضل لزيارة إسرائيل، مبديا سعادته باستضافته لدفع العملية السياسية في المنطقة.
وأيد سودانيون بينهم شخصيات تقلدت مناصب رفيعة المستوى في عهد النظام الحالي التطبيع مع إسرائيل، واصفين الفاضل بالشجاع باعتبار أن من يؤيدون الخطوة يفشلون بمجرد التصريح بها.
وتساءل البعض عن أسباب حرمان السودان من بناء علاقات مع إسرائيل في ظل وجود علاقات لها مع دول عربية بينها مصر والأردن والجزائر، فضلا عن دول أخرى تقود علاقات سرية معها كالسعودية والإمارات.
بينما رأى الرافضون أن الحكومة ليس من حقها البت في أمر التطبيع مع إسرائيل لوحدها، باعتبار أن الشارع السوداني جله يقف ضد التطبيع، واعتبروا القضية الفلسطينية قضية تحرر وطني.