فتحت سيطرة قوات سورية الديمقراطية (قسد) المدعومة من التحالف الدولي على الرقة، عاصمة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" ملف المغيبين في سجون التنظيم أو الذين خطفهم عناصره. يبلغ عدد هؤلاء 7419 معتقلاً ومغيباً من مختلف مناطق سورية وفقاً لتقديرات الشبكة السورية لحقوق الإنسان، من بينهم 2500 معتقل من أبناء الرقة وفق ناشطين من المدينة.
ضمت الرقة أكبر سجون ومقرات التعذيب التابعة للتنظيم، والتي بلغ عددها 8 سجون على أقل تقدير، بالإضافة إلى المعتقلات السرية التي كانت منتشرة في شقق سكنية عادية، إلا أن تخليصها من "داعش" لم يرافقه الكشف عن أيّ معلومات عن مصير المعتقلين في هذه السجون أو عن السجلات التي وجدت فيها.
منذ نحو أربع سنوات، تبدأ فاتن عجان (إعلامية) معظم أيامها على شبكة الإنترنت، وتنهيها كذلك، منذ ذلك الحين تحولت قضية اعتقال ابنها المصور عبود حداد مع طاقم تلفزيون "أورينت" على يد تنظيم "داعش" إلى قضية حياتها. تتحدث عن هواجسها لـ"العربي الجديد": "أعيش حالة انتظار، أشبه بالموت البطيء، أمضي أيامي بالخوف والألم المتداخل مع الأمل. أخاف على عبودة من حالة الخوف والرعب التي يعشيها مع رفاقه، أفكر كيف ينقل من سجن إلى آخر، هل كان مقيد اليدين والرجلين؟ هل هو جائع الآن؟ هل يصبر على خوفه ووجعه؟ هل لديه أمل بالخروج من هذا الكابوس؟ هل يفكر بي؟ هل يبكي يومياً كما أفعل؟". تضيف: "حتى في يوم اعتقاله كان يعاني من ألم الشقيقة، كثيراً ما أتساءل إن كانت نوبات الشقيقة ما زالت تصيبه حتى اليوم، أو أتخيل ما يمكن أن يفعل في هذه اللحظات. من الصعب جداً طرد هذه الأفكار، تبقى تفكر فيها في كلّ لحظة، واللحظة عندي دهر من الوجع والألم".
تتابع: "لم أعلق آمالاً كبيرة على تحرير الرقة، فمن وجهة نظري احتمال وجودهم في سجون الرقة ضعيف، والتواصل مع منظمات حقوق الإنسان لم يأتِ بشيء حتى الآن، حتى فصائل الجيش الحر لم تستطع أن تتوصل إلى اتفاق تبادل أسرى مع التنظيم. مع ذلك، حياتي كلّها متعلقة بقضية عبود، لن أفقد الأمل أبداً وسأتابع مسيرة البحث عنه".
أما أبو علي وهو من أبناء مدينة الرقة ووالد سامح أحد المعتقلين في سجون "داعش" فيعبر عن خيبة أمله لعدم إحراز أي تقدم في مصير المعتقلين. يقول: "كنت أعد الأيام لنعود إلى الرقة، ولإعلان السيطرة عليها والقضاء على داعش، ليس لأنّي مع قسد ولا من أجل بيتي الذي نزحت منه ولا محلي التجاري ولا لشيء أملكه، كنت آمل فقط أن نعرف أيّ شيء على سامح، لكنّ كلّ آمالي ذهبت سدى، قالوا لنا إنّ السجون فارغة ولا معلومات عن المسجونين، لكن أليسوا بشراً كيف اختفوا هكذا؟ ما الذي فعلوه بهم؟ هل جرت تصفيتهم؟ أم قتلوا بالقصف؟ لا أحد يملك الإجابة أو يهتم بمصير ابني وغيره من المعتقلين". يضيف: "كلّ ما نريده هو أن نعرف مصيره على الأقل. منذ سنتين تحولت حياتنا إلى كابوس طويل، كبرت خلالها 10 سنوات. نزحنا وخسرنا المال وخسرنا بيتنا لكن لم يكسرنا شيء إلا اختفاء سامح".
اقــرأ أيضاً
من جانبه، يؤكد إبراهيم مسلم، الممثل السابق للإدارة الذاتية الديمقراطية للشؤون الإنسانية في تركيا لـ"العربي الجديد" أنّ "ملف المعتقلين من أهم الملفات. لديّ أصدقاء وأقارب من ضمنهم. المعتقلون من الكرد والعرب والتركمان وغيرهم، وعلى رأسهم أعضاء من المجلس المحلي للرقة المؤسس في نهاية 2012، كالمهندس عبد الله الخليل وأحمد مشو وإبراهيم الغازي والدكتور إسماعيل الحامض، وعدد كبير من الناشطين الإعلاميين والمدنيين والمقاتلين في الجيش الحر. أؤكد لكم أنّ القيادة في قوات سورية الديمقراطية حريصة كلّ الحرص على مصير المعتقلين وتسعى بكلّ الوسائل الممكنة للوصول إليهم، كخطوة تالية لتحرير أهلنا من هذا التنظيم الإرهابي المجرم".
حملات أهلية
أطلق عدد من الناشطين وأهالي المغيبين السوريين في سجون "داعش" حملتي "أين مختطفو داعش؟" و"أين هم؟" للكشف عن مصير أبنائهم. يقول عمر هويدي، وهو من مؤسسي الحملة الأولى، لـ"العربي الجديد": "أحد أهداف الحملة الضغط على قسد لكشف مصير المعتقلين من خلال الوثائق التي وضعوا يدهم عليها في سجون ومقرات داعش، ومطالبتهم بالكشف عن نتائج التحقيقات مع أسرى التنظيم".
اقــرأ أيضاً
ضمت الرقة أكبر سجون ومقرات التعذيب التابعة للتنظيم، والتي بلغ عددها 8 سجون على أقل تقدير، بالإضافة إلى المعتقلات السرية التي كانت منتشرة في شقق سكنية عادية، إلا أن تخليصها من "داعش" لم يرافقه الكشف عن أيّ معلومات عن مصير المعتقلين في هذه السجون أو عن السجلات التي وجدت فيها.
منذ نحو أربع سنوات، تبدأ فاتن عجان (إعلامية) معظم أيامها على شبكة الإنترنت، وتنهيها كذلك، منذ ذلك الحين تحولت قضية اعتقال ابنها المصور عبود حداد مع طاقم تلفزيون "أورينت" على يد تنظيم "داعش" إلى قضية حياتها. تتحدث عن هواجسها لـ"العربي الجديد": "أعيش حالة انتظار، أشبه بالموت البطيء، أمضي أيامي بالخوف والألم المتداخل مع الأمل. أخاف على عبودة من حالة الخوف والرعب التي يعشيها مع رفاقه، أفكر كيف ينقل من سجن إلى آخر، هل كان مقيد اليدين والرجلين؟ هل هو جائع الآن؟ هل يصبر على خوفه ووجعه؟ هل لديه أمل بالخروج من هذا الكابوس؟ هل يفكر بي؟ هل يبكي يومياً كما أفعل؟". تضيف: "حتى في يوم اعتقاله كان يعاني من ألم الشقيقة، كثيراً ما أتساءل إن كانت نوبات الشقيقة ما زالت تصيبه حتى اليوم، أو أتخيل ما يمكن أن يفعل في هذه اللحظات. من الصعب جداً طرد هذه الأفكار، تبقى تفكر فيها في كلّ لحظة، واللحظة عندي دهر من الوجع والألم".
تتابع: "لم أعلق آمالاً كبيرة على تحرير الرقة، فمن وجهة نظري احتمال وجودهم في سجون الرقة ضعيف، والتواصل مع منظمات حقوق الإنسان لم يأتِ بشيء حتى الآن، حتى فصائل الجيش الحر لم تستطع أن تتوصل إلى اتفاق تبادل أسرى مع التنظيم. مع ذلك، حياتي كلّها متعلقة بقضية عبود، لن أفقد الأمل أبداً وسأتابع مسيرة البحث عنه".
أما أبو علي وهو من أبناء مدينة الرقة ووالد سامح أحد المعتقلين في سجون "داعش" فيعبر عن خيبة أمله لعدم إحراز أي تقدم في مصير المعتقلين. يقول: "كنت أعد الأيام لنعود إلى الرقة، ولإعلان السيطرة عليها والقضاء على داعش، ليس لأنّي مع قسد ولا من أجل بيتي الذي نزحت منه ولا محلي التجاري ولا لشيء أملكه، كنت آمل فقط أن نعرف أيّ شيء على سامح، لكنّ كلّ آمالي ذهبت سدى، قالوا لنا إنّ السجون فارغة ولا معلومات عن المسجونين، لكن أليسوا بشراً كيف اختفوا هكذا؟ ما الذي فعلوه بهم؟ هل جرت تصفيتهم؟ أم قتلوا بالقصف؟ لا أحد يملك الإجابة أو يهتم بمصير ابني وغيره من المعتقلين". يضيف: "كلّ ما نريده هو أن نعرف مصيره على الأقل. منذ سنتين تحولت حياتنا إلى كابوس طويل، كبرت خلالها 10 سنوات. نزحنا وخسرنا المال وخسرنا بيتنا لكن لم يكسرنا شيء إلا اختفاء سامح".
حملات أهلية
أطلق عدد من الناشطين وأهالي المغيبين السوريين في سجون "داعش" حملتي "أين مختطفو داعش؟" و"أين هم؟" للكشف عن مصير أبنائهم. يقول عمر هويدي، وهو من مؤسسي الحملة الأولى، لـ"العربي الجديد": "أحد أهداف الحملة الضغط على قسد لكشف مصير المعتقلين من خلال الوثائق التي وضعوا يدهم عليها في سجون ومقرات داعش، ومطالبتهم بالكشف عن نتائج التحقيقات مع أسرى التنظيم".