يكتنف الغموض مصير عدد من أبناء عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) التونسيين "الدواعش" في ليبيا، بعد أن قتل أولياؤهم في الغارات التي شنت على معاقل التنظيم هناك، إذ طالب نشطاء تونسيون سلطات بلادهم لاسيما وزارة الخارجية، بالتدخّل العاجل لحماية هؤلاء الأطفال واستعادتهم.
وتأتي الدعوات بعد تلقي عائلة تونسية اتصالاً من قوات "الردع" الليبية، تعلمهم بوجود حفيدهم تميم الجندوبي الذي لم يتجاوز عمره عامين، في أحد سجونها، منذ مقتل والده في غارة بصبراتة في فبراير/شباط الماضي.
وكشف الناشط الحقوقي مصطفى عبد الكبير، اليوم الثلاثاء، في تصريح لـ"العربي الجديد" عن وجود 14 طفلاً تونسياً حالياً من أبناء الدواعش في ليبيا، وتتراوح أعمارهم ما بين 6 أشهر و7 أعوام، أغلبهم فقدوا ذويهم في القصف الذي طاول صبراتة وخلال معارك أخرى في الأشهر الماضية.
وأفاد عبد الكبير، بأنّ بعض هؤلاء الأطفال موجودون في دور رعاية، أو داخل السجون، أو لدى عائلات ليبية، مذكراً بأنّهم تونسيون ومن واجب السلطات التونسية حمايتهم والعمل بجدية على استعادتهم، قائلاً إنّه "لا ذنب لهم في انتماءات ذويهم".
كما أفاد عبد الكبير بأنّ 23 تونسياً مفقودون على الأراضي الليبية، كاشفاً أنّ أكثر من 220 تونسياً في السجون الليبية محتجزون في قضايا مختلفة، ليس من ضمنها قضايا تتعلق بالإرهاب، بل أغلبها حول خلافات مع مشغليهم أو مرتبطة بمخالفة شروط إقامتهم، ما يستدعي تضافر الجهود لحل قضيتهم.
وحذّر عبد الكبير، من سوء الوضع الأمني في ليبيا، مشدداً على ضرورة تحرّك وزارة الخارجية لحل ملف التونسيين في ليبيا بمن فيهم الأطفال، قبل أن يشهد مزيداً من التعقيدات ما يهدد مصيرهم.
وكشف رئيس جمعية "إنقاذ التونسيين العالقين في الخارج" محمد إقبال بن رجب، في تصريح لـ"العربي الجديد" أنّ الرضيع تميم، من مواليد 2 أبريل/ نيسان العام 2014 عالق في ليبيا، قائلاً إنّ المعلومات تفيد بأنّه موجود لدى قوات "الردع" الليبية.
وأوضح أنّ الرضيع فقد والديه إثر الغارة الأميركية التى استهدفت منزلاً في صبراتة في فبراير/ شباط العام الماضي، لافتاً إلى أنّ الأم كانت حاملاً في شهرها الثامن ولا يعرف مصيرها بدقة.
وأكد بن رجب أنّ الجمعية وجّهت رسالة عاجلة إلى وزارة المرأة والأسرة والطفولة في تونس في 27 أيلول/سبتمبر الماضي تحثها على التحرّك من أجل إنقاذ الرضيع، ولكنها لم تتلق أيّ ردّ.
بدوره قال جدّ الرضيع ويدعى فوزي الطرابلسي، لـ"العربي الجديد" إنّ قوات "الردع" الليبية اتصلت بالعائلة مؤخراً وأعلمتهم أنّ تميم موجود لديها في السجون الليبية، طالبة منهم تسلم الرضيع الذي لا سند له في ليبيا.
وأكد الطرابلسي، على رغبة العائلة بتسلّم الرضيع، لكنّه أشار إلى حساسية الأوضاع الأمنية في ليبيا، وتطلّب إجراءات معقدة قد تعيق عملية تسلّمه.
وناشد جدّ الرضيع السلطات التونسية، خصوصا وزارتي الخارجية، والمرأة والطفولة، التدخّل العاجل لإنقاذ حفيده، واستعادته سالماً إلى تونس في أقرب وقت ممكن، كي لا يبقى فترة أطول في السجون الليبية.
وكشف أنّ المعلومات التي وصلت إلى العائلة تؤكد مقتل زوج ابنته في الغارة التي شنت على منزل في صبراتة، لافتاً إلى عدم تلقيه أنباء عن ابنته الحامل، والدة تميم، مشدداً على أنّ ابنته لا علاقة لها بالإرهاب، وبالطريق الذي سلكه زوجها.