وكان لافتاً استخدام أمير قطر مصطلح "الجيران"، بدلاً من الأشقاء، في إشارته إلى دول الحصار، مع تسجيل خلو خطابه من الحديث عن الحوار مع هذه الدول، أو الإشارة إلى الوساطة الكويتية أو الجهود الأميركية لدفع أطراف الأزمة الخليجية الى الجلوس على طاولة الحوار، وهو ما فسّرته مصادر خليجية، بتراجع دول الحصار عن موافقتها على حضور القمة الخليجية – الأميركية، التي كان من المقرر أن تعقد في شهر مايو/ أيار المقبل في منتجع كامب ديفيد بالولايات المتحدة الأميركية، وهو التفسير الذي يعزز تصريح المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، هيذر نيورت "إن واشنطن تساعد في حل الخلاف، لكن على دول الخليج إبداء الرغبة في الحوار".
إلا أن الإعلامي جابر الحرمي، قال في حديث مع "العربي الجديد"، إن "القمة الأميركية - الخليجية ستعقد لأن هناك حاجة أميركية لعقدها للملمة الأزمة الخليجية بين حلفاء الولايات المتحدة"، معتبراً أن استمرارها يمثل نزيفاً لرصيد الولايات المتحدة على مستوى العالم، كونها عجزت عن إيجاد حل لحلفائها التاريخيين، إضافة إلى أن استمرار الأزمة يعرّض مصالحها في المنطقة إلى الخطر".
وأكد الحرمي أن قطر متمسكة بالوساطة الكويتية التي يقودها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وستظل تنادي أن يكون الحل للأزمة الخليجية ضمن البيت الخليجي، لكنه قال إن "الإشكالية في الطرف الآخر الذي لا يبدي أي رغبة حقيقية بوضع حد لهذا العبث وهذه الأزمة المفتعلة من الجيران بدون وجود أسباب حقيقية لها".
ولفت الحرمي إلى أن قطر، منذ اليوم الأول داعمة للوساطة الكويتية، بل ذهبت إلى أبعد من الدعم إلى التجاوب مع الأطروحات التي تقدمت بها الكويت وأميرها. وفسّر عدم الإشارة إلى الوساطة الكويتية في خطاب أمير قطر في مؤتمر ميونخ بالقول إن "طبيعة المنصة التي يتحدث فيها أمير قطر تختلف، والمشاركين فيها مختلفون، وهو ما دفعه أيضاً لاستخدام مصطلح الجيران بدلا من الأشقاء".
لكن الحرمي أكد في المقابل "استحالة رجوع المنظومة الخليجية" أي مجلس التعاون الخليجي، للعمل بشكلها الحالي بعد الأزمة قائلاً إن "الثقة بين دولها لا أقول إنها تزعزعت بل هي اليوم منعدمة، ولا ضمانات في عدم افتعال أزمات جديدة خلال السنوات المقبلة ليس مع قطر فحسب بل حتى مع الدول الأخرى، لذلك المرحلة تجاوزت مجلس التعاون بشكله وآلياته الحالية، ودعوة أمير قطر لإيجاد منظومة أمنية إقليمية مشتركة هدفها ضمان الأمن والاستقرار والسلام بالمنطقة من أي عبث مستقبلي".
ورجحت مصادر خليجية، أن تحسم واشنطن قرار عقد القمة الخليجية -الأميركية، بعد اللقاءات التي سيجريها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مع قادة وزعماء دول مجلس التعاون الخليجي، الذين سيزورون واشنطن خلال الأسابيع المقبلة، إذ سيزور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان واشنطن في شهر مارس /آذار المقبل، وستكون الأزمة الخليجية وتداعياتها على أجندة اللقاء. كما يفترض أن يجتمع الرئيس الأميركي مع قادة آخرين من دول الخليج، خصوصاً مع أمير قطر الذي تردد أنه سيزور واشنطن في شهر إبريل/ نيسان المقبل.
وكانت وكالة بلومبيرغ نقلت عن مصدر أميركي اشترط عدم الإفصاح عن اسمه، قوله "إن هناك قلقاً بأن يستمر التوتر بين دول مجلس التعاون مدةً أطول إذا لم تتدخَّل الولايات المتحدة لتدفع باتجاه حل الأزمة الخليجية". وأشارت بلومبرغ إلى أن "ترامب تحدث بلهجة أكثر اعتدالاً في وقت سعى فيه وزير خارجيته ريكس تيلرسون لوساطة بين الدول الخليجية".