جريمتا قتل وأخرى خطف لمصورين عراقيين يوثقون أحداث المظاهرات بوسط بغداد وقعت في خلال 24 ساعة، كانت كافية لتأكيد الخطر الذي يواجهه المصورون الصحافيون ممن يوثقون المظاهرات.
يوم الخميس (5 ديسمبر/ كانون الأول) اختطف مجهولون يستقلون سيارة سوداء المصور الصحافي زيد الخفاجي (22 عاماً)، من منزله، بعد دقائق من عودته من موقع التظاهر في ساحة التحرير، وهو ما وثقته كاميرا مراقبة. ومنذ ذلك الوقت لم تُعرف الجهة الخاطفة، ولم تتبين أي أخبار عن الخفاجي. وأكدت منظمة العفو الدولية أنها "تلقت تقارير مقلقة عن الخفاجي تفيد باختطافه على يد مجهولين بلباس مدني بعد عودته من التظاهرات".
ونقلت المنظمة عن أسرته قولها إن "السلطات المحلية نفت علمها بالحادث أو بمكان تواجده"، مطالبة "بإجابات واضحة عمّن يقوم بهذه العمليات". ونددت منظمة العفو الدولية، بالاعتقالات التعسفية وعمليات الاختطاف التي يتعرض لها العراقيون. وقالت في بيان إن "الناشطين والصحافيين والمتظاهرين في جميع أنحاء العراق يتعرضون لحملة تخويف لا هوادة فيها منذ شهرين". ودانت "فشل السلطات العراقية في وضع حد لهذه الاعتقالات وعمليات الاختطاف، بما يرسل رسالة تسامح تجاه هذه الانتهاكات".
بعد يوم واحد على اختطاف الخفاجي، تعرض مصور شاب آخر يدعى علي كنعان، ويلقب بـ"شوهاني" لإصابة خطيرة برصاصة في رأسه، وأجريت له عملية يقول زملاؤه على مواقع التواصل إنه نجا من الموت. جاءت إصابة شوهاني مساء الجمعة (6 ديسمبر/كانون الأول) حين هاجمت مجموعة من المسلحين المتظاهرين في ساحة الخلاني ومنطقة السنك، وأطلقوا الرصاص الحي عليهم، وقتلوا وأصابوا عدداً كبيراً منهم، وهاجم المسلحون مرآب السنك للسيارات المكون من عدة طوابق الذي اتخذه المتظاهرون موقعاً لهم. وعمد المسلحون إلى تعذيب وقتل العديد من الشباب الموجودين في داخل هذا المرآب، وهو ما يتوضح في مقاطع فيديو نشرت لاحقاً. وبعد تعرضه لإصابة خطيرة في رأسه ونقله إلى المستشفى، قال ناشطون إن شوهاني كتب في الصباح عن اختطاف زميله المهنا، ليتعرض هو الآخر بعد ساعات لضربة قاتلة.
اقــرأ أيضاً
وفي نفس الهجوم الذي أصيب فيه شوهاني، قتل المصور الصحافي أحمد المهنا، في ساحة الخلاني، ونعت مديرية الحشد الشعبي، التي عمل المهنا مصوراً حربياً لصالحها في تغطية المعارك التي خاضتها إلى جانب القوات العراقية ضد تنظيم "داعش"، مشيرةً في بيان لها إلى أن المهنا قتل على إثر تعرضه "لطعنات بالسكاكين من قبل جماعة مندسة محترفة بالقتل والتخريب في ساحة الخلاني وسط بغداد". لكن فيديو انتشر لاحقاً يظهر مجموعة من المتظاهرين وهم يحاولون معرفة مكان الإصابة حين نقلوا المصور المهنا إلى المستشفى، وتبين من خلال الفيديو أنه تلقى إصابة بطلق ناري في منطقة الظهر.
مصورون مستمرون في العمل على توثيق المظاهرات أكدوا لـ"العربي الجديد" أنهم يتوقعون تعرضهم لتصفية جسدية أو اعتقال، ومن بين هؤلاء المصور الصحافي سعد الله الخالدي، الذي يعمل لصالح تلفزيون "أن آر تي".
الخالدي منذ انطلاق المظاهرات في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي مستمر بتوثيقها. يقول إنه تعرض إلى مضايقات من قبل مجهولين لأكثر من مرة، مفيداً أن عمله الطويل الذي يعود لأكثر من عشرين عاماً في التصوير الصحافي الميداني زاده خبرة في كيفية التخلص من المتابعة.
ويضيف لـ"العربي الجديد"، أنه على مدار عمله تعرض للضرب وكسرت معداته الصحافية واعتقل وأصيب أيضاً، مبيناً "هذه طبيعة عملنا، لا سيما أنني مصور حربي وشاركت في توثيق العديد من المعارك التي خاضتها القوات العراقية ضد داعش". ويتابع أنه في التظاهرات يحرص على ارتداء الدرع الواقي وخوذة الرأس، في محاولة للحفاظ على حياته قدر المستطاع، مؤكداً أنه صور أحداثاً في مواقع خطيرة أثناء تعرض المتظاهرين للعنف من قبل القوات الأمنية.
الخالدي يقول إن توثيقه للحقيقة يجعله في دائرة الخطر، وعليه أن يتخذ عدداً من الخطوات الاحترازية في أثناء تحركاته، مبيناً "الخطر الأكبر ليس في وجودي داخل ساحة التظاهر بل عند خروجي منها. هناك مندسون يراقبون الناشطين والصحافيين والمصورين ويتابعونهم. نحن المصورين الصحافيين معروفون، ومن اليسير الوصول إلينا وقتلنا أو اختطافنا. هذا أمر وارد أعتقد بحصوله في أي وقت".
لكن الخالدي يؤكد أنه ملتزم بعمله على الرغم من الخطورة التي يواجهها، إذ يعتبر أنه يمارس مهنته وواجبه المكلف به، فضلاً عن أنه يمارس دوراً إنسانياً بالوقوف إلى جانب أبناء بلده، وفق قوله. ويشير إلى أنه وفريق العمل لوحقوا عدة مرات من قبل مسلحين مجهولين بعد خروجهم من ساحة التظاهرات قاصدين مقر عملهم، لكنهم استطاعوا الفرار عبر اتخاذ طرق متفرعة حتى الوصول إلى منطقة آمنة.
تلك المخاطر أجبرت العديد من المصورين على عدم المجازفة وتوثيق المظاهرات، يقول الخالدي، موضحاً "أعرف بعض الزملاء الذين اعتذروا للمؤسسات التي يعملون لصالحها ولم يعملوا على تغطية المظاهرات وأحداثها لعلمهم بالخطر الذي ينتظرهم". وينفي الخالدي علمه بالجهات التي تستهدف المصورين الصحافيين، لكنه يقول إنهم مسلحون يملكون حرية التنقل.
ناشطون ومتظاهرون من مواقع التظاهر، يتهمون جهات "مليشياوية" بقمع التظاهرات باستخدام شتى الطرق، ومنها التعرض للمصورين، لكن مديرية الحشد الشعبي التي تضم كافة المليشيات في البلاد نفت في بيان لها أن يكون أي فصيل مرتبط بها على علاقة بأي عمل مسلح يطاول المتظاهرين، مؤكدة أنها هي من تحمي المتظاهرين وتقف إلى جانبهم.
اقــرأ أيضاً
بدوره، يذكر مصور صحافي آخر لـ"العربي الجديد" أن العديد من الناشطين طوروا نشاطاتهم لتشمل التصوير وتقنياته، لأجل إيصال نشاطات المتظاهرين وأحداث المظاهرات إلى العالم بحرفية وتغطية الفراغ الذي يحدثه قلة عدد المصورين المحترفين.
ويضيف المصور الذي طلب عدم ذكر هويته لـ"العربي الجديد" بسبب "دواعٍ أمنية" أنه شارك في تدريب عدد من الناشطين على "الاستخدام الأفضل للكاميرا والخروج بصورة أكثر قوة وجاذبية"، مؤكداً أن "الكثير من المشاهد المصورة بحرفية من داخل ساحات التظاهر وانتشرت في مواقع محلية وعربية وعالمية هي لناشطين تعلموا حديثاً التصوير لأجل تغطية أحداث المظاهرات".
ويتابع: "أتوقع أن أعتقل أو أقتل في أي وقت. أحاول قدر الإمكان أن أتخفى عند خروجي من ساحة التظاهر". وذكر أن "عدد المصورين المحترفين في مواقع التظاهر قليل جداً بالقياس إلى عدد المصورين المحترفين في العراق. السبب هو الخطر الذي ينتظرهم، أصبحوا على يقين أنهم في خطر بعد تعرض زملاء لعمليات قتل واختطاف". ولفت النظر إلى أنه يجري تغطيات لمواقع ومؤسسات صحافية بالنيابة عن عدد من زملائه المصورين الذين يخشون الوصول إلى ساحات التظاهر، خاتماً بالقول "أشعر كأني مصور حربي؛ الموت أو الإصابة أو الأسر يتهددني في أي وقت".
يوم الخميس (5 ديسمبر/ كانون الأول) اختطف مجهولون يستقلون سيارة سوداء المصور الصحافي زيد الخفاجي (22 عاماً)، من منزله، بعد دقائق من عودته من موقع التظاهر في ساحة التحرير، وهو ما وثقته كاميرا مراقبة. ومنذ ذلك الوقت لم تُعرف الجهة الخاطفة، ولم تتبين أي أخبار عن الخفاجي. وأكدت منظمة العفو الدولية أنها "تلقت تقارير مقلقة عن الخفاجي تفيد باختطافه على يد مجهولين بلباس مدني بعد عودته من التظاهرات".
ونقلت المنظمة عن أسرته قولها إن "السلطات المحلية نفت علمها بالحادث أو بمكان تواجده"، مطالبة "بإجابات واضحة عمّن يقوم بهذه العمليات". ونددت منظمة العفو الدولية، بالاعتقالات التعسفية وعمليات الاختطاف التي يتعرض لها العراقيون. وقالت في بيان إن "الناشطين والصحافيين والمتظاهرين في جميع أنحاء العراق يتعرضون لحملة تخويف لا هوادة فيها منذ شهرين". ودانت "فشل السلطات العراقية في وضع حد لهذه الاعتقالات وعمليات الاختطاف، بما يرسل رسالة تسامح تجاه هذه الانتهاكات".
بعد يوم واحد على اختطاف الخفاجي، تعرض مصور شاب آخر يدعى علي كنعان، ويلقب بـ"شوهاني" لإصابة خطيرة برصاصة في رأسه، وأجريت له عملية يقول زملاؤه على مواقع التواصل إنه نجا من الموت. جاءت إصابة شوهاني مساء الجمعة (6 ديسمبر/كانون الأول) حين هاجمت مجموعة من المسلحين المتظاهرين في ساحة الخلاني ومنطقة السنك، وأطلقوا الرصاص الحي عليهم، وقتلوا وأصابوا عدداً كبيراً منهم، وهاجم المسلحون مرآب السنك للسيارات المكون من عدة طوابق الذي اتخذه المتظاهرون موقعاً لهم. وعمد المسلحون إلى تعذيب وقتل العديد من الشباب الموجودين في داخل هذا المرآب، وهو ما يتوضح في مقاطع فيديو نشرت لاحقاً. وبعد تعرضه لإصابة خطيرة في رأسه ونقله إلى المستشفى، قال ناشطون إن شوهاني كتب في الصباح عن اختطاف زميله المهنا، ليتعرض هو الآخر بعد ساعات لضربة قاتلة.
وفي نفس الهجوم الذي أصيب فيه شوهاني، قتل المصور الصحافي أحمد المهنا، في ساحة الخلاني، ونعت مديرية الحشد الشعبي، التي عمل المهنا مصوراً حربياً لصالحها في تغطية المعارك التي خاضتها إلى جانب القوات العراقية ضد تنظيم "داعش"، مشيرةً في بيان لها إلى أن المهنا قتل على إثر تعرضه "لطعنات بالسكاكين من قبل جماعة مندسة محترفة بالقتل والتخريب في ساحة الخلاني وسط بغداد". لكن فيديو انتشر لاحقاً يظهر مجموعة من المتظاهرين وهم يحاولون معرفة مكان الإصابة حين نقلوا المصور المهنا إلى المستشفى، وتبين من خلال الفيديو أنه تلقى إصابة بطلق ناري في منطقة الظهر.
مصورون مستمرون في العمل على توثيق المظاهرات أكدوا لـ"العربي الجديد" أنهم يتوقعون تعرضهم لتصفية جسدية أو اعتقال، ومن بين هؤلاء المصور الصحافي سعد الله الخالدي، الذي يعمل لصالح تلفزيون "أن آر تي".
الخالدي منذ انطلاق المظاهرات في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي مستمر بتوثيقها. يقول إنه تعرض إلى مضايقات من قبل مجهولين لأكثر من مرة، مفيداً أن عمله الطويل الذي يعود لأكثر من عشرين عاماً في التصوير الصحافي الميداني زاده خبرة في كيفية التخلص من المتابعة.
ويضيف لـ"العربي الجديد"، أنه على مدار عمله تعرض للضرب وكسرت معداته الصحافية واعتقل وأصيب أيضاً، مبيناً "هذه طبيعة عملنا، لا سيما أنني مصور حربي وشاركت في توثيق العديد من المعارك التي خاضتها القوات العراقية ضد داعش". ويتابع أنه في التظاهرات يحرص على ارتداء الدرع الواقي وخوذة الرأس، في محاولة للحفاظ على حياته قدر المستطاع، مؤكداً أنه صور أحداثاً في مواقع خطيرة أثناء تعرض المتظاهرين للعنف من قبل القوات الأمنية.
الخالدي يقول إن توثيقه للحقيقة يجعله في دائرة الخطر، وعليه أن يتخذ عدداً من الخطوات الاحترازية في أثناء تحركاته، مبيناً "الخطر الأكبر ليس في وجودي داخل ساحة التظاهر بل عند خروجي منها. هناك مندسون يراقبون الناشطين والصحافيين والمصورين ويتابعونهم. نحن المصورين الصحافيين معروفون، ومن اليسير الوصول إلينا وقتلنا أو اختطافنا. هذا أمر وارد أعتقد بحصوله في أي وقت".
لكن الخالدي يؤكد أنه ملتزم بعمله على الرغم من الخطورة التي يواجهها، إذ يعتبر أنه يمارس مهنته وواجبه المكلف به، فضلاً عن أنه يمارس دوراً إنسانياً بالوقوف إلى جانب أبناء بلده، وفق قوله. ويشير إلى أنه وفريق العمل لوحقوا عدة مرات من قبل مسلحين مجهولين بعد خروجهم من ساحة التظاهرات قاصدين مقر عملهم، لكنهم استطاعوا الفرار عبر اتخاذ طرق متفرعة حتى الوصول إلى منطقة آمنة.
تلك المخاطر أجبرت العديد من المصورين على عدم المجازفة وتوثيق المظاهرات، يقول الخالدي، موضحاً "أعرف بعض الزملاء الذين اعتذروا للمؤسسات التي يعملون لصالحها ولم يعملوا على تغطية المظاهرات وأحداثها لعلمهم بالخطر الذي ينتظرهم". وينفي الخالدي علمه بالجهات التي تستهدف المصورين الصحافيين، لكنه يقول إنهم مسلحون يملكون حرية التنقل.
ناشطون ومتظاهرون من مواقع التظاهر، يتهمون جهات "مليشياوية" بقمع التظاهرات باستخدام شتى الطرق، ومنها التعرض للمصورين، لكن مديرية الحشد الشعبي التي تضم كافة المليشيات في البلاد نفت في بيان لها أن يكون أي فصيل مرتبط بها على علاقة بأي عمل مسلح يطاول المتظاهرين، مؤكدة أنها هي من تحمي المتظاهرين وتقف إلى جانبهم.
ويضيف المصور الذي طلب عدم ذكر هويته لـ"العربي الجديد" بسبب "دواعٍ أمنية" أنه شارك في تدريب عدد من الناشطين على "الاستخدام الأفضل للكاميرا والخروج بصورة أكثر قوة وجاذبية"، مؤكداً أن "الكثير من المشاهد المصورة بحرفية من داخل ساحات التظاهر وانتشرت في مواقع محلية وعربية وعالمية هي لناشطين تعلموا حديثاً التصوير لأجل تغطية أحداث المظاهرات".
ويتابع: "أتوقع أن أعتقل أو أقتل في أي وقت. أحاول قدر الإمكان أن أتخفى عند خروجي من ساحة التظاهر". وذكر أن "عدد المصورين المحترفين في مواقع التظاهر قليل جداً بالقياس إلى عدد المصورين المحترفين في العراق. السبب هو الخطر الذي ينتظرهم، أصبحوا على يقين أنهم في خطر بعد تعرض زملاء لعمليات قتل واختطاف". ولفت النظر إلى أنه يجري تغطيات لمواقع ومؤسسات صحافية بالنيابة عن عدد من زملائه المصورين الذين يخشون الوصول إلى ساحات التظاهر، خاتماً بالقول "أشعر كأني مصور حربي؛ الموت أو الإصابة أو الأسر يتهددني في أي وقت".